|١٥|

146 7 0
                                    

سار عمار في حديقة المنزل نحو يحيي و هو يقول:يحيي.. قوم قول لخلف يجيب المفك الفرنساوي من جوا.
رد عبدالرحمن و هو يخفي ضحكاته:سيب يحيي ف حاله دا اتكهرب كهربا تكفي البلد سنتين قدام.
تحدث يحيي لعمار و هو يشتعل غضباً:تصدق بالله؟ انا ما شوفت حاجة عدلة من ساعة من جيت هنا غير فطير امك.
رد عمار:واعملك ايه مش انت اللي عرضت المساعدة وانت ملكش ف الكهربا و اللمض..انت عارف انت مكانك فين؟
سأله يحيي بسخرية:فين ي عسل؟
رد عمار مشيراً لداخل المنزل حيث تجلس النساء و الخادمات يحضرن الطعام للضيوف:هناك وسط الحريم..تحشي المحشي و تحمر الفراخ.
تغيرت تعابير وجه يحيي و هو يقول:بموت ف حكاويهم والله بتغسلني من جوا كدا.
قاطعهم عبدالرحمن قائلاً:بقولكم ايه خلينا ف المهم.. مش كفاية كدا ع البنات هناك ولا ايه انا خايف عليهم حد يعاكسهم كدا ولا كدا و خصوصاً ان سمر و فريدة مش حاطين حجاب ولا حاجة.
أتفق معه عمار:عندك حق انا اصلا كنت هقو..
قاطعهم دخول خضر و هو يركض نحوهم بحماس شديد:عمار.. يعمار.. يعمار.
رد عمار بنفاذ صبر:نعم يخضر بتنادي ليه منا قدامك اهو!
قال خضر:كنت بستأذنك يعني اروح اجيب الست سمر من دوار العروسة.. اقصد يعني اجيب البنات.
لوح عبدالرحمن بيده بتضايق:قابل يعم.
ليقول عمار لخضر:لا ي خضر متروحش انا و الشباب كنا هنروح اصلاً.
ليسرع خضر:طب هاجي معاكم.
انفعل عمار:تيجي معانا فين ي خضر؟ خضر.. انا مش ناقص شلل كفاية يحيي عليا.
نظر له يحيي بتعجب و هو يقف في مكانه صامتاً بينما عبدالرحمن بادر بنفاذ صبر:روح ي خضر ساعد سامي و لا بقية الرجالة و شيل الست سمر من دماغك شوية.

تناولت فريدة قطعة اللحم و هي تمسك بصحنها و تجلس وسط صديقتيها بعيداً قليلاً عن بقية النساء حيث جلس الجميع يتناول الغداء الذي أعدوه أهالي العروس:يا بنتي اقسم بالله عينها وحشة.. بقولك شوفت الطبلة بعيني و هي بتنشق مية حتة.
همست لهما عائشة التي كانت تجلس خائفة:ولا البت مني ياعيني.. جابتها الأرض حرفيا لما قطمتلها وسطها دا.
قالت سمر بتذمر:انا خايفة اقعد اكتر من كدا دا انا عيني حسيت ان حد دب صوابعه فيهم.. يارب عمار يجي ياخدنا بقا.
انهت جملتها و سرعان ما سمعوا صوت عزف عالي و طبل و تصفيق حار يأتي من الاسفل.. أسرعت الفتيات نحو الشرفة فوجدوه سامي و الرفاق الثلاثة فكان الرجال يقدمون الاستقبال و الترحيب الحار بالعريس و أقاربه.. اخذوا يرقصون بعشوائية مع اقارب العروس و الجميع يصفق لهم.. بادرت عائشة التي نظرت لعمار بإبتسامة جميلة:بصوا عمار.. عسل اوي و هو بيرقص.. الجلابية دي تحفة عليه.
تفاجئوا بصوت أم زينب من خلفهم و هي تسألهم بفضول:مين الشابين اللي مع عمار و سامي دول؟
ردت سمر بخبث:مش عارفين.. تقريبا صحابه ف الكلية.
ضيقت ام زينب عينيها و هي تدقق النظر في عبدالرحمن الذي يرتدي جلباب أبيض و يقف خجولاً يصفق لأصدقائه و يضحك ضحكته الجذابة:بصوا الشاب اللي واقف دا..الواد بيلمع اكنه مستحمي مرتين قبل ما يجيي..طول بعرض و ابيضاني و حليوة.. شكله ابن ناس اوي الشاب دا.
ترجع عبدالرحمن للخلف و هو يشعر بدوار قبل أن يشعر بأن قدميه لم تعد تستطيع حمله فسقط أرضاً فاقداً الوعي.. شهقت سمر مفزوعة و ضربت بيدها علي صدرها:يا نهار اسود.
صرخت فريدة:موتي الواد.. يخربييييتك.
ركضت الفتيات مسرعين لخارج المنزل و هلعوا نحو عبدالرحمن..
فتح عينيه ببطء و هو يشعر بألم شديد يجتاح رأسه.. أغمض عينيه و فتحها مجدداً ليري وجه سمر الجميل و هي تنظر له بقلق شديد:عبده.. عبده انت كويس؟
تبسم بخفة وهو يقول:هو انا مت و دخلت الجنة و دي حور العين ولا ايه!
ضحكت سمر بخجل قبل أن يجدها تضربه في صدره:حرام ياخي خضيتني عليك.
أتي صوت يحيي من خلفها يقوم بحزم:فز قوم يالا بلاش محن.
ساعدته فريدة و سمر علي النهوض في حين اقتربت منه عائشة بكوب ماء:خد اشرب كباية المايه دي و يلا نمشي من هنا بسرعة و حاولوا ام زينب متشوفكوش.
نظر لهم عبدالرحمن بعدم فهم لتقول فريدة:انجز قبل ما تكون اخر كباية مايه تشربها ف حياتك.
ازداد قلق عبدالرحمن و غادر معهم المنزل تاركين سامي و عمار في منزل العروس.. و أثناء سيرهم حكت له عائشة كل ما رأته و هو لم يصدق و ضحك ساخراً منهم.. عادوا للمنزل و دخلوا للحديقة فوقفت سمر تحكي لعبدالرحمن ماذا حدث بعدما فقد الوعي:و قام يحيي رايح ساحلك من رجلك اكنك شكارة دقيق.
رد يحيي مدافعاً عن نفسه:اعمله ايه هو تقيل مقدرش اشيله.
ردت فريدة ساخرة منه:يسلام؟ ما عمار شاله ف ثانية و دخله جوا انت بس اللي مكنتش بتشرب اللبن وانت صغير باين.
ضحكوا ساخرين منه بينما هو اقترب منها:لعلمك بقا بشيل 80كيلو ف الجيم.. تجربي؟
نظرت له بإستخفاف ليحملها و يركض بها في الحديقة و هي تصرخ ضاحكة.. ضحك الرفاق في حين بادرت عائشة:هروح اشوف الحجة صفاء و اشوف ضيوفها مشوا كلهم ولا لسه.
اومأ لها عبدالرحمن لتنصرف و تتركهما.. ساد الصمت لثواني حيث أمسك عبدالرحمن برأسه و هو مازال يشعر بالألم به.. سألته سمر بنظرة حنونة:لسه دايخ؟
طمئنها عبدالرحمن:لالا بقيت تمام..انت بجد قلقتي عليا؟
نظر لها بخبث بينما هي أدارت وجهها بخجل.. احني رأسه لها في محاولة ليري وجهها الجميل الخجول و التي أخذت تخفيه عنه و هو يضحك.. قاطعهما عمار الذي دخل إلي الحديقة:عامل ايه دلوقتي ي عبده؟
اجابه عبدالرحمن:بخير الحمدلله انا بس دخت فجأة.
دخلت سمية الحديقة تخبرهم:الوكل جاهز يجماعة و الحجة مستنياكم ع السفرة.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن