|٢٢|

110 7 0
                                    

ختمت المعيدة محاضرتها و سمحت للطلبة بالخروج فنهض كلاً منهم ليغادر.. بينما يحيي كان مازال يجلس شارداً في مكانه.. رحل الجميع من حوله فنهض هو الأخر بتكاسل و وقف يجمع أغراضه.. دخلت قاعة المحاضرات و هي تبحث عنه بلهفة و سرعان ما لاحظته.. صعدت الدرج مسرعة و سرعان ما لاحظها هو الأخر.. لأول مرة يراها و لا تتسع ابتسامته لها.. بينما هي تبسمت له و هي تلتقط انفاسها:كويس اني لحقتك.
لم يبدي أي ردة فعل لترتبك هي و تقول:بص بقا.. انا عارفه اني جحشت ف الكلام امبارح.
تحدث هو بنظرة عتاب:كويس انك عارفة يا جحشة.
فركت فروة رأسها بتوتر:مهو عشان كدا.. قولت اجي اصالحك.
حرك رأسه بعدم اهتمام:اسمع عرضك الاول و اقرر هوافق ولا لا.
أردفت فريدة:هعزمك ع الغدا برا و بالمرة نصلح موبايلي كمان.
نظر بضيق نحو هاتفها التي تمسكه بكفها الصغير ثم حرك رأسه بتعالي:لالا مش فاضي..
قاطعته فريدة:هاخدك افرجك علي ماتش ميسي اللي كنت قايلي عليه انهارده.
اتسعت عينيه بحماس:وحياة امك؟
ضحكت فريدة:وحياه امي.. اخلص بقا.
جمع أغراضه فوراً و أحاط ذراعها بذراعه قائلاً:يا فريدة يا حبيبتي انتي اختي مقدرش ابدا ابدا ازعل منك مش كدا ولا ايه؟
غمزت له بخبث:اه.. بأمارة السكة اللي اتقفلت فوشي امبارح.
رفع اصبعه و هو يقول:والانجيل انا قايل مع السلامة.
ضحكت فريدة و هي تنزل معه الدرج:مش زعلان مني صح؟
رد يحيي بإبتسامته الجذابة:انتي هبله يابت؟ دا انا ازعل من ابويا وامي و اخواتي و جيراني و مزعلش منك انتي يا فوفا.

خرج عبدالرحمن من غرفته و هو يحمل كتبه و أوراقه و أقترب ليجلس بجوار سمر علي المائدة و يذاكر...كانت مندمجة في تدوين مسألة ما فقاطعها هو هامساً:مش هتيجي افسحك بالعربية شوي..
قاطعته ولم تنظر لوجهه:لا مش عايزه انا بذاكر.
تذكر أنه لربما يكون قد ضايقها رده بالأمس فتسائل:انتي زعلتي مني؟.. فريدة والله كانت مخنوقة و انتي عارفه اننا صحاب من زمان و هي بتحكيلي اسرار..
استدارت له سمر و قاطعته:عبدالرحمن.. انا مزعلتش.. وانت مش مجبر تبررلي اي حاجه انا فاهمه علاقتك بفريدة عاملة ازاي.
سألها ليتأكد:يعني مش زعلانه؟
أجابته و هي تضحك بخفة:لا مش زعلانه.
نظر حوله جيداً ليتأكد أن لا أحد من الرفاق يراقبهما ثم أقترب منها و همس:طب حيث كدا بقا.. ما تجيبي حضن.
ألتفتت له بملامح حادة و قالت:وحياه اهلك؟انت هتظيط ولا ايه؟
رد عبدالرحمن:ايه مش احنا اتفقنا امبارح؟.. ع السلم.. نسيتي ولا افكرك؟
تذكرت للتو و لكنها نظرت له ببرود:لا مش فاكرة و ألعب بعيد بقا يا شاطر.
رفع اصبعاً و نظر لها بترجي:حضن واحد بس.. واحد بس.
اسكتته بحدة:ششش..وابعد روح اقعد ع الكرسي دا.
رفع حاجبيه متعجباً:والله؟ هي بقت كدا؟ ماشي..ليكي يوم يا سمر.

رفعت فريدة يدها بالمذكرة الورقية و نظرت لها بحيرة:ازاي يعني؟ المعيد مشرحهاش كدا السكشن اللي فات.
تحدث يحيي الذي يجلس بجوارها علي الأريكة ولكنها كانت مستديرة بوجهها عنه و يقوم بصنع ضفيرة في شعرها البني الناعم:محسساني انك بتركزي ف السكاشن اوي..مش قاعده طول السكشن تحطي ميك اب و مانيكر.
مد يده لها قائلاً:هاتي التوكة هاتي.
قاطعهما خروج عمار الذي استيقظ من نومه ليشرب.. مر من امامهما للمطبخ ثم خرج و هو يحمل زجاجته:بجولكم ايه.. مش واخدين بالكم انكم طبعوا علي بعضيكم كاتير جوي؟
تبادل يحيي النظرات مع فريدة بإستغراب:لا إله الا الله انتو لا عاجبكم نبقي زي القط و الفار ولا عاجبكم نبقي اخوات وحبايب.
بينما فريدة ردت:وبعدين علي فكرة كل واحد فينا ليه شخصيته.
ليقول عمار بعدم اهتمام:ما علينا..بجولك يا يحيي تاجي بكرا معايا نشوف ماتش باريس ع القهو..
قاطعته فريدة بتلقائية:ماتش ايه الماتش كان انهارده و شوفناه خلا..
صفق عمار بيده فوراً:اهو شوفتي.. طبع عليكي ولا لع؟ بجيتي كلبة ميسي ولا لع؟
تفادت النظر لوجهه وهي تكذب:لع.. محصولش.
نظر لها بسخرية:ماشي.. انا داخل انام بقا.. بقولكم صحيح..انا بدأ يطلعلي هالات سودا تحت عين..
قاطعه يحيي بتلقائية:تعرف ان اللوبيا ام نقطة سودا لو طحنتها مع حبه البركة هتضيع الهالات نهائياً.
أشار عمار نحوه و هو يضحك:اهو شوفت!..متنساش بجا تحط التونر و السيرم علي وشك عشان تبجي كيف نيكول سابا.
ضحك ضحكة غليظة ساخراً منه ثم عاد لغرفته بينما ترك الرفيقين ينظران لبعض بخجل.. قذفها بفرشاة الشعر:عجبك كدا خلتيني ولا مريم چورچ.
ردت فريدة مازحة:انت تطول تبقي زيها وبعدين ما انت خلتني شبه مدحت شلبي..هلا هلا هلا الله عليك يا حبيب والدي..
قاطعها و هو يقرصها في ذراعها بخفة:شش خلاااص هتقلبي الصالة استوديو تحليلي.. قومي يلا اعمليلنا كيسين الاندومي دول خلينا نكمل مذاكرة.
أزاحت الغطاء الذي يغطي نصفها الأسفل و نهضت قائلة:اه احسن الواحد تلج من قاعدة الصالة دي.
رد مازحاً:ما قولتلك نقعد ف سريري تحت البطانية مرضتيش.
عادت له لتضربه فأسرع معتذراً و هو يقهقه..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن