وقف عمار و يحيي في مقابلة سمر و عبدالرحمن في شرفة المنزل و قد حاولا تهدئتهما.. رفع عمار أصبعاً بحزم:لا يمكن.. انا قولت كلمتي.. هتقعدوها يبقي همشي انا.
بادر يحيي:رجلي علي رجلك ي شيخ عمار.
ضربت سمر كلاً منهما في ذراعه:الله ما تعقل يالا انت و هو.. عادي يعني سوء تفاهم و حصل.
بادر عبدالرحمن:وبعدين يعني دا احنا قدرنا نستحمل سمر و فريدة مش هنستحمل دي يعني؟
رفع يحيي يده بتحذير:ملكش دعوه بفوفا..البت دي هي اللي أس المصايب.
أشار بأصبعه نحو سمر لترد هي:ماشي ي بتاع فوفا بقيتوا دلوقتي سمنة علي عسل يعني.. افتكر ف الاول انت و هي كنتو عاملين ازاي..و سلمي بردو لما تتعرفوا عليها هتحبوها اوي.. والله بصوا شكلها طيبة و هبلة ازاي.
نظروا من خلف الزجاج نحو سلمي التي تجلس في مقابلة فريدة حيث قفزت حبة فشار في الهواء و فتحت فمها للأعلي لتسقط بداخله ثم تضحك بإنتصار.. بادر عبدالرحمن:اهو بصوا شكلها أليفة مش بتعض.
نظرت سمر نحو عمار و يحيي و تحدثت بنظرة استعطاف:براحتكم ف قراركم بس اعرفوا انكم لو طردوها هي هتقول لأمي و انتو عارفين الباقي بقا.
ضم يحيي ذراعيه لصدره و تنهد بنفاذ صبر و هو يتبادل النظرات بتردد مع عمار..
دخلت سمر من الشرفة و اقتربت من سلمي التي تلعب بحبات الفشار و ضربتها بخفة علي ظهرها:خلاص ي حبيبتي فقرة الساحر خلصت.
صفقت بيدها ليجتمع البقية و قد جلس الرفاق علي الأريكة بينما سمر جلست علي كرسي متحرك بجوار سلمي في مقابلة الرفاق و بادرت:بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله..
قاطعها يحيي بنفاذ صبر:اخلصي مش كتب كتاب خالتك هو.
أردفت سمر بهدوء:انا جمعتكم عشان نرحب بضيفتنا و شريكة سكننا الجديدة عشان الترحيب الاولاني مكنش ينفع ف نتكلم بقا و نتعرف كعاقلين..اتفقنا؟
نظرت لوجههم و قد ساد الصمت التام و لم يجيبها احد.. سعلت بخفة ثم أكملت مشيرة بيدها نحو سلمي:سلمي المهدي بنت خالتي..معانا ف الجامعة دفعتنا و كلية طب اسنان.. سلمي جدعة و طيبة صدقوني هو بس حصل سوء تفاهم.
تنهدت عمار و بادر بتعالي:نتمني.
أشارت سمر نحو عبدالرحمن:عبد الرحمن ثابت.. هو صاحب فريدة ف الاساس و هم اللي عرفونا علي بعض..عبدالرحمن اعقل واحد فينا و العقل المدبر ولولاه بصراحة كنا هنلبس ف حاجات كتيرة جداً خصوصاً المصاريف غير انه اللي بيجمعنا دايماً.
ابتسم عبدالرحمن بخجل و قال:مش للدرجاتي بس شكراً..اتمني ترتاحي معانا.
مد يده ليصافح سلمي لتبتسم له بود:ان شاء الله.
أكملت سمر حديثها:فريدة المغربي..كانت العقل المدبر بتاعنا لحد ما عبده دخل الشلة و هي شالت عقلها خالص.. من ساعة ما عرفتها و هي بتدور علي شريك حياتها..مؤخراً بقت بتهتم بالفاشون أكتر و السكن كير و تقدري تقولي عليها أفشل واحدة فينا ف الدراسة و الطبخ و بصراحة مش عارفه احنا باقيين عليها ليه بس اهو.
اقتربت فريدة بإبتسامة بلهاء متسعة و هي تقول:حمدلله علي سلامتك ي قمر انتي.. الله.. انتي جايبة المانيكر الجامد دا منين!
تفحصت اصابع سلمي بإعجاب و قبل أن ترد سلمي قالت سمر بحدة:فريددددة!
عادت فريدة لجلستها و هي تلوح بتذمر.. أكملت سمر حديثها:عمار وهدان..أو الشيخ عمار زي ما بنناديه.. البركة بتاعنا دا صلاة و صوم و اذكار و قرءان و دعا وكله..جدع و اكتر واحد فينا محترم و قلبه طيب و عيلته كريمه جدا.
ساد الصمت و عمار ينظر لسلمي بتذمر قبل أن ترمقه سمر بنظرة حادة ليقول:مش بسلم علي حريم.
سخرت منه سلمي:بتخبط فيهم بس صح؟
صاحت سمر:خلاااص احنا قولنا ايه.. عنك ما سلمت..خليكي معايا متبصيلوش.
أشارت بيدها لعائشة:عائشة السيد.. شوشو دي البسكوتة بتاعت الشلة.. هدوء و رقة و روقان مع نفسها كدا بس دايسة معاكي ف اي حاجة.. و اوعي.. اوعي تخليها تعلي نبرة صوتها محدش لاقي طبلة ودانه ف الشارع.
ألقت عائشة قبلة في الهواء لسمر و هي تبتسم لوصفها لها ثم صافحت يدها بود.. شعرت سلمي بالإرتياح لمجرد النظر لوجه عائشة البسيط الذي يلتف حوله حجابها الملون.. أردفت سمر مشيرة نحو يحيي:دا بقا يحيي جرجس..فاشونستا الشلة.. النسخة الذكورية من فريدة في كل شئ رغم انهم كانوا ناقر و نقير ف الاول بس دلوقتي سبحان الله بيست فريندس..بيحب ميسي أكتر من أبوه و أمه.. لا بيعرف يطبخ و لا يذاكر و عايش معانا يناكف فينا و بس.. بيكلم نفسه ف المطبخ اكتر ما بيتكلم مع أهله اصلا و قفشه عبدالرحمن من يومين بيمشي و هو نايم..
قاطعها يحيي بتحذير:احنا كدا ف بنغوط ف خصوصيات ها خفي شويه.
قالت سلمي مندهشة بتصنع:ايه دا يعني مطلعتش ابن البواب فعلا!
أنحني يحيي ليخلع حذاءه:لا انتي مش هتعديها بقا.
اوقفته فريدة:خلاص ي يحيي بقا صفحة جديدة.
ألقي حذائه أرضاً قبل أن يقول:عشانك انتي بس ي فوفا.
نهضت سلمي و تثاوبت بنعاس لتقول ببرود:حيث كدا بقا اخش أريحلي ساعتين.
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...