|٣٤|

103 7 0
                                    

استيقظ علي رنين هاتفه فكانت التاسعة صباحاً..نظر حوله فوجد نفسه بمفرده.. دقق نظره في الهاتف فوجدها والدته تهاتفه مجدداً فأغلق هاتفه بإنزعاج.. تنهد بغضب و هي يفرك عينيه بأصابعه ثم نهض من فوق الفراش.. تجول في المنزل فلم يجد أحد من الرفاق.. قام بروتينه اليومي ثم عاد ليراسل عمار:محدش صحاني ليه عشان السكشن؟
دقائق قليلة و راسله عمار:السكشن اتلغي ف مرضيناش نقلقك..لو انت فايق تعالي افطر معانا ف الكلية.
أغلق هاتفه و ارتدي ملابسه و غادر المنزل في طريقه للجامعة التي لا تبعد كثيراً عن الحي الذي يسكن فيه..شعر في هذه اللحظة بمدي اشتياقه لسيارته التي كان يتنقل بها.. لم يكن متفاخراً بها يوماً وإنما كانت رفيقته التي ترافقه في كل مكان و كانت شاهده علي لحظات كثيره من حزنه و سعادته.. فكان كلما تشاجر مع أبويه او ميار كان يذهب و يتجول بها حتي يهدأ خاطره..و كانت شاهده علي لحظات سعادة و فرحة كتجوله بها مع اصدقائه و مزاحهم و غنائهم معاً و رقصهم بداخلها.. وجد نفسه بعد هذا الشرود أمام بوابة الجامعة فدخل و أخذ يسير بين الجموع و قد قادته قدميه إلي حيث يجلس رفاقه عادةً.. ألقي السلام و جلس صامتاً بوجهه المتقلب.. و سرعان ما لاحظت سمر فهمست لعمار أن يسأله ما به؟..و بالفعل مال نحوه عمار هامساً:مالك يسطا حصل حاجه؟
نظر عبدالرحمن بضيق عينه نحو سمر التي كانت تنظر لهما بترقب و تركيز شديد و سرعان ما أدارت بصرها عنه و هي تتحدث لسلمي:الجو هايل انهارده.
ادار عبدالرحمن وجهه نحو عمار و هو يجيبه بنبرة منخفضة قليلاً:امي بتتصل عليا ليل نهار بقالها كام يوم.
رد عمار قائلاً:طب كويس.. اكيد عرفت انها غلطانه وعايزه تصالحك.
حرك رأسه بالنفي:دا مش طبع امي للأسف.. و حتي لو.. انا مش قادر اصفي ناحيتها نهائي.. نفسي بس مش قادر بعد ما خدت مني كل حاجه بحبها و جرحتني بكلامها و خربت كل حاجه علي دماغي و مشت بكل قسوة!
كانت سمر تنصت لحديثه مع عمار و تضايقت لأجله.. أرادت ان تشتت افكاره السلبية و ضيقه فنهضت فجأة و هي تقول بوجهها المبهج و تصفق بيدها لينتبه لها الجميع:جماعة عندي ليكم فكرة حلوة..بما ان الجو بدأ يتحسن تيجوا نتغدي بكرا علي البحر و نقضي اليوم كله لعب.. يعني نفك شويه بعد اليومين اللي عدوا علينا دول؟
اسرع الرفاق بالموافقة و اقترحت سلمي:بس ناكل اكلة سمك من ايدك.
بادرت سمر بحماس شديد:بس كدا سمك مقلي و مشوي و جمبري كل اللي تعوزوه.

وقف يحيي أسفل التمثال الذي نُحت علي هيئة المسيح مصلوباً ..يفكر مجدداً و مجدداً..  كيف لهذا المخلوق الضعيف ان يكون هو الله؟ أو ابن الله؟.. أليس أولي بأن يحمي نفسه؟ كيف يكون هذا هو الذي يشفي المرضي و يرزق و يخلق و يرحم و يغفر؟ و رغم كثرة الكتب الذي اهداه له القسيس إلا أنه لم يجد بهم أجابات مقنعة و واضحة للتساؤلات التي تدور بعقله..
رفع يده و أغمض عينيه و هو يهمس في كفيه:يا الله.. انا عارف انك موجود و سامعني.. انا تايه اوي.. معرفش انهي طريق صح.. يارب أي اشاره بس ترشدني.
غادر الكنيسة و هو يجيب علي هاتفه:ايه يا فوفا نزلتوا؟
ردت فريدة:ايوا احنا ماشيين ف الشارع اهو.. انت عارف هو انهي شط صح ولا استناك برا؟
اجابها يحيي و هو يعبر الطريق:لالا عارف.. المهم كلمتوا سيف يجي؟
ردت فريدة:ايوا هيجي بس بعد المغرب.. عمار اللي مرضاش ينزل معانا.
تسائل يحيي لتجيبه فريدة:عامل حداد يا سيدي قال مش عايز اروح ف حته من غير عايشة.
رد يحيي قائلاً:بمناسبة عايشة انا جاتني حته فكرة.. لما اشوفك نتكلم.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن