|٥٧|

117 6 2
                                    

خلع سترته و هو يقف أمام خزانة الملابس يبحث عن قميصه في حين سمع صوت من خلفه يقول:والله يا عبود ما عارفلها حاجه.. شويه تعاملني حلو اوي و تهتم و شويه الاقيها غطسانه.. زي اليومين دول كدا.
ألتفت عبدالرحمن لأحمد الذي جلس علي فراشه و رد:انا عندي الحل..اسمع.. انت تصدرلها الطرشة.. ولا اكنك شايفها يومين و هتلاقيها مقلوبة علي بوزها ف حبك.
قضم أظافره و هو يفكر بحيرة لثواني قبل أن يقول:تفتكر؟ انا خايف تفكرني كنت بتسلي ولا حاجه..
أسرع عبدالرحمن بالرد و هو يغلق أزرار قميصه:لالا متخافش هو البنات كلهم كدا.
رد أحمد مستدرجاً:اه قول كدا تلاقيك مدوخ سمر بالحركات دي..
قاطعه عبدالرحمن عندما التفت نحوه:لا خالص.. سمر مش زي حد.. سمر دي ست البنات كلها.
نظر أحمد للإبتسامة البلهاء التي ارتسمت علي شفتي عبدالرحمن و هو يصفها في حين أدار أحمد وجهه و هو يهمس:دا صحيح مرايه الحب عامية.
جمع عبدالرحمن اغراضه و هو يقول:يلا هتكل انا بقا.
نهض أحمد من فوق فراشه:وانا كمان هقوم البس عشان الحق معادي مع الدكتور.
فتح عبدالرحمن باب غرفته و غادر ليقابل في طريقه يحيي الذي جلس بين فريدة و سمر و ملك..رمقه عبدالرحمن بنظرات سخرية:ايه جو حريم السلطان دا!
وضع يحيي ساقه فوق الأخري و حاوط كتف فريدة بذراعه و هو يقول بثقة:بطل غيرة بقا و اعترف ان البنات كلها بتموت فيا.
أسرعت سمر بالرد:محصلش انا مش طايقه خلقتك..انا بس قاعده عشان الرسيفر باظ و مش عارفه اكمل المسلسل.
انزل يحيي ساقه قائلاً:يا شيخة طب اجبري بخاطري مره.
نظرت له بإشمئزاز قبل أن تدير وجهها للتلفاز في حين ضحك عبدالرحمن بسخرية.. سأله يحيي:رايح فين كدا؟ لسه ساعه ع الشغل!
رد عبدالرحمن و هو يرتدي حذائه:هودي العربية للميكانيكي يشوف فيها حاجه كدا.
اومأ يحيي برأسه متفاهماً فغادر عبدالرحمن و تسائلت فريدة:هم لسه متصلحوش ولا ايه؟
حركت ملك رأسها بالنفي فأردفت فريدة موجهه حديثها لسمر:سمر كبري دماغك كلنا عارفين ان عبير دي لزقاله من السنة اللي فاتت.
لم تجيب سمر التي كانت للتلفاز بتجاهل في حين بادرت ملك:اكيد كان بينكشك عشان تغيري ف متصغريش مخك.
قاطعهم صوت رنين هاتف علي المنضدة فنظرت سمر نحو هاتفها و وجدتها والدتها فأعتدلت في جلستها فوراً و أشارت بإصبعها بألا يصدروا صوتاً:شش دي ماما متعملوش صوت.
اجابت والدتها التي سرعان ما انهالت بالتهنئة و التبريك و الزغاريط العالية.. ارتبكت سمر في البداية و هي تتسائل:خير يا ماما فرحيني؟
ردت والدتها:الف الف مبروك يا حبيبتي..العريس كلم ابوكي و احنا وافقنا.
خفق قلب سمر في الوهلة الأولي و تسائلت:عريس مين يا ماما؟
انتبهوا الرفاق نحو سمر التي تجمدت بصدمة و ارتجفت نبرة صوتها في حين أتي صوت والدتها عبر الهاتف بفرحة بالغة:عبدالرحمن.. زميلك ف الكلية..ابوه كلم ابوكي امبارح و انهارده امه كلمتني..مش انتي اللي اديتيله رقم ابوكي بردو ولا ايه!
ألتمعت عيناي سمر و هو تدير بصرها بين وجوه الرفاق الذي ينظرون لها بترقب و قلق..ردت مسرعة مستدركة:ايوا انا اللي اتديهوله طبعاً الشورة شورة بابا.
حركت رأسها بإبتسامة مطمئنة للرفاق في حين أتي صوت والدتها:بس برافو عليكي يا سموره انا قولت بردو مش هتجيبي حد أقل من خطيب البت سلمي..مش هو ابوه رجل أعمال بردو ولا بيشتغلونا؟
أسرعت سمر بالرد لتطمئنها:ايوا طبعاً يا ماما دا شاب محترم و صادق اكيد مش بيكدب.
ردت والدتها:حلو حلو كدا كدا هنسأل عليهم.. بس انا الفرحة مش سيعاني.. اخيراً هفرح بيكي.
ردت سمر ساخرة:خلاص يا ماما هو انا كنت عنست ولا انا قاعده علي قلبك اوي كدا!
ردت والدتها:شوف البت..طب روحي دلوقتي عشان في حد بيخبط ع الباب و هبقي اكلمك بعدين.
أغلقت سمر الهاتف و نظرت وجوه الرفاق و هم ينظرون لها بترقب..تنفست بعمق ثم ارتسمت علي وجهها ابتسامة واسعة:بابا وافق علي عبدالرحمن.
أسرعت فريدة و ملك ليعانقوها بفرحة كبيرة في حين تسائل يحيي:بس هو اتقدم امتي و جاب رقم ابوكي منين!
ردت سمر:هيكون منين! اكيد من دكتوره البهايم ام لسانين.
بادرت فريدة:بس جدعه والله البت سلمي.. خططت هي و عبده صح.. طب قالولك الخطوبة او قراية الفاتحة امتي؟
اجابتها سمر:لا ملحقتش افهم منها حاجه قالتلي هتكلمني تاني.
صفقت سمر بيديها بسعادة:بس انا مبسوطة اوي.
قاطعهم صوت الباب يْفتح ليخرج أحمد من غرفته و هي يرتدي ملابسه الأنيقة و يتسائل:ايه عاملين دوشه ليه!..انتي مش عندك شقتك انتي و هي يابت يلا علي فو..
قاطعته فريدة قائلة بإبتسامة عريضة:تعالي بارك لسمر..اهل عبدالرحمن كلموا اهل سمر و وافقوا.
رفع حاجبيه بذهول و اتسعت ابتسامته:قولي وربنا!
اومأت سمر برأسها بإبتسامة رقيقة ليردف هو:احسن يلا خلونا نخلص منكم بقا.
سأله يحيي:لابس و رايح فين كدا؟
رد أحمد:عندي جلسة عند الدكتور.
لاحظ ملك التي اقتربت نحوه و هي تسأله بنظرتها الرقيقة:ممكن اجي معاك؟
نظر وجهها الجميل و نظرتها التي كانت و كأنها تترجاه و كاد أن يضعف و لكنه تذكر نصيحة عبدالرحمن له.. رفع حاجباً و هو يقول بتعجرف:ملوش لزوم متتعبيش نفس..
قاطعته عندما اقتربت نحوه أكثر و هي تنظر لعينيه مباشرة:بس انا عايزه اجي.
ابتلع لعابه بصعوبة و هي يتأمل عينيه بلا مقاومة.. اومأ برأسه فوراً:اطلعي غيري بسرعة و هستناكي.
اتسعت ابتسامتها قبل أن تغادر المنزل فوراً و تركض علي الدرج.. لا تدري لماذا اقترحت عليه ذلك الاقتراح و لكنها شعرت بالإشتياق له و خصوصاً عندما فارقته الأيام الماضية بسبب امتحاناتها و مواعيد محاضراتها..أرتدت تلك السترة الزرقاء التي كانت ترتديها في مقابلتهما الأولي في العيادة الطبية عندما فُتن برؤيتها لأيام..كانت سمر تراسل عبدالرحمن:متتأخرش بعد الشغل.. هستناك.
ابتسم عبدالرحمن و هو يقرأ تلك الرسالة بعدما علم بالخبر السار.. وضع هاتفه جانباً و هو يرتدي الزي في حين مر يحيي بجواره ليربت علي كتفه و هو يهنئه:الف مبروك يا عبود.. يلا معدش غير الواد احمد العبيط دا.
ضحك عبدالرحمن ساخراً:لا دا ليلته طويلة.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن