|٦|

174 10 0
                                    

اوشكت الشمس علي الغروب و البيت في حالة هدوء لا يقطعه غير صوت شخير فريدة الذي يخترق باب غرفتهن ليزعج الشابان اللذان وقفا في المطبخ محاولان صنع الغداء بعد أن أهلكهما الجوع الشديد..
لوح عبدالرحمن بيده بحماس ممسكاً بكيس بلاستيكي:جبتلك مكرونة و صلصلة اهو يلا نعمل علي قدنا بس ومنعبرهمش.
رد عمار:ياكش نعرف نعملها بس ..انت عملت مكرونة قبل كدا؟
رد عبدالرحمن بثقة شديدة:عملت مكرونة؟علي فكره عيب السؤال دا..انا بعمل كل انواع المكرونة من وانا قد كدهو..وسعلي بس انت.
افسح له عمار ليشعل عبدالرحمن الموقد ويضع فوقه اناء معدني ثم وضع بداخله المعكرونة و القليل من الزيت ثم اخذ يقلب بالملعقة..بدأ عمار يشم رائحة شيئاً يتشايط:انت متأكد انك صح؟..انت تقريبا نسيت تحط مايه.
نظر له عبدالرحمن متعجباً:هو انا المفروض احط مايه؟
صمت عمار ثواني ليضحك عبدالرحمن مرتبكاً:هه بهزر..اكيد هحط مايه.
وضع الماء بداخل الأناء ليصدر صوت تشايط ليصرخ عمار:الله يحرقك هتولع فينا.
وضع عبدالرحمن الكثير من الماء ثم قلب الخليط و وضع الغطاء قائلاً:كله تحت السيطرة..تعرف ان انا CBC سفرة كلموني قبل كدا عشان اشتغل ف برنامج عندهم؟
بادر عمار بسخرية:اكيد عازوك تغسل صحون.
نظر له عبدالرحمن بتعالي:انا مش هرد عليك..انا هسيب المكرونة بتاعتي هي اللي ترد عليك..اجري هاتلي كيس الملح.
اغترف عبدالرحمن غرفة بالملعقة من مياه المعكرونة ثم تذوقها قائلاً:عايزه ملح فعلاً..حط شوية.
وضع عمار القليل من الملح في الأناء ليتذوق عبدالرحمن من الملعقة التي يشرب منها:ايه دا لسه عادبة اوي..حط شوية كمان.
وضع عمار مجدداً ثم نظر له بترقب:ها دوق كدا.
شرب عبدالرحمن من نفس الملعقة و تعجب:غريبة..لسه عادبة بردو..حط شويه حلوين متبقاش بخي..
افزعهما دخول يحيي فجأة وهو يقول:انتو بتعملوا ايه؟
انتفض عبدالرحمن قائلاً:ي اخي غور من وشي..انت جيت امتي!
رد يحيي:لسه جاي حالاُ..اتسحبت براحة عشان عرفت انكم نايمين.
سخر منه عمار:وعرفت منين اننا نايمين ي حدق؟
صمت يحيي لثواني ليرن صوت شخير فريدة ثم يبادر:سامعه من وانا علي باب العمارة..الله يباركلها ف اللحمية بتاعتها.
ليقول عبدالرحمن:ولا كف ايدها..ينزل علي الخد يخلي نص وشك مطبق.
اسرع عمار متذكراً:اه صحيح الواد عجوة الصبي عامل ايه دلوقتي؟
رد يحيي متأثراً لحاله:الولد مفيش فيه حته سليمة..٣ دكاتره واقفين يخيطوا فيه..٣ دكاترة ي عمار..منهم لله اللي كانوا السبب.
نظر خلفه سريعاً ليتأكد أنه بأمان من شرهما..ثم عاود الحديث:كنت عايز اخده اروحه بس الدكاترة مرضوش قالوا هيتحجز يومين الاول ويبقي يخرج..كان نفسي اخده و نطلع ع القسم نبلغ عنهم ياكش نخلص من افتراهم و جبروتهم.
أسرع بالنظر حوله بقلق مجدداً ليقول عبدالرحمن:هم بردو اكيد معملوش كدا من باب للطاق هو اكيد عاكسهم ولا حاجه.
رد يحيي مشمئزاً:يعم دي مناظر تتعاكس ..سيبك ..انتو عاملين ايه ع الغدا بقا.

خلعت نظارتها الشمسية بمنتهي التعجرف و هي تبحث بعينيها داخل المقهي:الا هو فين الاسطي عجوه؟
حاوط يحيي عنقها بذراعه و هو يجذبها:اصطبحي و قولي يا صبح ي فريدة.
دافعت عن نفسها:في ايه انا كنت عايزه اصبح عليه بس.. وبعدين مش خايف بنت الجيران تشوفك وانت لافحني تحت باطك كدا؟
ابتعد يحيي فوراً عنها لتضحك بسخرية بينما رن هاتف عبدالرحمن.. زفر بحنق و اسرع بعدة خطوات عنهم و هو يجيب عن الهاتف.. نادته عائشة:مادام هي قرفاك ف عيشتك كدا ما تسيبها يعم.
تنهدت فريدة بيأس و هي تقول:للأسف انتو مش متخيلين هو بيحبها ازاي.
تبادلوا النظرات بتضايق بينما سمر كانت تراقبه بفضول...تشعر بالتعجب الشديد حول تلك الفتاة المزعجة التي تستطيع بمكالمة هاتفية واحدة ان تمحي ابتسامته الواسعة و روحه الخفيفة.. من تلك الغبية التي لا تدرك قدره الحقيقي.. انه ذلك الشاب الوسيم خفيف الظل ذو القلب الطيب و الكرم الشديد في العطاء كما أن عائلته علي مستوي عالي من مكانتها الاجتماعية و المادية..أنها لا تري تلك الفتاة كم أنها حمقاء!..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن