فتح عمار هاتفه ليري كم الوقت الأن و كم دقيقة متبقية لتنتهي تلك المحاضرة المملة ثم لفت انتباهه مكالمات يحيي الفائتة.. اعتدل في جلسته بقلق و هو يقول:وه.. يحيي اتصل بيا سبع مرات ومسمعتوش.
خفق قلب سمر و قالت:استر يارب دا مبيجيش من وراه غير المصايب.
سخرت منها عائشة:لو فريدة هنا كانت قطعتك.
حركت سمر رأسها بعدم اهتمام:تلاقيها شريكته ف الجريمة اللي هببها.
نظر لها عبدالرحمن بضيق عينيه:إن بعد الظن إثم.. دا بيتصل اهو.
أسرع ليلتقط هاتفه ثم رد علي يحيي و أختبأ بين الحشد و تلاصق فيه الرفاق ليستمعوا بفضول.. أتي صوت يحيي عبر الهاتف و هو يقول بنبرة فزع و بكاء:اعببووووود الحقني اعببوووود.
رد عبدالرحمن هامساً:في ايه ياض خلعت قلبي.
أتي صوت فريدة التي جلست بجانبه تواسيه:ما تجمد بقا يالا انت.
رد يحيي بنبرة مبحوحة:اجمد ايه انا قطعت الخلف و مبقتش نافع خلاص.
تبادل الرفاق النظرات بشك و قلق قبل أن يتسائل عبدالرحمن:مبقتش نافع ازاي هو ايه اللي حصل بالظبط؟
أتي صوت يحيي منفعلاً بشدة:ما تبطل وساخه يا ابن.. الفار طلعلي ف المطبخ.
شهق الرفاق بصدمة قبل أن تعلو نبرة سمر و هي تقول مفزوعة بشبه صراخ:الفار!
تردد صوت فتاة جلست في المقعد الذي يسبقهم:فار!!
صرخت فتاة أخري في مقعد أخر يسبقهم:فااار!
أتي صوت يحيي عبر الهاتف يقول:ايوا الزفت الفار اللي ضحكتوا عليا وقولتوا هتصربوه و رجع يرازيني اتصرف انت و هو وتع.. الو.. عبوود!
أخذت الكلمة تتردد علي لسان كل من جلس في القاعة ثم فجأة صرخت فتاة و نهضت لتركض بفزع لخارج القاعة و هي تردد الكلمة و سرعان ما لحقها كل الطلبة الجالسين بينما الرفاق بقوا في أماكنهم يشاهدون الموقف الذي تحول فجأة بسبب كلمة و حالة الهلع و الصراخ التي انتابت الجميع..أخذ يحيي ينادي عبدالرحمن مراراً وتكراراً:يا زفت انت سامعني؟
سألته فريدة:هو في ايه مش بيرد ليه؟
رفع كتفيه متعجباً:باين في فار عندهم ف المدرج.
أسرع الرفاق ليغادروا وسط بقية الطلبة و لكن أوقفهم أستاذ المادة مصدوماً و لا يدري ما الأمر فردت سمر عليه:في فار ف المدرج يا دكتور افلت بجلدك بسرعه.
كان جالساً علي أريكة العم سيد خارج المبني و يضرب بكفيه علي فخذه و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة و تسير أمامه فريدة ذهاباً و أياباً:بس ازاي رجع تاني! دا عم سيد شاله ف المصيدة قدامنا.. وبعدين اشمعني بيظهرلك انت اول واحد.. تكونش فاره نتايه و بتلاغيك ياواد؟
نظر لها يحيي بإشمئزاز ثم رد ساخراً منها:ايوا عندك حق..و تلاقيها عايزاني امثل معاها جزء تاني من فيلم الفار الطباخ.
وجدها تقترب و تمسك وجهه بكفيها و هي تتأمله بذهول:تصدق فيك شبه منه؟
تسائل بسخرية:مين؟ لينجويني؟
ردت فريدة:لا..الفار.
نهض من مكانه ليضربها بينهما هي أسرعت بالإبتعاد عنه.. في ذات الوقت وصل الرفاق و علي وجوههم القلق و الفزع.. اطمئنوا علي يحيي ثم تسائلوا:امال العم سيد فين؟
اجابهم يحيي و هو يخفض رأسه بتأثر:فوق مع الفار من ساعه ما كلمتكم.
خرج العم سيد من مبني العمارة و هو يحمل المصيدة و بداخلها جثة الفأر.. ابتعدوا بإشمئزاز و خوف وبادرت فريدة منفعلة:ما تبعد يعم هو ابن اختك جاي تفرجنا عليه.
رد العم سيد:مجاصدش يا بشمهندسه.. المهم انه مات خلاص متقلقوش.
صفق يحيي و احتفل ببهجة عارمة:وربنا انت كفاءة يعم سيد.. قتلته ازاي بقا؟
اجابه العم سيد:انا مقتلتوش انا ميجيليش قلب.. هو مات لوحده.
لم تفهم سمر تفسير الكلام فتسائلت:تقصد يعني حطيتله سم و هو اكله و مات لوحده؟
حرك العم سيد رأسه بالنفي:لع.. مش انت يابشمهندس يحيي جولت انك لقيته واقف ع البوتجاز بياكل؟
رد يحيي:ايوا و كان عامل ايده كدهو.
قلد يحيي حركة الفأر و تعبيرات وجهه تماماً ليكمل العم سيد:انا بجا طلعت لقيته ميت مكانه.
تبادلوا النظرات بعدم فهم لتقول فريدة:مش فاهمه..يكونش اتصرع من صرخه يحيي قام طب ساكت؟
حك عبدالرحمن ذقنه و هو يقول:ممكن بردو دا صرخه يحيي تجيب سكته دماغيه اصلا.
دفعه يحيي منفعلاً:انت هتستعبط هو الفار عنده دماغ اصلا.. وبعدين مش يمكن مات موته ربنا.. اقولك؟ مش يمكن أغمي عليه ساعه ما شافني و اتخض؟
حرك العم سيد رأسه بالنفي ثم أخفض رأسه بتأثر:لع يا بشمهندس.. انا جعد جمبه اطمن و طلع مييت.
تبادلوا النظرات بإستغراب قبل أن تتعجب عائشة:مالك يا عم سيد متأثر كدا ليه!..انت كنت تعرفه؟
رفع رأسه و اجابها بعينين دامعتين:طبعا.. دا هو اللي سلاني و ونس وحدتي اليومين اللي فاتوا و بجا بينا عشرة و ص..
ابعد يحيي الرفاق للخلف و تحدث مستدركاً:ثواني ثواني.. هو انت يوم ما مسكتوه مروحتش رميته ف الخرابه؟
انكمش العم سيد و تراجع بقلق بعدما رأي تعابير وجهه يحيي الغاضبة فحرك رأسه بالنفي برعب.. شمر يحيي عن ساعديه و هو يقول بصوت عالٍ:نعم يا اخويا؟؟؟
امسك به عمار و عبدالرحمن ليصرخ غاضباً:ياعم سيبني.. دا مربي الفار علي انه قط سيامي.
أشارت سمر للعم سيد بالرحيل:اخلع يا عم سيد بسرعه صربه ف اي خرابه.
اومأ برأسه وانصرف مسرعاً بينما الرفاق أخذوا يهدأوا من غضب يحيي..بادرت فريدة:خلاص اللي حصل حصل هنمسك ف اللي فات و نسيب المهم دلوقتي؟
تسائل يحيي ساخراً:وايه المهم ياختي؟الميك اب بتاعك ساح و لا المانيكر قشر؟
همست له فريدة:عيب كدا هتشمتهم فينا.
بادرت سمر:ايوا ياجماعه خلينا ف المهم دلوقتي الفار بتقولوا كان ف المطبخ و واقف ع البوتجاز بإيديه ورجليه المعفنين دول.. وانا لا يمكن ادخل المطبخ اطفحكم من غير ما يتنضف.
رد يحيي ببساطة:وايه المشكلة ما تنضفيه.
امسكته من ملابسه و جذبته نحوها و قالت بحدة:لا ياحيلتها انا مش الخدامة الفلبينية اللي جبتها..وبعدين مفيش واحده فينا هترضي تنضف ورا فار كلنا هنقرف.
نظروا جميعاً نحو عمار و سرعان ما ارتبك:انتو بتبصولي كدا ليه؟.. لا انا مش هنضف حاجه.
اقتربت منه عائشة و تحدثت بلين:معلش يا عمار عشان خاطري انا انت الوحيد اللي لا بتخاف من الفيران ولا بتتقرف منها..وبعدين عشان اعملك الرز بلبن اللي نفسك فيه.
غمزت له و ضحكت برقة فتتطاير قلبه و صفق بيده بحماس:حيث كدا ماشي.. دا انا عنيا الجوز ليكي يا عاي..
قاطعه عبدالرحمن بنفاذ صبر:اخلص يا لزج منك ليها الشارع كله اتفرج علينا.
اومأ عمار برأسه ثم دخلوا المبني و هم يتبادلون المزاح و الشجار..
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...