|٥|

198 7 0
                                    

غادر يحيي غرفته و هو يرتدي ملابسه الأنيقة و اتجه نحو الصالون ليجد عبدالرحمن يجلس جانباً يذاكر و يجلس بجواره عمار يدرس بعض المسائل بينما سمر جلست في الشرفة ممسكة بدفترها الذي تدون فيه المحاضرات.. اتجه نحو الباب قائلاً:انا نازل اتمشي شوية و هجيب حاجه من السوبر ماركت عايزين حاجه؟
نظرت له سمر بشك بينما رفيقيه تفحصا ملابسه:وانت نازل تشتري حاجه من السوبر ماركت بالشياكة دي؟
رد يحيي:وانتي مالك ي كالحة انتي؟ انا الاناقة في دمي من وانا قد كدهو.
ليبادر عمار:خلاص روح و متتأخرش عشان متقلقنيش وانا نايم.
قذف عبدالرحمن المفتاح ليحيي ليتقطه قائلاً:يلا سلامو عليكو.
غادر يحيي و ضرب عمار بكفيه علي فخذيه قائلاً:عليا النعمة مسلم و بيشتغلنا كلنا.
نزل يحيي الدرج و هو يتمتم بالسب لسمر قبل أن يأتيه صوتها من الشرفة تنادي:ولا ايحيي.. ابقي هاتلي اندومي.. بالخضار هااا.
لوح يحيي بيده بعدم اهتمام و هو يكمل طريقه بينما سمر عادت للداخل قائلة:بقولك ايه.. اراهنكم ان الواد دا رايح يقابل بنت؟
خرجت فريدة من غرفتها و هي تقول:يقابل ايه هو دا في قرده تبص ف وشه!
اخفي عبدالرحمن ضحكته و هو يقول:بصراحه في.. اول حرف من اسمها فريدة.
اتجهت نحو الشرفة و هي تحمل دفترها:كنت مغفلة.
فتح باب المنزل في وقت متأخر من الليل فلم يجد أحد خارج غرفته.. ذهب ليبدل ملابسه وخرج و هو يحمل أكياس "الاندومي" ثم تسلل للمطبخ.. وضع إناء ماء فوق الموقد و وقف ينتظر غليان الماء و هو يدندن بصوت خفيف و يرقص بعض الرقصات الغبية.. انفزع عندما أتي صوت خلفه يقول:انت بتعمل اكل ولا ايه؟
ألتفت نحوها يحيي و هو يقف أمام الموقد ليخفي الإناء:إيه؟ لا مش بعمل أكل.
أقتربت سمر و ابعدته لتري إناء الماء:انت بتسخن مايه ليه؟
صمت يحيي لثواني بإرتباك قبل أن يرد:هولد.
نظرت له بشك و هي تخفي ضحكتها قبل أن تبعده فتسمع صوتاً خلفه:انت مخبي ايه ورا ضهرك؟
ابتعد و هو يخبئ أكياس الأندومي:مش مخبي حاجة.
دفعته بقوة و أخذت الأكياس:شوف الغدر.. بقا كنت طمعان ف كيس الاندومي بتاعي!
رد يحيي متردداً:ما بصراحة ملقتش غير كيس واحد بالخضار و الباقي لحمة وانا بحب الخضار.
نظر لها بضيق بتعابير وجه طفل متأثر لعدم حصوله علي لعبته المفضلة.. اقترحت سمر:خلاص متتقمصشي.. عشان انا اجدع منك بس هسيبلك الكيس بتاعي و هاخد اللحمة.. بس متتعودش علي كدا.
ابتهج وجهه قائلاً:اتفقنا.
تبسمت هي قائلة:يلا اعمله و حصلني ع البلكونة.. حط الشطة كلها ها متبقاش دني.

تضع رأسها علي المدرج و يغطي وجهها خصلات شعرها الطويل المبعثر عليه و هي غارقة في نومها..تصدر صوتاً كالشخير الخافت بين الحين و الاخر متجاهلة تماماً ذلك الشخص الذي يشرح شرحاً دقيقاً لجزء قد أقر أنه من أهم اجزاء المنهج و لكنها سمر علي أي حال!!..نظر لها يحيي بإشمئزاز ثم أدار وجهه عنها بينما عبدالرحمن الذي يجلس علي يساره كان يختنق من كثرة الطعام الذي يتلقاه من فريده قائلة له: ما تاكل حلو ي عبده انت مكسوف مني امال لو مكناش صحاب!
رد عبدالرحمن بصوت مكتوم من كثره الطعام الذي دسته في فمه:مكسوف مين دا خامس سندوتش ي فريده..بصي كفاية كدا حادق خشي عليا بحاجه صكلانص.
اتسعت ابتسامتها بحماس و هي تخرج من حقيبة يدها ما يسمي بال"صكلانص":بص ي سيدي عملتلك واحد مربي بالقشطة و واحده حلاوة بالعسل.
تلذذ عبدالرحمن و هو يرد:يا سلاااام..ناويني المربي بالقشطة بسرعه.
انهي جملته ليصدر المعلم صوتاً حاداً من مكبر الصوت و هو يصيح غاضباً في عبدالرحمن:انت اللي قاعد هناك..قوم اقف.
انفزعت سمر من صوت المعلم الذي ارتفع فجأة عن نبرته الطبيعية لدرجة انها اصدرت شخيراً عالياً و هي تستيقظ من نومها فهلعت عائشة تكتم أنفها اللعين بكف يدها ثم ألقت سمر نظراتها الغبية حولها و كأنها لا تذكر كيف أتت لهذا المكان..علي الجانب الأخر لم ينتبه عبدالرحمن للمعلم فكان مشغولاً لذا كرر المعلم ندائه مجدداً و بنبرة أغضب..زجرته فريدة في ذراعه لينتبه له و من ثم ينصدم بمئات من الطلبة في القاعة ينظرون له بتفحص..أرتبك كثيراً ثم نهض بهدوء و تمني لو أن يستطيع الاختفاء في هذه اللحظة..لاحظ الجميع أن وجنتيه منتفختان بشكل ملحوظ و هو يغلق فمه بإحكام.. ضحك البعض عليه بسخرية في حين تحدث المعلم:انت قاعد سايب الشرح و قاعد ترغي جمب الانسة كأنك ف الكافتيريا..و ايه دا؟..انت في حاجه ف بوقك؟
لم يستطيع عبدالرحمن التحدث فقد حرك رأسه بالنفي و عينيه متسعتان برعب..كرر المعلم سؤاله و هو بتشايط غضباً:انت قاعد تاكل ف محاضرتي؟!
حرك عبدالرحمن رأسه بالنفي مجدداً مرعوباً بينما الجميع من حوله يحاولون كتم ضحكاتهم بصعوبة..انفعل المعلم أكثر و حرك يده بأمر:قوم أطلع برا..طالب مستهتر و هايف.
أسرع عبدالرحمن يمضغ الطعام الذي في فمه و هو يجمع أغراضه ليغادر..تعثر و هو يخرج مما زاد أرتباكه و أضحك الجميع عليه..مر بجوار منصة المعلم ليصيح فيه المعلم بتحذير:يلا اطلع و أياك تفكر تحضرلي محاضره تاني.
لم يعيره عبدالرحمن أي اهتمام وخرج و أغلق الباب..مرت ثواني قليلة حتي لاحظ المعلم عبدالرحمن الذي دخل مجدداً القاعة و هو يستأذن منه بجدية:معلش نسيت الصكلانص هاخده بسرعه و خارج.
لم يعطي للمعلم فرصة للأجابة و ركض علي المدرجات مسرعاً يسرق مراده من يد فريدة بينما الطلبة كانوا يضحكون بهسترية ساخرين من زميلهم..جن جنون المعلم و صرخ فيه:أخرج برا!!!
نزل الدرج مسرعاً و هو يتناول من شطيرته ثم ألتفت فجأة و نادي فريدة:هبقي اخد منك الحلاوة بالعسل في السكشن بقا.
تعالت الضحكات أكثر بينما المعلم كان علي وشك ان يركض خلفه ليوسعه ضرباً و صرخ فيه:أطلع برا ي حيوان هندهلك الأمن!!
لوح له عبدالرحمن معتذراً ثم غادر مسرعاً و هو يتلذذ بشطيرته..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن