|٤٩|

97 7 6
                                    

أوقف عبدالرحمن السيارة امام المبني الذي يسكنون به في حين تحدث عمار:ياستار هو الفرح لسه شغال.. دا الواحد مش هينام من الصداع النهارده.
ترجل أحمد من السيارة و اتجه للجزء الخلفي من السيارة حيث وضع بداخلها الشباب مجموعة من الأكياس تحتوي علي ما ينقصهم من طعام و أغراض للجامعة و غيره:الواحد بقي يقلق يسيب سلمي و سمر مع ملك و يمشي..بحس اني هرجع ف مره الاقيهم كلوها.
نظر عبدالرحمن لأحمد بإستخفاف:والله! دا علي اساس ان ملك دي ايه؟
ابتسم وجه أحمد ابتسامة عريضة و هو يصف ملك:ملك دي ملاك.. مرهم يتحط ع الجرح يطيب.
قاطعهم صوت شهقة عالية تليها صوت يحيي و هو يقول:مش اللي ع المسرح دول البنات؟!!
وقف الشباب الأربعة بذهول و أعينيهم متسعة يشهدون المشهد عن بعد:يا نهار اسووود.
وقفت عائشة أسفل المسرح ممسكة بهاتفها و هي تلتقط صور و فيديوهات لصديقاتها و تضحك بسعادة.. أما في أعلي المسرح كان العريس يرقص مع عروسته في أقصي اليسار بينما بقية المسرح احتلته الفتيات الأربعة مع الفرقة الموسيقية و المطرب المجهول..يرقصن رقصات عشوائية لا يؤديها سوي أصحاب الطبقات المتدنية و الذين كانوا أصحاب هذا العرس بالفعل..خطفت ملك سكيناً يُطلق عليه أصحاب هذه الطبقات "مطوة" ثم أخذت تلوح بها في الهواء و هي ترقص أما سمر فقد خطفت مكبر الصوت من المطرب المجهول و هي تغني به:بلاغيكي قولتلك بهوايا لو مش جايه معايا هعمل الف جنية هقلب زووومبي.
بينما فريدة وقفت فوق كرسي خشبي و هي تشرب من زجاجة مجهولة المصدر و تؤدي رقصات عشوائية و تحمل سلمي "طبلة" و هي تقف بجوار ذلك الكرسي و تضرب عليها بنغمات معينة.. أما المدعوين كانوا يقفون أسفل المنصة في قمة سعادتهم بفرقة الفتيات تلك اللواتي أشعلن العُرس بحضورهن.. يصفق لهم الجميع و هم يرقصون بنفس الرقصات و يدخنون سجائر الحشيش و يشربون من الزجاجات المجهولة..قاطع هذه اللحظات الممتعة صوت عائشة و هي تصرخ:كبسسة كبسسسة.
وقعت أعين الفتيات علي الشباب الأربعة الذين اقتحموا حفل الزفاف و يركضون ناحيتهن..لم تشعر فريدة بنفسها إلا و سلمي تحملها علي كتفها و تركض بها علي المسرح.. أخذت الفتيات يركضن بشكل عشوائي من هؤلاء الشباب الذين كانوا يتشايطون غيظاً و غيرةً.. وجدت ملك أحمد في مواجهتها فألقت السكين و قفزت من فوق المسرح و هي تشق طريقها بين المدعوين و تركض من بينهم و أحمد يلحق بها..في حين كانت سمر في مواجهة عبدالرحمن.. كادت ان تركض لليسار فركض لليسار فعادت لتركض لليمين ففعل.. ظل كلما تحركت في جهة تحرك ليمسك بها كمن يحاول الألحاق بدجاجة هاربة.. أمام سلمي فأختبئت بفريدة خلف الفرقة الموسيقية..رفعت سلمي رأسها بحذر لتراقب هذه الفوضي التي أحدثوها ثم أدارت وجهها لفريدة التي رفعت أبهامها قائلة:فلتنا منيهم.
شعرت كلاً منهما بيد تجذبهما من ملابسهما فنهضت سلمي و هي تدير رأسها ليحيي الذي قال بعينان تخرج منهما شرارة:دا انتو هتتشطفوا.

وقفت الفتيات الخمسة يخفضن رؤوسهن بأسف بينما عمار كان يتشايط غضباً:والله عال.. اخرج ساعتين ارجع الاقي خطيبتي ف فرح بلدي وسط الاشكال دي بتترقص.
رفعت عائشة اصبعها و هي تقول بتوضيح لعمار:انا مرقصتش والله.. انا كنت بصورهم بس.
جذب عبدالرحمن سمر من ملابسها و هو يصيح:و انتي عملالي فيها نوال الزغبي بروحمك و بتغني.
أشار يحيي بيده نحو سلمي:و المطبلاتية التانية.. كان المفروض نستني دقيقتين علي ما تلمي النقطة.
وضعت سلمي يدها في جيبها و هي تقول بجدية:ملمتش غير 65جنيه والله.
كاد ان ينهال أحمد عليها ضرباً و لكن منعه عمار:سبوني اعرفها غلطها.
ابعده عمار عنها بصعوبة في حين وقفت فريدة تنتظر يحيي أن يلقي اللوم عليها هي الأخري و لكنه لم ينطق بكلمة.. كانت نظراته لها كفيلة لتخبرها عن مدي غيظه و غيرته..ذم أحمد شفتيه قبل ان يقترب من ملك و يميل عليها:انتي يا ملك ترقصي بمطوة قرن غزال؟.. انتي يا ملاك الرحمة!
ارتبكت ملك بإحراج قبل ان ترد:يا احمد ما احنا كنا بنوجب معاهم و بنهيصلهم زي باقي المعازيم.
وجه عبدالرحمن حديثه للعم سيد:و انت يا عم سيد معرفتش تراعي غيابنا و تقولهم كدا ميصحش؟
زفر العم سيد دخان سيجارته و هو يقول ساخراً:و هم كانوا بيرقصوا ببدل رقص ولا كانوا بيرقصوا ببدل رقص؟
وضعت سلمي يديها في خصرها و هي تردد:ايوا كنا بنرقص ببدل رقص ولا كنا بنرقص ببدل رقص يعني؟
وجدت أحمد يقترب منها و هو يرفع قبضة يده نحوها:انتي تخرسي خالص.
رفعت ذراعها لتتفاداه و لكن العم سيد منعه فوراً..صاح يحيي فيهن:انجري منك ليها علي فوق كفاية فضايح لحد كدا.
تذمرت الفتيات و هن يتجهن نحو الدرج بينما سمر كانت تغني:ايه يا ستو انا انا.
بينما عبدالرحمن ضرب بكفيه علي وجهه و هو يردد:ايه يا خيبتو انا.. غني ياختي غني.
أدار أحمد وجهه عنهن بغضب فوقعت عينيه علي العم سيد الذي كان ينظر لسجارته و يضحك و كأنها تخبره ببعض النكات الطريفة:هي ايه السجارة دي ياعم سيد؟
زفر العم سيد الدخان ثم سعل و هو يرد:دا واحد ابن حلال من المعازيم عزم عليا بيها.
ادار أحمد بصره نحو يحيي الذي لم يستطيع ان يمنع ضحكاته و هو يومأ برأسه مستدركاً..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن