|٤٢|

132 7 4
                                    

جلست الفتيات علي الأريكة في منزلهن يراقبن سلمي التي تسير امامهن ذهاباً و وإياباً و هي تهاتف أحمد.. يأتي صوت ضجيج من الهاتف فيبدو أنه يصرخ فيها بينما هي ترد ببرود:بقولك ايه متعملش راجل عليا ايوا انا قاعده ف سكن مش ف المدينة وبعدين هو انت يعني متعرفش خالك ومرات خالك هيدخلوني ف سين وجيم وينقلوني من الجامعة كلها.
اتي صوت ضجيج مرة اخري في حين صمتت سلمي بإرتباك قبل أن ترد:ياسيدي بقولك جيررران وشباب محترمة جدا دا حتي عمار خاطب عايشة من قريب.. وبعدين هو انا مش مع حد غريب دا سمر معايا.
اتي هذه المره صوت أعلي و لكن الفتيات لا يستطيعن تمييز ما يقول فنهضت سمر و هي تتسائل:هو بيشتمني؟
حركت سلمي رأسها بالنفي لتقترب سمر:لا بيشتمني افتحي السبيكر كدا.
ركضت سلمي مسرعة للشرفة قبل ان ترد بحزم:اسمع بقا انا اللي عندي قولتهولك بدل ما تتبهدل مع الغريب واخواتك موجودين دورها ف مخك كدا و رد عليا سلام.
اغلقت الهاتف و خرجت من الشرفة لتتسائل ملك:هو احمد دا شخصية قوية اوي كدا؟
استدارت لها سمر و هي تقول:اصل احمد و سلمي متربيين سوا و راضعين علي بعض و هو بيخاف عليها زي اخوته بالظبط.
اومأت ملك برأسها متفاهمة قبل ان تسألهن:صحيح متعرفوش دكتور تغذية قريب من المنطقة؟
ردت فريدة:تقريبا شوفت يافطة عيادة ف الشارع اللي جمبنا.. هبقي اشوفهالك واحنا نازلين الكلية بكرا.
أتي صوت طرقات علي باب الشقة فأسرعت سمر لتفتح الباب فكان يحيي الذي يلتقط انفاسه.. خفق قلب سمر و هي تسأله:في ايه يواد وقعت قلبي؟
اجابها يحيي:عمار تعبان وكنا عايزين سلمي تنزل تكشف عليه.
فردت سلمي كتفيها كالطاووس عندما يفرد ريشه الملون ويتباهي به.. سارت بخطوات واثقة نحو الباب و هي تقول:هات البالطو و السماعة بتاعتي و حصلني.
ركضت عائشة مفزوعه لتطمئن علي عمار الذي كان ملقي علي فراشه يتألم:مالك يا حبيبي حاسس بإيه؟
نظر لها عمار و هو يقول؛تعباان تعبان اوي ي شوشو.
اقتحمت سلمي الغرفة و هي تسير بتفاخر ثم جلست بجوار عمار..رفعت يدها و فرقعت اصبعيها و هي تقول ليحيي الذي يقف خلفها:البالطو من فضلك.
أخذت المعطف الابيض و ارتدته ثم فرقعت اصبعيها مجدداً:السماعة.
وجدته يعطيها سماعات الأذن الخاصة بالهاتف فألتفتت له بغضب و قذفتها:انت جايبلي ايه هتشلنييي.
انفعل يحيي:الله ما انا اجبلك سماعات منين يعني دي اللي لقيتها.
رفعت اصبعها بتحذير و هي تضغط علي معدة عمار:ششش سيبني اشوف شغلي..هنا بيوجعك؟
رد عمار:لا.
ضغطت للأعلي و سألته:طب هنا بيوجعك؟
رد عمار:لا.
ضغط علي صدره:طب هنا بيوجعك؟
اجاب مجدداً:لا بردو.
سألته بثقة:انت ريقك ناشف صح؟
اومأ برأسه لتأمر عائشة:كباية مايه بسكر بسرعة.
ركضت عائشة للمطبخ في حين طلبت سلمي من عمار ان يعتدل في جلسته و يرفع سترته للأعلي.. ضغطت علي بداية عموده الفقري:هنا واجعك؟
أجابها عمار:ياستي اديني فرصه اشرحلك ايه اللي واجعني.
قاطعته سلمي بحزم:ششش..انا هعرف لوحدي.. الدكتور الشاطر هو الي يعرف ايه الي تاعب المريض من قبل ما يقوله.
دخلت عائشة الغرفة و هي تحمل كوب الماء..تناولته سلمي منها و شربته في ثواني قليلة.. تبادلوا النظرات بعدم فهم في حين اكملت سلمي:نكمل.. هنا بيوجع..
قاطعها عمار الذي ابتعد عنها و صرخ منفعلاً:مش متزفت بيوجعني عشان اللي واجعني مش في الاماكن دي كلها.
صاح يحيي هو الأخر:ما تفهمي بقا يا بنتي..عمار عنده البواسير.
نظرت سلمي ليحيي بصدمة ثم أدارت وجهها لعمار و سألته بحدة:عندك ايه ياحيلتها؟
ابتعد عمار و هو يقول بصوت مرتجف:البواسير.
خلعت معطفها و هي تقول:استوب يابني.. انتو جايبني هنا تهزقوني ولا ايه! اشخص فيه ايه دا!
رد عمار:و مين قالك انك هتشخصي انا بقالي ساعه بحاول افهمك اني عايز ملين مش اكتر.
ضربت بقدمها في الأرض متذمرة:وانا اللي لبست البالطو و اتحمست.. هات يابني ورقة وقلم.
أدار عبدالرحمن مفتاحه في الباب ثم دخل.. ألقي السلام علي رفاقه ثم نادي يحيي بوجه جاد:تعالي عايزك.
وقف يحيي في مقابلته في الشرفة و هو يسأله:ها سألتلي صاحب الشغل؟
ابتسم عبدالرحمن و هو يجيب:ايوا قالي انه كان عايز حد ف المطبخ و من بكرا هتنزل معايا تتعلم.. عارف لو قصرت رقبتي؟
أسرع يحيي بمعانقته ثم قبل وجنته بسعادة كبيرة:ربنا يخليك ليا يا وش السعد انت واشوفك متجوز القشرانه اللي فوق دي.
ضحك عبدالرحمن و هو يشير بأصبعه امام فمه:شش اسكت لتسمعك.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن