|٤٠|

135 7 3
                                    

استيقظت مع آذان الظهر فنهضت للمرحاض و استحممت ثم توضئت و قبل أن تصلي ذهبت لتفتح الشرفة لتضيئ الشمس بيتهن.. لمحت الشباب الثلاثة و هم ذاهبين لصلاة الجمعة و قد ارتدي كلاً منهم جلباباً أبيض.. لاحظت يحيي الذي يرتدي جلباب عمار الذي يناسب طوله تماماً ولكنه لا يناسب ضئالته علي عكس عمار ذو الجسد العريض الممشوق.. و لكنه بدا لطيفاً به علي أية حال..وضعت يدها علي وجهها و هي تسند مرفقها لسور الشرفة و تنظر نحوه بهيام شديد..لا يمكن لأحد أن يتصور مدي سعادتها و هي تشاهد حبيبها الذي أعلن أسلامه منذ أيام و اصبح علي ديانتها ذاهباً لصلاة الجمعة في المسجد..ابتسمت و هي تراقبه بحب فأمضت تلك الثواني الرومانسية قبل أن يقطعها يحيي عندما امسك بطرف جلبابه و هو يعبر بركة الماء الموجودة أمام المبني فكان العم سيد ممسكاً ب"بخرطوم مياه" و يروي به أرصفة الشارع و يلوح بيه في كل مكان..لوح يحيي بيده لعم سيد بأن ينتبه كي لا يبلله و لكن العم سيد مازحه مزاح ثقيل و هو يوجهه نحو ساقيه فتطاير يحيي ممسكاً جلبابه فظهر فخذيه عاريان مبتلان و جزءاً من سرواله الأصفر.. قهقه العم سيد بضحكته الغليظة بينما يحيي نظر له بتوعد و هو يرحل نحو المسجد..

صوت طرقات علي باب المنزل لا ينقطع فأنزعجت عائشة التي وضعت حجابها فوراً و أسرعت لتفتح:حاضر حاضر دماغي.
وجدته يحيي يقف بإبتسامة متسعة و حماسية و خلفه عمار وعبدالرحمن فأشارت لهم بالدخول و هي تنظر لملابسهم الموحدة.. غادرت سلمي غرفتها و هي تنظر لثلاثتهم:ايه الطقم اللي خارج من مسرحية العيال كبرت دول.
ألقي يحيي سجادة الصلاة خاصته و هو يستعرض نفسه قائلاً:بس أيه رأيكم ف العباية؟
بادرت فريدة التي كانت جالسة علي الأريكة:لا بس سيبك من العباية.. دا اللي تحت العباية حكاية.
وضع كفيه علي فمه و هو يقول بأسلوب مبالغ فيه:يا فضيحتي.. انتي شوفتي البوكسر الاصفر؟
قهقهت فريدة كثيراً:دا الشارع كله شافه.
جلست عائشة بجوار فريدة و هي تقول بحزم:اللهم اننا صايمين.. لمي نفسك منك له بقا احنا لسه ف اول اليوم.
جلس عمار بجوارهم علي الأريكة قائلاً:حد ينده سمر عشان عايز اقولكم خبر حلو.
اعتدلت عائشة في جلستها بفضول و هي تتسائل:خبر ايه؟ و خبيت عليا ليه!
رد عمار متعجباً:منا هحكي اهووو..بت يا سلمي.
انتبهت له سلمي ليردف:زغرطي.
و بدون تردد اصدرت سلمي زغروطة عالية و حتي انتهت كان الرفاق يثيرهم الفضول ليبادر عمار بإبتسامة متسعة:امي كلمت ام عايشة امبارح و حددوا معاد خطوبتنا ان شاءالله و هتبقي تاني يوم العيد.
اتسعت ابتسامة الجميع و هم يباركون لهما بفرحة عارمة و أخذت سلمي تردد الزغاريط كل دقائق ليزجرها يحيي:ما تتلمي بقا احنا ف نهار رمضان.
سخرت منه سلمي:ماشي يا ابو بوكسر اصفر انت.
أدار وجهه لفريدة التي تخفي ضحكتها:عاجبك كدا؟
قاطعتهم سمر التي نهضت من مكانها قائلة:حيث اننا متجمعين بقا يكون ف علمكم.. انهارده اخر يوم اطبخلكم فيه يا اخويا منك له..بعد كدا كل واحد يطبخ ف بيته دا انا ضهري اتقطم و البت عايشة و فريدة مش ملاحقين ع المواعين.
شهق عمار بأسلوب درامي:انتي بتطردينا يا سمر!
اومأت برأسها ببساطة ليردف عبدالرحمن و هو يستعطفها:يعني يرضيكي اصوم طول النهار  و افطر علي طبيخ يحيي؟
حكت مؤخرة رأسها و هي تقول بتردد:بصراحه لا.
بادر يحيي:معلش يعني ما انتي من اول يوم و انتي عاملة الشيف بوراك جايه ف الايام اللي ابقي صايم فيها و تغدري!
رفعت كتفيها قائلة:منا كمان صايمه حرام عليكم..بصوا.. انتو ساعدوا بعض و لو عوزتوا طريقه اي حاجه اندهوا عليا من المسقط هحدفلكم سلمي.
استفسر يحيي:ايه!
ردت سمر ببساطة:هبعتهالكم يعني تعلمكم الطبخة مهي بنت خالتي و تربيتي.
اومأوا برؤوسهم موافقين بينما سمر مالت علي عبدالرحمن و هي تقول بدلال هامسة:انما انت بقا تجي تاكل و تشرب وقت ما تحب.
غمزت له مازحة ليرد عبدالرحمن محدقاً في عينيها:منجايا.. عليا النعمة منجايا.
ضرب يحيي بكفيه علي فخذيه و هو يقول بصوت مسموع:اللهم اننا صايمين.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن