|١٨|

105 6 0
                                    

وضعت كوب الشاي علي الطاولة بعدما ارتشفت أخر رشفة منه و ردت علي رفاقها الذين اجتمعوا حول المائدة يتناولون الفطور و يحتسون الشاي:لا ياختي كشري ايه اللي نعمله العيال جايين علي وصول وسفر و تعبانين.. انا هنزل اجيبلهم من عم حماده فرخة بلدي ترم عضمهم.
بادر عمار مبتسماً:فيكي الخير ي سمر والله.. يلا تعالي و انا هنزل اصلي الضهر ف المسجد و أوصلك.
نهضت سمر بنشاط و اتجهت نحو غرفتهن و أحضرت عبائتها السوداء و رفعت شعرها ثم نادت علي عمار الذي نهض ليتوضأ و غادرا معاً البيت.. وقفت سلمي تغسل الصحون بينما فريدة تحكي لها إحدي طرائفها مع دكاترة الجامعة قبل أن يقاطعهما صوت طرقات الباب.. أسرعت فريدة لتفتح الباب فوجدته عم سيد البواب..

ضمت سلمي ذراعيها لصدرها و أسندت ظهرها لبوابة المبني و هي تتفحص الفتاة من الأعلي للأسفل..كانت فاتنة الجمال ذو شعر أشقر و عينان زرقوتان.. ترتدي ملابس متعرية و تفوح منها رائحة ذكية.. كانت مثالية بكل ما تحملها الكلمة من معني.. أشار عم سيد نحوها و هو يتحدث:الست لينا بنت استاذ فؤاد صاحب العمارة.
اتسعت ابتسامة لينا بترحيب و هي تقول بلهجة مصرية ضعيفة:ازيكم..مبسوته اني شوفتكم.
نظرت لها فريدة بسخرية:مبسوتة؟
قاطعهما صوت حذاء سمر الذي يصدر ضجيجاً عالياً عند اصتدامه بقدمها و ارتطامه بالأرض.. انتبهوا نحو سمر التي اقتربت من البوابة تحمل كيساً بلاستيكاً ثم يليها عمار.. ألقوا السلام و وقفوا يتبادلون النظرات بتسائل قبل أن يأتي من الخارج صوت سيارة..أتي صوت يعرفونه جيداً يقول من الخارج:انا وصلت ي غجرر.
اتسعت ابتسامتهم و أسرع عمار ليحمل الحقائب عنهم.. دخل الرفاق المبني وكلاً منهم يحمل حقائبه قبل ان يندهش يحيي بجمال الفتاة بينما كانت تعابير وجه الفتيات مشمئزه و هن يتفحصن كل تفاصيلها بتعجرف و تسائل..
همس يحيي الذي ينظر للفتاة كالمسحور:اللهم صلي عليك يا نبي. كان عمار يحاول أن يغض بصره و لكن جمالها لا يقاوم:تبارك الرحمن.
ليبادر عبدالرحمن الذي وقف بجواره يحمل حقيبته وحقيبة عائشة فوق بعضهما فأخفوا رأسه بأكملها وبالكاد يتنفس:ما تقولي انت شايف ايه ي عم مشاري العفاسي انت و هو.
اجابة يحيي الذي لم يزيح بصره عن الفتاة:عروسه بحر هربانة من المحيط يالا.
ألقي عبد الرحمن الحقائب علي الارض فوراً فأنفزعت اجسادهم قبل أن يقترب فجأة من الفتاة ويمد يده قائلاً:دا اللي ربي بتاع مربي بصحيح.
صافحته الفتاة بخوف و هي ترمقه بنظرات القلق ولكنها نطقت بلهجتها المصرية الضعيفة:اهلاً بيكوا.. انا لينا..بابي فؤاد هو اللي مأجر البيت ليكم.. نورتوا اسكندرية.
بادر يحيي بنظراته التي تكاد تلتهمها:دا انتي اللي نورتي اسكندرية و الشرق الأوسط.. يخبر ابيض.. اتفضلي اتفضلي نشرب چوز و نتعرف.
اومأت برأسها موافقة بإبتسامة ثم أقتربت نحو المصعد الكهربائي وهي تقول:ثانكيو.
هجم الشباب الثلاثة علي المصعد ولكن قامت سلمي بإبعاد الشباب وهي تفسح لسمر:ابعد يالا منك له.. هو اتوبيس عام يروحمك انت وهو.. مكتوب 3بس ف الاسانسير.
تراجع ثلاثتهم بوجه متضايق بعدما خسروا تلك الفرصة.. أخرجت سلمي لسانها لهم بإستفزاز قبل أن ينغلق باب المصعد.. أدار يحيي وجهه تجاه فريدة و عائشة اللتان علي وشك الانفجار ولكن يسود الموقف الصمت..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن