|١٢|

136 7 0
                                    

في الصباح الباكر استيقظ عبدالرحمن محاولاً الأخذ بنصائح سمر له.. و بينما سمر تساعد يحيي في وضع الفطور علي المائدة لاحظت عبدالرحمن الذي تقدم نحو المائدة بوجهه العابس فسرعان ما اتسعت ابتسامتها له:صباح الخير.. سمعت كلامي صح؟
اومأ برأسه و هو يضع قطعة من جبن التركي في فمه:اهو بحاول علي الله ماندمش.. علينا محاضرات ايه انهارده؟
ضيقت عينيها و هي تتذكر:مفيش محاضرات.. انت و عمار و عايشة و فريدة عندكم سكشن الساعة 12 و انا الساعه 11 و يحيي الساعة 2.
اومأ برأسه و هو يقول:هنزل معاكي بدري عشان متروحيش لوحدك.
جلست بجواره و هي تغمز له:من امتي الجنتلة دي يعني؟
رد عبدالرحمن ساخراً و هو يمضغ الطعام:من ساعة ما عزمتيني عند عم حسين و انا قولت دي فتاة احلامي و لقيتها.
ضحكت ساخرة هي الأخري بينما يدخل يحيي و هو يحمل صحن البطاطا المقلية و يلوح بها يميناً و يساراً بحماس شديد:و عندك طبق بطاطس لارج..ايه الحلاوة دي راجل..الله عليك ي حبيب والديك..تحفة يابني تحفة.
انضم عمار للطاولة قبل أن يضرب يحيي علي مؤخرأً عنقه:بس يالا بقا انا مصدع.
بادر يحيي بنظرة خبيثة:ايوا ما عشان منمتش كويس و طول الليل تفرك جمبي ف السرير.. شكلها مطيرة النوم من عينك خالص.
رد عليه عمار و هو يتناول صحن الجبن ليضعه امامه:مش احسن ما اقف ف انصاص الليالي احدف المشابك علي شباك بنت الجيران؟
صمت يحيي و أدار وجهه بإرتباك قبل أن تتسائل سمر:صحيح مقولتلناش عملت ايه ف خروجة امبارح؟
جذبت فريدة كرسي و جلست بجوار عبدالرحمن في مقابلة يحيي بينما هو أجاب دون النظر لهم:مفيش محستهاش شبهي يعني.
ساد الصمت قبل أن يقول عبدالرحمن:الواد دا بيحور و حصل حاجه.. صاحبي وعارفه.
دافعت فريدة عن يحيي قائلة:و انت مالك و ماله ي اخويا و بعدين هيكون مخبي ايه يعني!
اندهش الجالسين بينما سمر تسائلت:دا انتو بقيتوا سمنة علي عسل بقا؟
ليرد يحيي:اه ياختي بقينا سمنة علي عسل عقبال ما تسلكي كدا و تلاقي حد يطيقك انتي كمان.
رفعت اصبعاً و هي تقول بتحذير:و ربي هلبسك طبق الفول اللي قدامك دا فلم نفسك.
لوح بيده بلا مبالاة بينما عمار سأل فريدة:هي عايشة لسه مصحتش ولا ايه؟
اجابته فريدة:لا صحت زمانها جاية.
مرت دقائق أخري ولم تأتي عائشة فخشي أن تكون مريضة أو اصابها أي أذي فقرر أن يذهب ليطمئن عليها.. نهض من مكانه ليسمع صوت باب الغرفة يُفتح ليجلس مجدداً..سألته فريدة بنظرة خبيثة:مش كنت قايم؟
تعمد الأبتسام و هو يقول:اصل نفسي اتفتحت تاني.
اومأت برأسها و هي ترمقه بنظرات الشك بينما هو مضغ الطعام ببطء شديد و هو يراقب عائشة تقترب لتجلس في مقابلته و تلقي تحيتها علي الجميع:صباح الخير يجماعة.
رد الجميع السلام عدا عمار الذي بالغ في رده:يا صباح العسل يا صباح الجشطة بالمهلبية يا صباح الحلاوة بالجشطة يا صباح المربي بال..
قاطعته سمر قائلة:خلاص ي عمار انت كدا هتجيبلها السكر ياحبيبي.
اسرع بالرد:لاااه بعد الشر.. اتفضلي ي ست البنات.
مد يده لها بصحن الخبز بينما هي كانت تكتم ضحكتها اسفل ابتسامتها العريضة و ردها:شكراً ي عمار.
احتسي عمار الشاي الذي حضرته فريدة و هو يفكر بتمعن في فكرة ما.. نطق فجأة ليقتل ذلك الصمت:ما تيجوا البلد معايا؟
تبادلوا النظرات بعدم فهم قبل أن يتسائل يحيي:نيجي نعمل ايه ف سوهاج يعمار؟
رد عمار و عينيه تلتمع بحماس:تحضروا فرح اخويا.
ازدادت نظرات الدهشة فيما بينهم بينما عمار أردف:امي امبارح كانت بتحكيلي قبل ما المفعوصة دي تعمل مصيبتها ان اخويا فرحه قرب خلاص بعد اسبوع او 10 تيام ف انا بصراحه كدا فكرت و قررت.. انت هتيجوا معايا انا لازم اعرفكم علي امي و اخويا و رجالتنا ف البلد.. صدقوني هتتبسطوا و هتقضوا يومين حلوين.
اسرعت سمر بالرد:انا موافقة.
زجرها يحيي قائلاً:اتهدي بقا انتي ملكيش اهل يسألوا عليكي!.. طب ي عمار لو روحنا هنقعد قد ايه؟
صمت عمار ثواني يفكر قبل أن يجيب:احنا ممكن نسافر قبل الفرح بيومين و نحضر الفرح و تاخدوا واجبكم و لو حبيتوا نقعد يومين كمان زيادة اسبوع اتنين براحتكم..دا انا امي هترحب بيكم اوي.
تبادلوا النظرات بتردد و علي وجوههم ابتسامة خبيثة قبل أن يبادر عبدالرحمن:انا مش هقدر اروح.. روحوا انتو و ان..
قاطعه عمار قائلاً بلهجته الصعيدية الحادة:بجولك اييييه.. انا جولت هتيچوا يعني هتيچوا.
بينما فريدة بادرت:عمار عنه حق ي عبده انت محتاج تغير جو و ننبسط سوا.
فتدخل يحيي ساخراً:يعني انا اسيب اسكندرية و جوها الجميل و نسوانها الأجمد و اروح سوهاج!
همست فريدة ليحيي:ما بلاش حوار النسوان دا عشان بتاخد علي قفاك فيه.
نهض عمار و قال و هو يتجه نحو المرحاض:قدامكم علي بليل تقرروا عشان نلحق نحجز القطر.
نهضت سمر هي الأخري قائلة:انا هتكل انا بقا عشان الحق سكشني.
سارع عبدالرحمن بالنهوض هو الأخر:استني هغير التيشرت بسرعة و هنزل معاكي.
وافقت سمر بإبتسامة متسعة بينما فريدة كانت ترمقها بنظرات خبيثة في حين نطق يحيي بصوت أنوثي مصطنع:دا باينه العوض ولا اييه.

تناول عبدالرحمن التذاكر من يد العامل ثم سار بجوار عمار لخارج محطة القطار.. أعاد محفظته و هو يسأل عمار:بس انت و عايشة..
فهم عمار مقصده ليرد:مخابرش ي عبده.. هي دايما مكسوفة و بتضحك.. انا خايف تكون مش عايزه تحرجني.
أسرع عبدالرحمن:لالا عايشة صريحه و اكيد مش هتلعب بمشاعرك يعني.. بس انت اتنحرر شوية و قولها حتي انك معجب.
اومأ برأسه بخيبة أمل:ما انت عارفني بقا ي عبده.. مبعرفش اتكلم ف الحاجات دي و لا عمري بصيت ف وش بنت اصلا زي الايام دي.. عارف بيني و بينك بستحرم اوي.. بس مبقدرش ابعد عيني عنها.. يارب اجمعني بيها ف الحلال.
ضحك عبدالرحمن:ياااه مره واحدة كدا!..دا انت شكلك واقع اوي بجد.
غمز له عمار:عقبالك يا اخويا.
ضحك عبدالرحمن ساخراً:لااا.. خلاص حرمت.

غادرت سمر غرفتها و هي تجذب حقيبتها بصعوبة و تنادي بصوتها المزعج:عماااار..ي عماااار.
دخل عمار المنزل و هو يلتقط انفاسه بسرعة و يتصبب عرقاً:يمين بالله ي سمر منا منزلك شنطة تاني دا انا نفسي اتقطع.
خرجت عائشة من غرفتهن و هي تقول بنبرة رقيقة:دي شنطتي انا يعمار.. متخافش مش تقيلة.. لو مش قادر هشيلها انا مع س..
قاطعها عندما اقترب من الحقيبة و حملها بكل طاقته:لا تشيلي ايه وانا موجود.. دا انا اشيلها و اشيلك انتي كمان فوق راسي.
تبسمت له بود:شكراً ي عمار كلك ذوق.
ألتفت ليغادر المنزل و ينزل الدرج و هي تليه:انزلي سلمه سلمه.. علي اقل من مهلك مش مستعجلين خالص.
سمعه يحيي الذي يقف بجوار العم سيد أمام المبني:ايوا تاااته خطي العتبة.
انزل عمار الحقيبة ثم نظر له بغيظ:اخرس يالا دا بدل ما تشيل معايا.
نزلت فريدة و سمر ثم يليهما عبدالرحمن الذي وضع مفاتيح المنزل في جيب بنطاله:خلاص كدا قفلت الشقة كويس و قفلت المحبس و فصلت الكهربا..يلا بينا نلحق القطر بقا.
كاد يحيي ان يحمل حقيبته و يسير حتي لمح ميرنا في نهاية الشارع تسير بجمالها الفاتن الذي تخفي به العديد من كوارثها.. ألتفت يحيي قائلاً:انا نسيت حاجه فوق لازم اطلع اجيبها.
سألته سمر:حاجه ايه ي يحيي دا وقته!
رد يحيي مسرعاً:معلش حاجه مهمة.
سار بينهم ليوقفه عبدالرحمن:حاجه ايه طب مهمة ما يمكن اسلفهالك؟
نظر يحيي بطرف عينه نحو ميرنا التي تقترب أكثر نحو المبني:يا سيدي نسيت كالسوني اخلص هات المفاتيح!
جذبه عبدالرحمن من يده متسائلاً:كالسون ايه يالا انت هتستعبط؟ دا احنا مسافرين سوهاج ف عز الصيف!
رد يحيي منفعلاً:انا بسقع بليل يرضيك اخد برد ف ركبي يعني؟
لاحظت فريدة هي الاخري ميرنا لتحاول انقاذ يحيي:ما تسيبوه هو حر.
اخرجت المفاتيح من بين قبضة عبدالرحمن ثم اعطتها ليحيي مسرعة و هي تهمس له:اجري اتاوي ف اي حته.
التقط منها المفاتيح و صعد الدرج مسرعاً للأعلي بينما الجميع نظر بشك لفريدة لتحاول إلهاء الجميع:ألا انت متأكد ي عمار ان الشقة هتكفينا؟
اجابها عمار علي سؤالها للمرة العاشرة بعدما أخذت تكرره طوال الأسبوع بقلق:يا مراري الطافح.. قولتلك دواار كبير مش شقة يعني هتقعدوا و ترحرحوا كمان و امي جهزتلكم الأوض و كل حاجه.
ردت فريدة:فيها الخير والله..ما تيلا بقااا ي يحيي خلااااويص.
نزل الدرج في لمح البصر ثم اعاد المفاتيح لعبدالرحمن:امال فين الكالسون؟
تسائل يحيي:كالسون ايه؟ ااه.. لا طلعت عينته ف الشنطة و ناسي.
دفعته سمر بيدها قائلة:طب يلا ي اخويا قدامي.. كالسون ف الصيف! رجالة أخر زمن.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن