|٥٢|

92 8 5
                                    

انعطفت لتدخل شارعها التي تسكن في إحدي مبانيه و تحمل اغراضها عائدة من جامعتها.. كان علي وجهها ابتسامه بلهاء و هي شاردة امامها.. تتذكر ليلة أمس و تلك اللحظات اللطيفة التي قضتها معه.. تذكرت عندما تشابكت ايديهم فأتسعت ابتسامتها و رفعت رأسها للسماء بسعادة غامرة.. قطع هذا الشرود رجل ثلاثيني ظهر امامها من حيث لا تدري و هو يرتدي ملابسه الغير مرتبة و شعره تبعثر حول وجهه.. عينيه المتسعتان و نبرة صوته العالية جعلوها ترتجف في مكانها:يا عم الزفت انت بتطلعلي منين!
اقترب منها خطوات فتراجعت هي و هي تراقبه بنظرات خائفة:وربنا لاربيكي بقا تسبيني انا و تروحي مع الكلب دا!
تراجعت أكثر و هي تقول بنبرة عالية:يعم انت مجنون ولا ايه هو انا اعرفك اصلا!
رد ذلك الرجل بنظرة تحذيرية:يا ميرفت الانكار مش هيفيدك.
دفعته بيديها و هي تصيح:يابا انا مش ميرفت اصلا غير ام الصنف بقا..اقولك حاجه؟ جربت سجاير نجلا السافلة؟
صمت محروس و هو ينظر لها ببلاهة فأشارت نحو أحدي المباني و هي تقول:الحق نجلا فوق اهي.
أستدار لينظر حيث اشارت في حين ركضت ملك بكل سرعتها إلي أحدي الشوارع الجانبية..
كان يسير عائداً من جامعته يتشاور مع سيف عبر الهاتف حول هذه القلادة:طب افرض صاحبها مراحش سأل عليها ف القسم؟ وبعدين يا سيف دا شكلها غالي اوي.
أتي صوت سيف عبر الهاتف:هو مش انت قولت سألت هناك وملقتلهاش صاحب؟ يبقي هاتها القسم و ملكش دعوه بالباقي اكيد هيبان لها صاحب..وبعدين انت مش عايز تشوفني ولا ايه؟
تبسم وجه يحيي و هو يعبر الطريق:طب والله واحشني..خلاص هعديها عليك قبل ما اروح الشغل.
أنهي معه سيف المكالمة:خلاص هبقي مستنيك ف مكتبي.
أغلق يحيي المكالمة و كاد ينعطف ليدخل الشارع قبل أن يصتدم به أحدهم بقوة.. تمسكت ملك به و هي تلتقط انفاسها بصعوبة بينما هو سألها بنظرات فزع:في ايه بتجري ليه! الشقة ولعت؟
ضربته في كتفه و هي تلتقط انفاسها:ياخي فال الله ولا فالك.
سألها يحيي مجدداً:امال في ايه انطقي!
كانت تنظر خلفها و هي تتأكد أنه لم يتعقبها:م مفيش.. اصل كان في واحد بيعاكسني ف جريت منه.
جذبها من مرفق يدها و هو يقول بحزم:هو فين دا تعالي وريهولي.
جذبته هي قائلة:لا خلاص هو مشي..تعالي نمشي من الشارع دا احسن.
نظر لها قبل ان يبتسم ابتسامة ساخرة:الي يشوفك و انتي بتجري شبه الكتكوت المبلول ميشوفكيش و انتي عاملالي فيها ديلر.
اتسعت عينيها و هي تنظر له بضيق عينيها بإرتباك:هو.. هو انت عرفت!
رد يحيي بنبرة عالية:اه ياختي..رايحه تبوظيلي البت.
وقفت و التفتت له بنظرة ترجي:بس انت مش هتحكي لاحمد حاجه مش كدا؟
نظر له يحيي بنفاذ صبر قبل ان يدفعها برفق لتسير:امشي قدامي يا ملك امشي.
اخفت ضحكتها و هي تسير بجواره بخجل قبل أن تلمح عمار الذي ترجل من سيارة أجرة فأشارت نحوه:ايه دا دا عمار رجع.
أسرع كلاهما نحوه و عانقه يحيي بود و ترحيب حار..ابتعد عمار عن عناق يحيي:تلاقي اوضتنا كانت مضلمة من غيري.
تذكر يحيي تلك الليلة التي امضتها فريدة معه فتحسس عنقه و هو يقول:مش بالظبط يعني.. المهم واحشني اوي.. تعالي نطلع الشنط.
اقترب يحيي ليحمل عنه حقيبته و أسرع العم سيد ليعاونه في حين اقتربت ملك من عمار:حمدلله ع السلامة.. اوعي تكون لسه زعلان من البت عايشة؟.. دا احنا كنا بنوجب مع اهل حتتنا يعني.
وقف عمار امام الدرج و نظر لها بحيرة:و انا اللي كنت فاكرك هادية و هتعقلي البنات!
مال يحيي برأسه من فوق الدرج و هو يقول:مش لوحدك اللي اتخدعت فيها..اما طلعت..
أخفت ابتسامتها و هي تضع اصبعاً امام فمها و ترمقه بنظرة تحذير:شششش احمد يسمعكم.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن