|٨|

142 7 0
                                    

اغلق عمار المصحف بعدما انتهي من قراءة ورده ثم رفع بصره لعبدالرحمن الذي يجلس في مقابلته علي الفراش الأخر يتصفح هاتفه و يبدو أنه يخوض محادثة مع تلك الفتاة:بقولك ايه ي عبدالرحمن.
همهم عبدالرحمن بعدم اهتمام ليردف عمار بنبرة ترجي:ما تنام جمبي انهارده ي عبده الله يسترك.
ليرد عبدالرحمن:ما يحيي بينام جمبك يابني.
رد عمار و هو ينظر ليحيي بإستهزاء:يحيي؟ دا يحيي اول واحد بيجري ويسيبني..انما انت ي عبده اخويا.
ليقول يحيي الذي علي وشك أن يغلبه النوم:ما تهدي بقا يالا انت طلعت سوسو بصحيح.
انصدم يحيي عندما استدرك ما قاله للتو و تبادل النظرات مع عمار و لكن حمداً لله لم يكن عبدالرحمن منتبهاً لهما.. نهض عمار و هو يقول:انا قايم اصلي العشا.
فتح باب الغرفة ليجد في مقابلته سمر التي وقفت بشعرها المبعثر و ملامحها الحادة في مقابلة الباب.. انتفض جسده و هو يصرخ:عههاااا سلاماً قولاً من رباً رحيم.
لم تبدي سمر أي تعابير أخري فقط تنظر له بعينيها الواسعتان ليقول مفروعاً:انتي ايه ي شيخه انس ولا جن.. حد يفزع حد كدا ف اليومين السود دول.
قالت بنبرتها الحازمة:انهارده دورك في غسيل المواعين.. اتفضل.
أومأ بقلة حيلة و هو يغادر الغرفة:اوامرك حاضر..هصلي العشا بس.
توضأ عمار و فرد سجادة الصلاة في صالون البيت..بدأ صلاته بقوله:الله اكبرر.
أنقطع التيار الكهربي فوراً ليردف:السلام عليكم الله.. السلام عليكم و رحمة الله..الحقوناااااي.
ركض مسرعاً و هو يضع طرف جلبابه تحت ابطه قبل أن يقابله رفيقيه بكشافات هواتفهما:اهدي اهدي متقلقش.. دي الحفلة شكلها هتبدي بدري انهارده.
انهي عبدالرحمن جملته ليجدوا يحيي يرتجف في مكانه بشكل هستيري فأنفزع صديقيه:انت اتلبست ولا ايه مالك؟
ليرد يحيي ببساطة:لا دا انا عامل موبيلي ڤايبريشن.
أخرج هاتفه من جيبه ليسأله عبدالرحمن:و انت مين اللي بيرن عليك في الوقت دا؟
اجابه يحيي:دي أمي.
ليقترح عمار:طب ما ترد عليها خليها تيجي تنقذنا والنبي.
تعجب يحيي:تيجي تعمل ايه مع الست بهية؟
حاول عمار اقناعه قائلاً:اسمع مني.. ما يجيبها الا ستاتها.
رد يحيي:اه و نجيب الاتنين و نخليهم يعملوا مسلسل كيد النسا الجزء التاني.. انت مجنون يالا؟
انهي جملته ليسمعوا نفس الصوت الغليظ و بعض الصراخات المختلطة بصراخات اطفال.. ارتجف الرفاق الثلاثة و هم يصرخون فزعاً قبل أن يظهر صوت انوثي و لكنه غليظ له صدي ينادي: ولا يا عبدوووو.
انتفض جسد عبدالرحمن و انكمش بين رفيقيه و هو يرد بصوت مهزوز:ايوا يا خالتي بهية.
ردت بهية بصوتها الغليظ:اتخيلت برجل حمار ياخي.. انا الحجة بهية.. أطهر روح سكنت العمارة دي.
لم يكن يعلم الرفاق من أين يأتي الصوت و لكنهم يلتفتون حولهم في كل مكان بفزع..رد يحيي الذي كان متماسكاً:بركاتك ي طاهرة.. خير أوأمري.
ردت بهية بنبرتها الحادة:ولا يا عبده.. قول للعجل اللي اتكلم دا يخرس بدل ما اسخطه بورص دلوقتي.
ضرب عمار يحيي و هو يقول:اسكت.. اسكت هتودينا ف داهية.. أوامرك ي ست بهية.
ردت بهية:ولا يا عبده.. قول للبغل اللي اتكلم دا يخرس بدل ما اسخطه بريصة.
أنفعل عمار بشدة و صاح:هو في ايه يا ست انتي انا ساكتلك من الصبح علي فكرة.. قطعتي عليا صلاتي و عماله تقولي عليا بغل و علي الراجل الطيب دا عجل..ما تقدري ان انتي ف بيتنا يا ولية.
هدأه يحيي و هو يربت علي كتفه:اهدي بس صلي ع النبي دا الكلام اخد و عطا.
رد عبدالرحمن بأدب علي السيدة بهية:حاضر ي ست بهية هسكتهم.. ممكن نعرف طلبات حضرتك ايه عشان تسبينا ف حالنا؟
ردت بهية:طلباتي بسيطة.. البيت دا ملكي من يوم ما جوزي قتلني و قطعني حتت و رمي عضمي لكلاب السكك و فخادي قطعها شرايح ستربس..
همس يحيي:يعني انتي مقدرتيش تتشطري علي جوزك جايه تتشطري علينا احنا.
صرخت فيه بحدة:سمعتك ي عجل.
ارتجف يحيي و هو يعتذر لتردف:أوامري كالأتي.. قدامكم يومين بالظبط و تمشوا من الشقة دي.
ليرد عبدالرحمن بغيرة:الله! و اشمعنا احنا اللي نمشي و البنات لا!
ردت بهية ببساطة:انت يرضيك ان صحابي العفريتات يقولوا عليا قاعدة مع شباب ف شقة؟
رد عمار بلهجته الصعيدية:لا ميصوحش.. احنا صعيده بردو و دمنا حامي.
لتردف بهية:حلو اوي نبقي متفقين..قدامكم موهلة يومين تجمعوا حاجاتكم و تمشوا من هنا و إلا هسخطك ي يحيي ي عجل انت اول واحد.
تضايق يحيي كالأطفال و هو يرد:و اشمعنا انا بقا انتي مستقصداني!
ردت بهية :كلامي خلص..و دلوقتي مضطرة اسيبكم و اروح أنام احسن مطبقة علي مسلسل تركي من امبارح.
شهق عبدالرحمن مندهشاً:يخيبك.. و انا اقول صحيت الصبح لقيت التلفزيون شغال لوحده ليه!
لم يأتي رد من بهية و لكن عاد التيار الكهربائي ليتبادل الرفاق الثلاثة النظرات مذهولين مما حدث منذ ثواني.. لقد تحدثوا إلي روح شريرة للتو!..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن