|٤٣|

122 5 0
                                    

وضعت الأكياس البلاستيكية أرضاً و أخرجت مفتاح الباب و وضعته مكانه ولكنه لا يدور.. حاولت مراراً و تكراراً حتي طرقت الباب طرقات خفيفة فهي تدري ان الساعة تخطت الواحدة و الفتيات نائمن.. كادت ان تطرق الباب مجدداً ولكنها وجدت جسد طويل عاري امامها.. كان يلتف بمنشفة حول خصره و يتصبب الماء علي صدره أما شعره فكان مبتل تماماً و يحاوط ذقنه كريم الحلاقة الأبيض.. شهقت فريدة و هي تتراجع للخلف:انت ايه اللي جابك عندنا!
رد يحيي مندهشاً:انتي اللي ايه اللي جابك عندنا!
استدركت للتو انها كانت تطرق باب الشقة الخطأ فقد اعتادت قدميها علي المجئ لهذا الطابق:انا.. انا اتلغبط ونسيت.. وبعدين انت ايه اللي مطلعك كدا خش جوا.
رد يحيي مبرراً:واعملك ايه دنا جاي من الحمام جري فكرتك عم سيد.
وضعت يديها علي عينيها و هي تقول:طب امشي امشي جوا.
مال نحوها و هو يقول بنبرة خبيثة:ما تيجي تحلقيلي دقني؟
ارتجف صوتها و هي تقول:لا انا هطلع عشان الوقت اتأخ..
قاطعها عندما جذبها من ذراعها للداخل و أغلق الباب:تعالي بس.
وجدت نفسها ملاصقة له فأخفضت رأسها بخجل و نظرت لصدره الذي تبرز منه العضلات و لكنها ليست في ضخامة عمار و عبدالرحمن.. و قطرات الماء التي تتصبب علي صدره و عنقه الطويل.. أغمضت عينيها عندما شعرت أنها سيخشي عليها و أسرعت:خش البس حاجة بسرعة.
رد يحيي عندما همس نحو اذنها بصوته الهادئ:ماشي.. بس محدش هيحلقلي دقني غيرك.
وضعت سمر يديها علي فمها و هي تقول بإنفعال:دي دخلت..يبقي مش هيسيبها تطلع دلوقتي و هيقفشونا.
عاد لفراشه ببرود و هو يقول:متشغليش بالك بيهم بقا وبعدين احنا ف الاوضة و قافلين بابنا ايه اللي هيجيبهم عندنا..هي اللي دلوقتي تجري علي فوق عشان لو حد فينا صحي وشافهم موقفها هيبقي وحش.
جلست بجواره علي الفراش و هي تقول بقلق:ايوا بس انا خايفه يشو..
قاطعها عبدالرحمن بقبلة سريعة علي شفتيها و همس لها:متخافيش انا معاكي..وبعدين خليني اشبع منك انهارده.
ردت سمر بوجه منزعج:انا مضايقة اوي ان من بكرا مش هنعرف نسهر سوا ولا نقعد مع بعض كتير و احمد هيقعد علي قلبنا.
خلع رابطة شعرها الوردية و ألقاها و هو يقول:متخافيش انا هتصرف ان شالله اخطفك ف عربيتي.
ضحكت و هي تلمس وجهه بكفيه و تعاود تقبيله بينما هو خلخل اصابعه في شعرها الناعم و هو يلعق شفتيها بحب..
خرج يحيي من غرفته و هو يرتدي بنطالاً فقط ثم أشار لها بأن تلحق به.. كانت متجمدة مكانها و ينتابها شعور مختلط بالخجل و الارتباك و الخوف.. لا تدري لماذا تذكرت فجأة عندما اقتربت منه ذلك اليوم في بيت جدها و لكنه ابتعد..لا تريد ان ترتكب نفس الفعل الاحمق مجدداً وخصوصاً انها تضعف امام عينيه كثيراً..و كيف لها ألا تضعف و هو عارياً امامها.. وجدته يناديها من داخل المرحاض فذهبت بخطوات مترددة.. مد يده بأداة الحلاقة فنظرت لها بتردد قبل ان تأخذها و تقترب لتحلق الجانب الأيمن.. سألها:مقولتليش كنتي فين ف الوقت دا؟
اجابته فريدة:نزلت اشتري شويه حاجات من السوبر ماركت اللي تحت.
انتهت من الجانب الايمن فسألته:اخبار اول يوم شغل ايه؟
رد يحيي:مجهد جداً ال6ساعات واقف علي رجلي.
