|١٦|

110 7 0
                                    

في الثامنة مساءاً كانت هناك سيارة أجرة تجول بين ضواحي مدينة الاسكندرية.. تخوض سمر نوماً عميقاً و تصدر غضيضاً بين الحين و الأخر فيتبادل عمار و عبدالرحمن النظرات بإحراج شديد من السائق.. نطق عبدالرحمن بإرتباك:معلش ي ريس اصلها منامتش بقالها يومين.
حركها عمار هامساً لها:اصحي بقا يا بلوه انتي.
استيقظت سمر بإنزعاج قائلة:ما تسيبني يا شيخ عمار نايمة هو انا نايمة علي حجرك.
شعر عمار بإحراج ليصمت بينما عبدالرحمن الذي يجلس بجوار السائق قال:وصلنا ي سمر فوقي بقا..ايوا الشارع الجاي دا يسطا.
ترجلت سمر من السيارة و نظرت لمنزلها التي اشتاقت له.. تثاوبت بنعاس في حين أسرع عم سيد ليحمل الحقائب مع عمار و عبد الرحمن.. ركض عبدالرحمن نحو سيارته التي تقف أمام المبني و عانق زجاجها:عربيتي الغالية.. وحشتني اوي اوي.
اخد يقبل زجاجها بإشتياق شديد في حين نطقت سمر:والله الواحد محسش بقيمة جو اسكندرية إلا لما راح سوهاج.
تحسس عمار و قال بغضب:وه! جصدك ايه بالكلام الماسخ ديه؟
لوح عبدالرحمن بيده قائلاً:ياعم اسكت قعد تقولنا جوها ميفرقش كتير عن اسكندرية و حسستنا اننا رايحين الغردقة و راجعين عاملين تان اصلا.
توقفت سيارة أجرة أمام المبني ليترجل منها يحيي و يسرع العم سيد ليحمل الحقائب عنه بينما الفتاتان اقتربا من الرفاق.. ضم عمار ذراعيه لصدره قائلاً:لا ياخويا دا النوم ع السطوح ف عز الصبح هو اللي بيعمل تان.
أسرعت سمر لتكتم فمه بينما فريدة التي أقتربت نطقت:ايه مالكم واقفين كدا ليه؟
رد عبدالرحمن و هو يمسح علي سيارته بإرتباك:لا مفيش دا انا كنت بطمن ع الشكمان.

في تمام التاسعة حيث محاضرة دكتور سمير الاسبوعية و التي لا تمر بدون مناوشاته مع عبدالرحمن بعد ذلك اليوم.. تجلس عائشة بين رفاقها تدون ما يقوله الدكتور بين الحين و الأخر قبل أن تتسائل:هي سمر دا كله بتتكلم ف ايه هو دا وقته!
أنهت جملتها لتلمح سمر تدخل من باب القاعة و تستأذن دكتور سمير.. وافق بصعوبة لتركض بحماس شديد علي الدرج كالغزال و الجميع يراقبها.. وقفت أمام المدرج الذي يجلس فيه رفاقها و طلبت من إحداهن:ممكن تعديني؟
نظرت لها الفتاة بتعجرف قائلة:هو الصف دا كله هيقوم عشان يعديكي انتي؟
ابتسمت سمر ببرود:لا ميصحش بردو.
وجدت الفتاة سمر تقف فوق المدرج و تخطو بحذائها فوق أوراقها و ادواتها قبل أن تسير بطول المدرج.. سمعت دكتور سمير يصرخ عبر مكبر الصوت:انتي يابنت!! ايه اللي انتي بتعمليه دا! انتي مفكره نفسك ف سيرك هنا؟
رفعت سمر كتفيها و هي تدافع عن نفسها متجاهلة أنظار مئات الجالسين في القاعة:اعمل ايه يادكتور هي اللي مرضتش تعدي..
قاطعها دكتور سمير منفعلاً بغضب:انجزي أقعدي انتي لسه هتتكلمي.
نزلت من أعلي الدرج لتجلس بين عبدالرحمن و عائشة..سألتها عائشة همساً:اتأخرتي كدا ليه؟
ردت سمر همساً:في حوار حصل لازم تعرفوه.

نهض يحيي منفعلاً و أبتعد عن الطاولة التي يلتف حولها الرفاق الستة في كافتيريا الجامعة:بقولكم ايه متتهبلوش عليا!.. انا مستحمل 3مصايب بالعافية هتجبيلي مصيبة رابعة!
ردت سمر بقلق:هي من ناحية مصيبة ف هي مصيبة كبيرة بس والله هبله و طيبة.
تحدث عمار متضايقاً:ي سمر مينفعش..انا مستحرم بياتي مع 3بنات ف شقة واحدة تروحي تجبيلي بنت خالتك كمان! لا حول ولا قوة إلا بالله.
هدأهم عبدالرحمن بحزم:ما تصلوا ع النبي بقا ي جماعة.. ما كلنا كنا زيها و مش لاقيين حته تلمنا و بعدين دي بنت و اكيد مينفعش تتبهدل م الغريب.
انحنت نحوه سمر بإبتسامة متسعة:يسلم فمك يا عاقل ي راسي.
ليهمس لها عبدالرحمن:بس يعني لو في طريقة تخليها تخلع يبقي أحسن بردو.
نظرت له سمر بإشمئزاز :انت تسكت خالص.. تعرف تسكت؟
تسائلت فريدة:طب و ايه اللي جاي يحدفها علينا دلوقتي ما احنا بقالنا ترم مسمعناش عنها خبر.
أجابتها سمر:عشان هي اصلا كانت ف السعودية مع أهلها و لسه جايه الكلية لما احنا سافرنا سوهاج و لما سألت عليا قالولها اني سبت المدينة بقالي شهرين و واخده سكن.
تسائلت عائشة بقلق:يالهوي لا تكون عرفت اهلك!
أسرعت سمر بالرد:متقدرش دي خسيسة لازم تذلني.. كلمتني و عرفتها كل حاجة قالتلي لو مخدونيش معاكم ف السكن و رحمناها من المدينة هتروح تعرف امي كل حاجة.
أخفضت رأسها بقلة الحيلة فأخذ الرفاق يتبادلون النظرات بتردد.. سألها يحيي:طب هي طيبة و جدعة ولا هتقرفنا؟
ردت سمر:هي شخصيتها مش هتكون اوسخ من شخصيتك مثلاً.
تجاهلها يحيي و هو يدير وجهه بنفاذ صبر بينما فريدة بادرت:خلينا نسأل الأسئلة المهمة..هتدفع معانا ف الإيجار؟
طمئنتها سمر:لا من الناحية دي متقلقوش.. دا امها واكلة ورث امي اصلا و علي قلبهم فلوس قد كدا.
ساد الصمت لعدة ثواني و هم يفكرون بتردد.. أبدوا موافقتهم واحداً تلو الأخر في حين سألها عمار:قولتي اسمها ايه بنت خالتك دي؟
اتسعت ابتسامة سمر قائلة:سلمي.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن