|٣٨|

116 9 5
                                    

بداخل منزلهم المتواضع جلسوا مجتمعين حول مائدة الطعام يتناقشون في بعض الأمور التي هم مقبلين عليها عدا يحيي الذي جلس بعيداً علي الأريكة يراقبهم بعينيه و لكنه شارد الذهن.. يحب هذا الجدال و الشجار الدائر حولهم طوال الوقت..أصبح صوت شجارهم يطمئن قلبه بعدما مرت أياماً كان الصمت و الهم يعم المكان و تفرق كلاً منهم عن الأخر.. و لكن ها هم يجتمعون مجدداً حول هذه المائدة ليتناقشون حول ميزانية الطعام و الإيجار بعدما وضعهم القدر أمام الأمر الواقع و سيغادر أحدي الفريقين هذا المنزل ليسكن في الطابق الأعلي..بادرت فريدة:هو عامة احنا مش هنقدر علي المصاريف دي لوحدنا والشقة الواحدة واسعة جداً ف لازم نشوف حد يشيل معانا.
انصدمت سلمي:يعني ايه هنجيب ناس غرب يسكنوا معانا!
بادر عبدالرحمن:طب ما احنا غُرب و اتعودي علينا عادي.. الفكرة هنلاقيه ازاي بس.
ردت عليه فريدة:هنلاقيهم اكيد دي مش مُعضلة دلوقتي.
بادر عمار بنظرة متأثرة:انا اللي واجعني حاجة واحدة بس.. اني معدتش هاكل من ايد سمر و هضطر اكل أكل يحيي.
مسحت سمر علي كتفه و هو تبتسم:ولا تزعل يا صحبي انا هطبخلكم كل جمعة وهعملكم حلويات.
جذبتها سلمي من أذنها و هي تقول:اه انتي بتتلزقي عشان سي عبده بتاعك.. لا يا ماما زمن السبهلله دا راح بدل ما اقول لامك وربنا.
دفعتها سمر بقوة و هي تقول:قوليلها و انا اقولها علي سيف يا صايعة.
تدخل عبدالرحمن:ما تصلوا ع النبي يا جماعه امال لو مكنتوش أهل!
تجاهلتهما عائشة قائلة:خلينا ف المهم دلوقتي.. مين اللي هيطلع الشقة اللي فوق؟
تبادلوا النظرات بصمت قبل أن تسرع فريدة:انا مش هطلع انا خدت علي هنا و ارتحت خلاص.
نطق عمار:و اشمعنا احنا اللي نطلع ياختي ما احنا خدنا علي هنا احنا كمان.
ردت سمر:كدا عشان احنا بنات و بنخاف من الأماكن الغريبة لكن انتو رجالة.
اكدت سلمي حديثها:صح يا بنت خالتشي.
تبادل عبدالرحمن النظرات مع عمار بغيظ قبل أن يقول:طب علي فكرة بقا احنا اول ما جينا الشقة دي انا والرجالة اللي مسحناها و نضفناها يبقي تلزمنا.
سخرت منه سلمي:يعني هي دي مشكلتك.. عادي نمسحلكم الشقة اللي فوق و تاخدوها.
ضربت سمر كفها بكف سلمي و هي تضحك بإنتصار ليرد عبدالرحمن:هي بقت كدا يا سمر؟.. ما تحضرنا يا عم يحيي.
أدار يحيي وجهه نحوهم و تبسم وجهه و هو يرد:عادي مش فارقه أي حاجه انا معاكم.
همست فريدة في أذن سلمي ببعض الكلمات قبل أن تلتمع عيناي سلمي بحماس و تقول:طب بصوا احنا مش هنديكوا قرارنا قبل ما نشوف الشقة اللي فوق يمكن تطلع اوسع.
انفعل عمار من شدة غباءهما فإن كلتيهما تقع علي نفس الرقعة و المساحة!..صاح فيهما:هو انتو بتتعاطوا ايه انتو الاتنين..
قاطعه عبدالرحمن عندما همس له:شش قولهم ماشي..ماشي يابنات اتفقنا ان شاء الله تطلع اوسع و تكون من نصيبكم.
نهض يحيي و غادر لغرفته و خرج بعد دقائق و هو يرتدي ملابسه لتناديه فريدة:بقيت بتخرج من غيري كتير ها.
أكتفي يحيي بالإبتسام لها ثم غادر المنزل..ضربت سمر بيدها علي الطاولة و هي تقول:نسينا اهم حاجة.
تسائلوا بقلق لتجيب:معلقناش زينة رمضان.
ضربتها عائشة:ياشيخة فزعتيني.
بينما سلمي التي كانت جالسة فوق المائدة و تضم ساقيها نطقت بملامح بلهاء:رمضان مين؟رمضان بتاعنا؟ وحوي وحوي وكدا؟
اجابتها سمر:ايوا يابنتي انتي قايمة من غيبوبة ولا ايه؟
نظرت سلمي لوجوههم بإندهاش و بتعابير غبية:رمضان مين هو انتي فكرني هبلة و هتشتغلوني؟
رد عمار:لا حاشا لله.
أردفت سلمي بثقة عارمة:رمضان ايه دا و شم النسيم لسه مجاش اصلا.
حل الصمت من وهل المفاجئة في حين ضرب عمار كفه بالأخر قائلاً:طب عليا النعمة بتتعاطي حاجة.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن