|٣٠|

101 7 0
                                    

دخل عبدالرحمن قاعة المحاضرات فوجد المعيد لم يحضر بعد.. ذلك المزعج الذي يتودد لسمر و قد أقسم علي أن عينيه ستكون مراقبه له في وجودها بعد ذلك.. تفحص وجوه الجالسين سريعاً بعينه و هو يصعد قبل ان يلمحها جالسة في أخر مقعد كعادتها.. كانت شاردة لدرجه انها لم تلاحظ دخوله من باب القاعة.. جلس بجوارها و كان هناك مسافة كبيرة بينهما.. أدارت وجهها له بدهشة بعدما استيقظت من شرودها.. لم يدير وجهه لها فهو لا يجرأ علي النظر في عينيها بعدما كان السبب في إيذائها هكذا.. أدارت وجهها هي و لكنها ابتسمت ابتسامة خفيفة بعدما ادركت انها مازال يهتم لأمرها بل و تثيره الغيرة..

جلس علي إحدي المقاعد الخشبية الموجودة في حدائق الجامعة و هو يتصل بالشخص الذي يعتقد انه الوحيد الان الذي يستطيع مساعدته.. ثواني مرت و لم يجيب سيف و كاد ان يغلق يحيي المكالمة و لكن اتاه صوته الخشن و هو يقول بترحيب شديد:حبيب قلب اخوك.. اخيراً سألت دا احنا حتي مخلصين كاس العالم سوا علي قهوه واحده.
ارتبك يحيي و هو يرد:معلش يا سيف الدنيا ملغبطة شويه اليومين دول.
قاطعه سيف:ايوا ايوا سلمي حكتلي.. خير ان شاء الله متشلش هم.
تردد يحيي و تلعثم و هو يقول:يارب.. انا بس كنت طالب منك خدمه بسيطة.
رحب سيف قائلاً:بس كدا دا احنا عنينا.. عايز ايه؟
اجابه يحيي:كنت عايزك تحاول تشوفلي عنوان بيت فريدة.. انت فاهم طبعاً انها بعيدة بقالها اسبوع و منعرفش عنها حاجه و كلنا قلقانين.
اتاه صوت سيف عبر الهاتف يقول:فاهم فاهم..بس كدا؟ مليني الاسم بالكامل و انا علي بكرا الصبح هكلمك اعرفك العنوان.
اتسعت ابتسامة يحيي بحماس و هو يخبره بالمطلوب..

وضعت سلمي فنجان القهوة أمام يحيي و هي تجلس بجواره علي الاريكة:مقولتليش بقا كنت عايز سيف ليه؟
حمل الفنجان بيده و هو يقول ساخراً:متقلقيش ياختي محكتلوش علي اكلك المعجن ولا صوت شخيرك و نبرة صوتك الملائكية و انتي بتتخانقي.. انا هسيه يلبس فيكي كدا.
ارتشف من قهوته بينما هي نظرت له بإشمئزاز و هي تمضغ علكتها:ماشي يا ذوق مقبولة منك..اخره خدمة الغز علقه.
اتسعت عينيه بغضب و هو يقول:انا غز؟ طب قومي بدل ما ابطحك بالطبق دا ف دماغك.
رمقته بنظرة حادة و هي تمضغ علكتها بطريقتها المستفزة:روحي شوفي مين بيرن اعملي حاجه مفيدة.
نهضت و اتجهت نحو مائدة الطعام فوجدته هاتف عائشة.. دخلت المطبخ حيث وقفت عائشة تغسل إحدي الصحون ثم مدت يدها بالهاتف:امسكي يا اختي عدتك بتكح.
نظرت لها عائشة بإستغراب من مصطلحاتها العجيبة التي لا تنتهي.. اخذت الهاتف و نظرت له فوجدتها والدتها لتجيب بسعادة عارمة:عاملة ايه يا ماما وحشتي..
أتي صوت والدتها تقول بحدة و بنبرة صوت لم تعتاد عليها عائشة:انتي فين؟
اختفت ابتسامتها تماماً و خفق قلبها و هي تتلعثم:يعني ايه انت فين ما انتي عارف..
قاطعتها والدتها مجدداً و هي تقول بشبه صراخ:هتكدبي تاني عليا؟ انطقي قولي انتي فين!
ارتجفت عائشة رعباً و تلعثم لسانها و هي تجيب:هقولك والله بس تهدي.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن