"ده أنا لو أعمى كنت هشوف إنك مش حد أتونس بيه، كنت هشوف إنك مش ده اللي افتحله شعوري يعشش فيه، كنت هفكر كنت هقرر كنت هقصر سكة طويلة بس ساعات قلبك بيجازف و يوديك على شيء مش ليك، الإنسان ده غريب و الله بيمسك إيد اللي يبكيه هو الحزن هو الحزن اللي بيلحقنا و بيفوقنا، بيضحكنا بعد ما نبعد و بيدبحنا في وقت فراقنا".فارس قطرية
تركاهما بمفردهما فقالت روسيل بعتاب:
"معقول هونت عليك، يومين معرفش عنك حاجه و لا بترد عليا؟".
"طيب ما أنا هاين عليكِ عادي".
زفرت بضيق و قالت:
*يا كريم إنت مش هاين عليا و لا حاجه، يا كريم أنا بحبك و عاوزه أبقى معاك إنهارده قبل بكره بس أعمل إيه؟".
"و لا حاجه متعمليش حاجه".
روسيل بحزن:
"يا حبيبي عشان خاطري إفهمني، قدر موقفي".
إندفع كريم بحنق:
"روسيل أنا مش عاوز أفهم حاجه، مش هنفضل نعيد في نفس الكلام و كل مره بنوصل لنفس النتيجة".
"طيب و الحل؟، هتفضل زعلان مني كده؟، و الله ما هاين عليا تفضل زعلان كده".
صرخ بغضب:
"لا هونت و بهون، كل مره بهون يا روسيل و أنا زهقت و تعبت خلاص مبقاش عندي طاقه، كفايه ضغط عليا مبقتش قادر".
"يعني إيه الكلام ده؟".
كريم بحنق:
"يعني ارحميني".
صمت قليلاً ثم أردف بنبرة أهدأ:
"إرحمي قلبي اللي بيتعذب ببعدك عني، سنين و أنا بحبك و متحمل كل حاجه عشانك على أمل بس إنك في النهاية تكوني معايا و كل ما أحس إني خلاص قربت بترجعيني لأول السلم تاني، حرام عليكِ يا روسيل".
إغرورقت عينيها و لم تجد الكلمات المناسبة للإجابة فصمتت فيما زفر كريم بضيق و قال بهدوء:
"هستنى يا روسيل، هستنى بس هي سنه واحده بس مش هقبل بأي تأخير تاني و دي آخر مرة هتنازل فيها".
إبتسمت له و قالت بسعادة:
"حاضر و الله هي سنه واحده بس و مش هقولك حاجه تاني".
إبتسم لها و أمسك يدها يقبلها ثم قال بحب:
"بلاش الدموع اللي في عينيكِ دي، و الله ما يهون عليا".
أومأت موافقة بابتسامة فقال بحب و ابتسامة:
"وحشتيني".
"و إنت كمان وحشتني قوي، بطل لما تزعل مني متردش على تليفوناتي، نتخانق و نشد في شعر بعض بس متبعدش كده".
ضحك بقلة حيلة و قال يشكو لها قسوة فراقها:
"كانوا يومين زي الزفت عليا أصلاً، حياتي وحشه قوي من غيرك بجد".
إبتسمت له بحب فهي حقاً تعشقه و تُقدر تضحياته لأجلها، هي ترغب بالزواج منه و لكن رقة قلبها و شعورها بالمسؤولية تجاه أسرتها يكبلانها رغماً عنها، خرجت خديجة لهما بابتسامة:
ؤها يا ولاد إتصالحتوا؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