رفع رأسه لتحلق ذقنه بالأداة و لكن يدها اخذت ترتجف عندما وقعت عينيها علي تلك العظمة التي تبرز من عنقه و يطلق عليها "تفاحة أدم"..كانت تزيد عنقه إثارة و خصوصاً أنه مازال عارياً من الأعلي.. ردت فريدة التي كانت تتلعثم من شدة ارتباكها:علي ما تتعود.
نظر لها و هو يقول:اوحش حاجة ف الشغل دا انه هيخليكي توحشيني علي طول.
تبادلا النظرات بصمت و كلاً منهما تتزايد نبضات قلبه..تألم يحيي و هو يبتعد فنظرت فريدة لأداة الحلاقة التي وقع عليها قطرات من دمائه.. تناول الأداة منها و هي تردد:انا اسفه مش قصدي والله مكنتش اقص..
لاحظ يدها التي كانت ترتجف بشدة فألقي الأداة و اقترب منها:اهدي محصلش حاجة دي بسيطة.
لمس يديها فكانت باردتان و ترتجفان بشدة..نظر لها مندهشاً:انتي خايفة مني يا فريدة؟
هزت رأسها بالنفي مسرعة ثم بللت يدها و هي تمسح علي وجنتيه و تنظفهما فقال هو:انا اسف لو خليتك تخافي.
ابتسمت لتطمئنه قائلة و هي تنظر لعينيه بصدق:انت اكتر حد ف الدنيا بطمن معاه ازاي هخاف منك!
ابتسم يحيي بإرتياح ثم أخذ يجفف ذقنه قائلاً:شكراً بعيداً عن التعويرة.
ضحكت و هي تغادر المرحاض:نعيماً.
غادر المرحاض خلفها و وجدها تتجه نحو الباب فأوقفها:ما تسهري معايا شوية..اقولك تعالي اعمليلي عشا.
نظرت نحو الغرفتين بقلق و هي تهمس:يا يحيي مينفعش افرض عمار ولا عبده صحوا دلوقتي يقولوا علينا ايه!
اقترب منها أكثر و هو يهمس:يعني يرضيكي انام جعان و انا جاي من الشغل و شقيان.
نظر لها نظرات بريئة ليستسمحها و لكنها لم تكن تحتاج لهذه النظرات لتوافق فهي بالأساس لا تود مفارقته..تنهدت و هي تسأله:عايز تتعشي ايه؟
اتسعت ابتسامته بإنتصار و هو يقول:اي حاجه من ايدك.
أغلقت سمر الباب برفق ثم عادت لعبدالرحمن و هي تقول بتذمر:هو مسبهاش تطلع ليهه!!
رد عبدالرحمن الذي كان جالساً علي فراشه يتصفح هاتفه:و انتي مالك ما تسبيهم ينبسطوا سوا دول لسه ف حلاوة البدايات..خدي بقا ما اقولك نكته ف بوقك.
جلست فريدة في مقابلة يحيي علي أرضية الشرفة.. كان الظلام يعم المكان و لا يضئ لهم سوي ضوء القمر الطفيف و لكنه كافي ليري كلاً منهما الآخر.. الهدوء يسود الموقف و كلاً منهما يحمل شطيرته و يأكلها بصمت..اعتدل في جلسته و كأنه تذكر شيئاً:مش انا انهارده كسرت كباية.
شهقت فريدة:يخربيتك من اول يوم كدا مصايب!
وضع شطيرته و هو يقلد لها بعض الحركات:يابنتي لقيت الي بيعلمني بيعمل بالكباية حركات كدا و بتاع قولت اما اتروشن زيه لقيت الكباية وقعت من ايدي ع الارض اتكسرت ميت حته و المطبخ كله لف بصلي.
قهقهت فريدة بقوة و هي تسأله:و عبدالرحمن عمل ايه؟
رد يحيي بين ضحكاته:عبده عمل نفسه ميعرفنيش و طلع من المطبخ.
اخذت فريدة تضحك كثيراً و هي تكتم فمها كي لا يسمعهما أحد:خليته يستعر منك من اول يوم.
أرجع ظهره لحائط و هو يقول:هو لسه شاف حاجة.
نظر لشطيرته بتعجب و هو يقول:الساندوتش من حلاوته خلص بسرعة.. قومي نعمل واحد تاني.
وقفت تغسل الصحون بينما هو أخرج من الثلاجة صحن صغير به شرائح الدجاج المقلية:الواحد من ساعة من سمر سابت البيت و الي بخبيه ف التلاجه برجع الاقيه.
ضحكت فريدة فأشار لها أن تخفض صوت ضحكتها..كادت ان تغلق الشطيرة فهمس:استني نسيتي الكاتشب.
اخرج زجاجة بلاستيكية حمراء من الثلاجة لتقول:دا عبده صارف و مكلف.
