|١١|

124 8 0
                                    

عقدت حاجبيها و هي تقول متعجبة:انت عبيط ي يحيي؟ بلايستيشن ايه اللي عايز تروحه معاها ف ديت!
رد مبرراً لها:ياستي انا كرييتيف.. افرضي طلعت بتشجع ريال مش برشلونة!..معلش انا مراتي لازم تكون برشلونية..و بعدين ياستي متخافيش مش هنلعب ملطي.
غمز لها بنظرة بلهاء و سرعان ما تلقي ضربة قوية في ذراعه و هي تقول بنفاذ صبر:انا مش عايزه غباء و سفالة كمان..و متفكرش و متخترعش.. انت تاخدها ف كافية هادي تشربوا حاجة.
تأثر وجهه و هو يقول:افرضي عازت تاكل!
ضربته مجدداً و هي تقول:ما تأكلها ي حيوان انت متبقاش جلدة.
اومأ برأسه متفاهم:طيب خلاص.. ألبس ايه طيب؟
ردت بعدم اهتمام:اي حاجة الا التيشرت الاخضر بتاعك.
عقد حاجبيه متسائلاً:اشمعنا.
اجابته:بيخليك شبه قرن الفلفل و انت طويل و اهبل كدا..هي الي هناك دي سمر و عبدالرحمن؟

كان فمه يمتلئ بالطعام و هو يسألها:صحيح مقولتليش.. اشمعنا انتي اللي رجعتي بدري من الكلية؟
اجابته سمر:مفيش سكشني اتلغي و هم لا ف روحت.
نظر لها بخبث و هو يسألها:و لا خلعتي من السكشن عشان تطمني عليا؟
أدارت وجهها و هي تخفي ابتسامتها بينما هو ظلت عينيه معلقة علي وجهه الصافي و خصلات شعرها الذهبية تتطاير مع نسمات الهواء العليل..
أفزعت عائشة عبدالرحمن ليقفز في مكانه و يسعل بشدة بينما سمر ضربته بقوة علي ظهره ليسعل أكثر:براااحه انتي بتنفضي مرتبة!
نادت فريدة العم حسين:يعم حسين عايزين اربع فول و فلافل هنا.
صفق بيده العم حسين:خلاص ي انسة انا شطبت.. البشمهندس عبدالرحمن ربنا يفتح نفسه كمان و كمان بقا.
نظروا جميعاً بصدمة ممزوجة بالغضب الشديد ليتراجع عبدالرحمن مدافعاً عن نفسه:في ايه.. والله سمر كلت معايا!

وضعت فريدة بضع الورقات المالية علي الطاولة و تقول:دول اللي معايا والله.
بينما فعلت سمر و عائشة المثل ثم يحيي و عمار ليجمع عبدالرحمن تلك الاوراق و يضعها في جيب بنطاله دون أن يتفحصهم حتي و يقول:تمام انا هكمل عليهم و هديهم لعم سيد و الباقي هندفع بيه الكهربا و الماية.
اومأ كلاً منهم برأسه متفاهماً و هم ينظرون له بإمتنان شديد..توجهت سمر للشرفة لتجمع بعض الملابس التي جففتها الشمس في حين رن هاتف عمار بتلك الأنشودة الدينية ليسرع نحوه.. نظر للرفاق قائلاً:دي الحجة امي.. بلاش صوت احب علي يدكم لاتفضح.
أجاب علي هاتفه بنبرة عالية للغاية:السلام عليكم.. وحشتيني جوي جوي ي اما.. انا بخير الحمدلله في نعمة والله..لا مكنتش بذاكر كنت سهران مع زمايلي ف العنبر.
قاطعه حديثه مع والدته سمر التي اقتحمت الصالون بوجه مصدوم و هلعت نحو عمار قائلة:ولا ي عمار الحق اللباس بتاعك انسلت من ايدي و انا بلم الغسيل.
اسرعت فريدة نحوها و هي تكتم فمها بينما عمار غادر المجلس مسرعاً و هو يقول:لا ياما واحده ست ايه اللي بتكلمني دي مسرحية صحابي مشغلنها.. ايوا اكيد ياما انتي تشكي ف ابنك بردو.
دقائق قليلة مرت علي سمر و هي مرتعبة و تتمني بأن لا ينهي عمار مكالمته.. لا تدري هل تخشاه لأنها كادت أن تفضح سره أم لأنها اسقطت سرواله!
اخيراً انهي عمار مكالمته بعد تكرار شديد لجملة:مع ألف سلامة ي اما.. مع السلامة مع السلامة.
ألقي هاتفه بانفعال ثم رفع طرف جلبابه و هو ينقض علي سمر بغيظ شديد:تعليلي بقا عشان انا استحملتك كتير.
فصل بينهما عبدالرحمن قائلاً:خلاص ي عمار هي مكنتش تعرف انك بتكلم الست الوالدة بردو سامحها المرادي.
بينما سمر تختبئ خلف عبدالرحمن مرتعبة قالت:يجماعه في مشكلة اكبر دلوقتي.. البوكسر موقعش ف الشارع.
سخر عمار منها متشايطاً بغيظ:امال وقع فين؟ ف قاع الهامور؟
سخرت منه سمر هي الأخري:لا ي خفة.. وقع علي احبال البيت اللي تحتنا اللي مش ساكن فيه حد اصلا.
أخذ يزيح عمار السروال الذي تشابك بطريقة عجيبة في أسلاك الشقة السفلية بواسطة عصاه خشبية تساعدهم علي التنظيف..بينما عبدالرحمن يمسك بخصره كي لا يختل توازنه و وقف يحيي اسفل المنزل في أنتظار أن يسقط السروال و يلتقطه.. يحاول عمار مراراً و تكراراً و هو يدعو علي سمر:حسبي الله و نعم الوكيل منك لله ي بعيدة.
دافعت فريدة عن صديقتها:الله! ما فداها ي اخويا مليون لباس..دا حتي مكنش قطونيل حتي.
صاح عمار بمنفعلاً في عبدالرحمن:ما تمسكني عدل ي عبده انت بترقص معايا سلو؟
انفعل عبدالرحمن هو الأخر:ما انا متنيل ماسكك اهو اتقلب معاك يعني و نموت احنا الاتنين!
اتي صوت يحيي من الأسفل و هو يقول:ما تخلصوا بقا يجدعان رقبتي نملت و ورايا مشوار مهم.
حاول عمار مجدداً حتي تتطاير السروال و سرعان ما يلتقطه يحيي و هو يصيح مهللاً بسعادة.. أمسك به كمن يمسك لوحة و أخذ يتراقص به في منتصف الشارع و انضم له العم سيد و هما يرقصان معاً رقصات غريبة.. قهقهت الفتيات بقوة بينما عمار قال و هو يعود للداخل:الله يفضح ابوكم.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن