سارت سمر بخطوات غاضبة منفعلة نحو عبدالرحمن الذي جلس بين رفاقه في حديقة الجامعة يتبادلون الحديث و يتناولون الفطور.. لاحظ عبد الرحمن فوراً ملامحها الصارمة و أدرك أنها ستفتعل شجاراً الأن فأدار وجهه عنها ببرود مصطنع.. سمع أرتطام حقيبتها بقوة علي المنضدة فرفع رأسه لها مثلما انتبه لها الجميع:ممكن تفسرلي أيه الي حصل الصبح دا؟
رفع كتفيه ببرود و هو يتسائل:ايه اللي حصل الصبح؟
تسائلت ملك بقلق:حصل ايه يا سمر؟
ردت سمر بإنفعال شديد و هي تشير نحوه:هو عمار و عايشة مخدوش بالهم من ان في حيوانه لزقه ف الاخ طول السكشن و مش مبطله كلام معاه؟
نظرت عائشة نحو عمار بتسائل:هي تقصد البت عبير اللزقه؟هو ايه الجديد ما بيقعدوا جمب بعض علي طو..
قاطعها عمار عندما ركلها في قدمها أسفل المنضدة لتردف همساً:وانا اعرف منين انها متعرفش!
أدارت سمر وجهها نحو عبدالرحمن:والله؟
ارتبك عبدالرحمن و هو يجيب:علي فكرة هي زميله بس و بعدين كانت بتشرحلي مسألة علي فكرة وقت ما شوفتينا.
ضمت سمر ذراعيها و ردت بسخرية:يا شيخ؟ و المسألة دي بتشرحهالك ف ودنك لا وكمان بضحكك من قلبك؟
بادرت عائشة بتلقائية:ما يمكن كانت بتقوله نكته.
سألتها ملك التي جلست علي الطرف الأخر من المنضدة:و هي تقولهاله ف ودنه ليه؟
رد عمار ببساطة:ما يمكن نكته قليلة الأدب.
تشايطت سمر غضباً فسرعان ما صاح عبدالرحمن:عمااار.. خد خطيبتك و امشوا من وشي.
أسرع كلاهما بالرحيل بدون كلمة في حين أدار عبدالرحمن وجهه نحو سمر التي مازالت في وضعها ترمقه بنظرات حارقة فحاول أن يمازحها:من الاخر بقا أحجزني عشان غيرك عايزني.
و علي عكس ما توقع وجدها انفعلت أكثر و هي تصيح:والله! دا علي اساس انه بمزاجي؟
بدأ ينفعل هو الأخر و الرفاق يراقبون الشجار بترقب:اه بمزاجك عشان انتي مش راضية تديني فرصة حتي!
حمل أغراضه و هو يقف في مقابلتها و هي تصيح:انت مبقتش عارف تفهمني و لا مستوعب كلامي!
لوح بيده بنفاذ صبر:انتي اللي بقيتي نكدية و حاجة غم.
رحل فوراً منفعلاً بينما هي وقفت مكانها ترمقه بنظرات مختلطة بالضيق و الغضب و الخذلان.. جذبتها فريدة لتجلس بجوارها و هي تهمس لها بكلمات تهدئها..تقلب في فراشه منزعجاً من حرارة الطقس..أقتحم أحدهم غرفته فجأة فرفع عينيه نحو عمار الذي صاح:الحق ملك بتتخانق ف الحتة.
لم يشعر بنفسه إلا و هو يقفز من فوق فراشه و متجهاً نحو المطبخ ليحمل سكيناً لا يتعدي حجم اصبعين.. غادر المطبخ ليقابل في طريقه يحيي الذي غادر المرحاض ممسكاً بعصا مقشة خشبية و يصيح بوجه صارم:عليا النعمة لادفنه مكانه.
تحمس أحمد بشدة من رجولة رفاقه و هم ينزلون الدرج مسرعين قبل أن يهلل عمار:الله أكبر.. الله اكب..
قاطعه أحمد عندما وقف مكانه علي الدرج:لا احنا مش رايحين غزوة..اطلع فوق يالا.
تشبث فيه عمار:خلاص هاجي اتفرج من بعيد بس.
تجاهله أحمد عندما ركض علي الدرج خلف يحيي ولحقه عمار.. غادروا المبني ليجدوا ملك تقف في منتصف الشارع و يحاوطها فريدة و سلمي و عائشة..و علي الجهة المقابلة وقف شاب ثلاثيني ضخم الهيئة ممتلئ البطن و هو يرتدي ملابس البيت المريحة و شعره الخفيف مبعثر بطريقة عشوائية و علي يساره وقف صبي لا يتعدي السابعه عشر و هيئته أيضاً ليست مرتبة.. من نظرتك الأولي له تدرك أن يتعاطي المخدرات..و علي جميع الجوانب وقف أهالي المنطقة يراقبون الشجار بفضول..لوحت ملك نحو أحمد الذي تقدم من بينهم حاملاً السكين الرقيق و قد اعطته هيئته شيئاً من الرهبة بسبب شعره المبعثر و ملابسه التي خرج بها:اهووو.. اهو جالك اللي هيقطعك.
ضخم أحمد صوته و هو يتسائل:ايه العبارة.. مين فيهم اللي ضايقك؟
أشارت ملك بأصبعها نحو محروس قائلة:البغل اللي شبه التريلا دا.
تفحصه أحمد لثواني قبل أن يهمس:هو شبه التريلا فعلا.. بقولك ايه منك ليها.. اطلعوا علي فوق.
أسرعت فريدة:لالا عايزين نتفرج والنبي.
ضرب يحيي بعصاه الخشبية علي الاسفلت بحزم و هو يصيح:قولنا اطلعوا فوق من غير ولا كلمة.. وحقك يا ملك هيجي و هنخليه عبرة للمنطقة كلها.
غمزت له فريدة بإبتسامة خبيثة:دكررر.
اخفي يحيي ابتسامته فوراً و هو يلتفت نحو محروس بملامحه الصارمة و انصرفت الفتيات فوراً.. ركض محروس خلف ملك ليلحق بها و هو يناديها:يا ميرفت انتي رايحه في..
اوقفه أحمد قائلاً:ميرفت مين يا ألفت.. اقف بس كدا كلمني راجل لراجل.
أبعد محروس يده عنه بحزم و هو يرد:انت مالك ومال مراتي يجدع انت!...بااااس.. يبقي انت عاشيقها.
تسائل عمار:مراته!!عشيقها!!
رد الصبي:ايوا مراته و علي سنه الله ورسوله.. خليها تنزل بقا بالذوق بدل ما تنزل بالعافية.
جذبه يحيي من ملابسه بكاد ان يطيح الصبي من ضئالته:لا وانت عضلاتك مقوية قلبك اوي..انت بتبلبع ايه يالا؟
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...