وقف خلفها و هو يراقبها تصنع له طعامه و همس لها:زودي كاتشب كتير بقا.
ضغطت فريدة علي الزجاجة بقوة لتتطاير نقاط علي وجهها و ملابسها.. شهقت و عادت للخلف بينما هو هدأها و هو ينظف حجابها الأبيض الذي اتسخ:دا الطرحة لسه جديدة!
خلعت حجابها فتحمس ليري شعرها الذي اشتاق له كثيراً فكان دوماً يصنع لها الضفائر..ولكنه فوجئ بحجاب أخر فوق شعرها و يكشف عن رقبتها..تذمرت بضيق و هي تنظر لسترتها:دا جه علي البلوزة كمان.
وجدته ينحني و يجلس القرفصاء و ينظف تلك السترة ببعض الماء.. شعرت بيده علي خصرها فعادت لترتبك مجدداً و خصوصاً عندما رفع رأسه لها بعينيه الجميلتان..نهض و وقف في مقابلتها و هو يتفحص سترتها بينما هي كانت تتأمله بعينان تلتمعان.. وجهها متورد بشدة و جسدها به رجفة خفيفة..انه مازال عارياً من الأعلي امامها و هذه الفكرة تفقدها عقلها..تأكد ان السترة نظيفة بالكامل قبل ان يرفع بصره لها فكانت تحدق فيه بطريقة مختلفة عن أي مرة..كان شعورها له في هذا الوقت اشبه بالغرق..ابتسم فمه عندما لاحظ القطرات التي علي انفها و وجنتها:في لسه علي وشك.
شعرت بأصابعه تمسح علي وجنتها الناعمة و هو يقف علي مقربة منها.. كان يشعر بنظراتها له و لكنه حاول أن يتجاهلها عندما لاحظ ان جسدها عاد ليرتجف.. لم يود ان يرتكب شيئاً احمق يجعله يندم فيما بعد و أو يجعلها تخشاه.. أمسكت يده و هي تنظر له نظرات جريئة بعينيها الخضروتان..كانت عينيها كفيلة لتخبره أنها تريده في هذه اللحظة..وبدون تردد قربت اصبعيه اللذان نظفا وجهها من فمها و لعقتهما.. نظر لشفتيها الوردتيان و لسانها المثير و هم يلعقوا اصبعيه..ابتلع لعابه بصعوبة و كان صدره العاري يعلو و يهبط بشدة..كادت ان تخرج اصبعيه من فمها حتي اتخذ هو قراره..وجدته يجذبها نحوه بقوة ثم يمسك بوجهها الفاتن بين كفيه و يقترب ليقبل شفتيها بحرارة.. عانق ذراعيه خصرها بقوة بعدما خلع حجابها و فك رابطة شعرها فأنسدل شعرها الأشقر.. ابتعد لثواني ليلقي نظره علي شعرها الذي اشتاق للمسه و رؤيته كثيراً..خلخل اصابعه بين خصلاته و نظر لعينيها اللذان ينظران له برغبة شديدة..عاود تقبيلها مجدداً و لكن بأكثر حرارة فكلما نظر لعينيها تزداد إثارته و جنونه..و كأنه يلتهم تلك الشفتين و هو يتلذذ بطعم لعابها.. يجن عندما تلمس لسانه بلسانه و تمسح علي صدره و عنقه بيدها الناعمة.. كم انتظر هذه اللحظة كثيراً و بالطبع لن يبتعد عنها بسهولة.. ابتعدت قليلاً لتناديه و لكنه لم يهتم.. يمرر يده علي عنقها و وجنتيها و شعرها و هو يقبلها.. ابتعدت مجدداً و هي تهمس:انا خايفه يشوفونا.
نظر لشفتيها اللذان توردا بشدة فأدرك أنه كان قاسياً في تقبيلهما.. مرر اصابعه في شعرها مجدداً و حاول أن يصلح خطئه بعدما همس لها:مش هقدر ابعد.
وجدته يقبلها هذه المرة بحنان و لطف فاذابت قلبها تلك القبلة رغم انها استمتعت بالمرة الأولي..لا تدري كم مر من الوقت و لكنها لا تود ان تبتعد رغم قلقها الشديد.. أغمضت عينيها مستسلمة و هي تتلذذ بدفئ لسانه عندما يمرره علي شفتيها.. استجمعت قواها بعد دقائق و هي تبعده برفق:انا لازم اطلع.
انحنت لتأخذ حجاب رأسها ثم نظرت له بإبتسامة رقيقة و ركضت خارج المطبخ.. سمعها تغلق باب المنزل بعدما غادرت و لكنه مازال واقفاً مكانه لا يصدق ما دار منذ ثواني!

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن