|٤١|

106 7 6
                                    

وقفت سمر في مطبخ بيت سلمي و هي تقول:انا الفرحة مش سيعاني.. الاسبوع اللي فات اكون ف خطوبة عايشة و عمار و انهاردة قراية فتحتك انتي و سيف.
غمزت لها سلمي و هي تقول:عقبالك انتي و الموكوس بتاعك.
رفعت سمر كفيها للسماء:امين يارب..هطلع انا القهوة دي علي ما تعملي قهوة سيف.
اومأت سلمي لها و احضرت علبة القهوة فوضعت منها بضع معالق صغيرة و كادت ان تضع السكر و لكن التمعت عينيها بفكرة.. تذكرت ذلك المسلسل التركي عندما وضعت البطلة الملح في القهوة للبطل بدلاً من السكر.. اتسعت ابتسامتها الشريرة و اخذت تضع الكثير من معالق الملح في القهوة.. حملت فنجانه و خرجت به ليشكرها و يطلب منها ان تجلس بجواره.. كان والد سيف يتحدث حينها مع والد سلمي.. مدت يدها بالفنجان لسيف بإبتسامة بريئة:اتفضل يا حبيبي.
تناول منها الفنجان ثم ارتشف الرشفة الأولي..ابتلعها بصعوبة فنظر للفنجان بإستعجاب فكانت القهوة تبدو جيدة.. قرر ان يرتشف منها مجدداً و هنا اتسعت عينيه و هو ينظر لسلمي.. كانت تضع يدها علي فمها و هي تضحك بقوة بينما هو غير مستوعب:انتي حطتيلي ايه ف القهوة؟
لم تجيبه و كانت تضحك بقوة في حين أتي صوت والد سيف:مش كدا يا سيف ولا ايه؟
انتبه له سيف بوجه مصدوم و اومأ برأسه سريعاً ثم عاد ببصره لسلمي التي كانت لا تستطيع ان تمنع ضحكاتها و همس لها:اخلص بس مع الرجالة و افوقلك.. اما معلقتكيش ف القسم انهارده مبقاش انا.

ترجل يحيي من سيارة عبدالرحمن و وقف أسفل المبني ينظر له بإشتياق شديد.. اتسعت ابتسامته عندما لاحظ العم سيد يركض نحوهما و يعانق الشباب بود ثم يحمل عنهم الحقائب.. رفع يحيي رأسه فلمحها تخرج للشرفة ركضاً..وضعت حجابها بطريقة عشوائية و أزاحه الهواء ليكشف عن خصلات شعره الذهبية فأسرعت لتعدل حجابها و هي تلوح بيدها لهم و تهلل بفرحة بمجيئهم.. نظرت سمر مسرعة لتقابل عبدالرحمن.. ركضت علي السلم و كأن قدميها لا يحملاها من خفتها و أسرعت للشقة التي كان بابها مفتوحاً علي مسرعيه..قابلت العم سيد في طريقها خارجاً بعدما وضع الحقائب بالداخل..وجدته في غرفته يضع حقيبته علي فراشه و التفت ليجدها تعانقه بقوه.. تشبثت في عنقه و هي تقف علي اطراف اصابعها.. حاوط خصرها بذراعيها القويان و مسح علي شعرها هامساً بصوته العميق:وحشتيني اوي.
في حين كانت فريدة تغلق باب شقتهم و تنزل مسرعة.. اصتدمت بيحيي الذي كان يصعد لشقته هو الأخر حاملاً حقيبته فضحكت و هي تقول:حمدلله ع السلامة.
ابعد حقيبته و هو يقترب منها و يكاد يلتزق بها:انتي عارفه انتي وحشتيني قد ايه؟
شعرت بالدماء تتفق في عروقها بقوة و الحرارة تخرج من وجنتيها من شدة خجلها.. تزايدت ضربات قلبها و هي تحدق في عينيه اللذان يشبهان حبات القهوة في لونهما:و انت كمان وحشتني.
ابتسم بهدوء بينما هي اردفت:الاجازه كانت وحشه اوي من غيرك.
ابتعد خطوة للخلف و هو يقول بوجه متضايق:متفكرنيش بالاجازه بقا.
حمل حقيبته قائلاً:يلا ندخل قبل ما عبده وسمر يجيبوا عيال.
ضربته في ذراعه و هي تضحك بخجل فدخل و هو يسعل قائلاً:يااارب يا سااتر.. يا اهل البيت.
خرجت سمر من الغرفة بوجه منزعج قائلة:يا نعم؟ مش عارفه اتهني بالواد خمس دقايق؟ دا انا مشفتوش بقالي اربع شهور.
رفع يحيي اصبعه و هو يضحك ساخراً:هاهاي لا يماما انتو ميتقفلش عليكم باب 5ثواني مش 5دقايق!
خرج عبدالرحمن من خلفها و هو يضخم صوته:مالك بيها يا نجم؟
لوح له يحيي بعدم اهتمام في حين دخل عمار حاملاً حقيبته الأخيرة قائلاً:سمر حضرتي فطار ولا انزل اشتري؟
لم تجيب سمر التي كانت ملاصقه لعبدالرحمن و تنظر له بهيام..نداها مجدداً:سمرر ! يا زفته؟
انتبهت له و هي تتسائل:ايوا ايوا عملت فطار.
ألتفتت لعبدالرحمن و هي تهمس له بدلال:وعملتلك طعمية محشية كيري وبسطرمة زي ما بتحب.
وجدته يحملها فجأة و هو يقول:طب عن اذنكم انا بقا احسن الطعمية تبرد.
ركض بقا للشقة العلوية ليناديه يحيي:والله لاقول لصاحب البيت يطردكم ياشويه سفله.
جلس علي أريكة منزلهم قائلاً:الا صحيح فين المعدولة التانية؟
اقتربت فريدة وجلست بجواره:سلمي لسه يومين و هتيجي.
فسأل يحيي عمار:امال فين خطيبتك هي كمان؟
اجابه عمار و هو يجذب حقيبته لغرفته:شوشو هتوصل ف قطر بليل ان شاء الله.
دخل غرفته و اغلق بابها في حين اقتربت فريدة من يحيي و هي تقول بتردد:انا عارفه ان مش وقته..بس انا بجد عايزه اطمن و انت طول الاجازه مش راضي تحكيلي حاجة.
اعتدل في جلسته منزعجاً و هو يبعد بصره عنها لتردف:انطق بقا.
اجابها يحيي منفعلاً:عادي يا فريدة حصل اللي كنت متوقعه.. اتخانقت مع ابويا وامي وعيلتي كلها و ابويا ضربني بالقلم و هو بقاله عشر سنين ممدش ايده عليا!
ارتجف قلبها و اسرعت لتلمس يده بكفيها بينما هو أردف:قعد معاهم شهر سواد و قاطعين عني الاكل و الشرب و الفلوس وكل حاجه لحد ما عمي الكبير اقنعهم انهم يسيبوني ف حالي بشرط ان ابويا ميصرفش عليا جنيه وقالي مش انت عملي راجل و رايح تغير ديانتك وعرفت الصح من الغلط؟ روح اصرف علي نفسك بقا.
سألته بإهتمام:وبعدين؟
اجابها بنبرته المنفعلة:ولا قبلين منا قدامك اهو.. لازم اشوفلي شغل عشان اعرف اصرف علي نفسي.
اقترحت عليه:طيب شوف عبدالرحمن يشوفلك شغل معاه و اهو تبقوا سوا و مرتبه بردو حلو.
اومأ برأسه متفاهماً و هو يخفض رأسه:ان شاء الله.
مسحت علي يده بيديها الناعمتان و هي تهمس له:مضايقش نفسك..هو ابتلاء صعب انا عارفة بس انت قدها و هتعدي.
ادار وجهه لها و ابتسم بخفة:المهم تبقي جمبي.
تبادلا النظرات في لحظات رومانسية هادئة قبل ان يقطعها صوت ضحكات سمر الخليعة فقال يحيي:مش بقولك هيجيبوا عيال.. قومي نطلعلهم بسرعه.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن