"إنني أعيش في قذارتي فهذا هو مايشغلني، لكن أن أجرجركِ إلى داخلها أيضاً فهذا شيء مختلف تماماً، إن الشيء المزعج بعيد بالأحرى حيث أنني من خلالكِ أُصبح أكثر وعيا بقذارتي على نحو زائد و من خلال وعيي يُصبح الخلاص أكثر كثيراً في صعوبته".
من رسائل كافكا لميلينا.بعدما هبطت أماني و إبنتها دلف أدهم و روسيل غرفته و جلست روسيل تطهر جرحه و تضمده مرة أخرى فوجدها أدهم فرصة مناسبة ليتحدث معها عن صحتها فسألها بنبرة هادئة:
"هو إنتِ مش ناويه تروحي للدكتور؟".أجابته و هي منشغلة بجرحه:
"هروح أكيد بس نخلص من الحوارات دي"."هو مش إحنا كان المفروض نروح بعد أسبوعين لما غير الدوا".
عقدت بين حاجبيها و أجابته:
"ما أنا قولتلك إني كلمته ساعتها و بعتله القياسات و عدلي كام حاجه و ماشيه تمام، إنت نسيت و لا إيه؟".تصنع عدم التذكر فهو يتذكر جيداً و لكنه يسترسل في الحديث ليعلم حالتها فقال:
"مش فاكر، طيب المهم إنك مرتاحه يعني و الدنيا مظبوطه؟".ابتسمت له و سألته:
"إنت مالك بتسأل ليه كتير في الموضوع؟".إبتسم و أجابها بهدوء:
"عادي بس لاحظت إنك ساعات بتدخلي الحمام كتير فخوفت تكوني تعبانه و مش عاوزه تقولي".نفت برأسها و قالت ببسمة:
"لا أنا كويسه".نظر لها يتفحصها ثم سألها بتشكك:
"روسيل قولي الحقيقه، إنتِ تعبانه؟".تنهدت و أجابته:
"بصراحه إنهارده كان عالي شويه عشان إتعصبت و كنت متضايقه".شعر بالضيق من نفسه، تنهد و قال:
"معلش بس حاولي بقى الفتره دي تهدي عشان دول إتنين أرشانات و هيعصبوكِ".ضحكت و قالت بتهكم:
"لا متقلقش شغل الستات ده مش بيعصبني هتعامل"."روسيل عاوزك تاخدي بالك قوي منهم، ممكن يتصنتوا عليكِ أو علينا و إحنا بنتكلم، ممكن يفتشوا في حاجتك تقفلي باب أوضتك بالمفتاح و تقفلي على حاجتك و هيضايقوكِ بقى بالكلام و لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا قدامهم، إحنا إتنين بنحب بعض و بنجهز لفرحنا يعني نتعامل قدامهم إننا بنحب بعض".
إبتسمت بسخرية فنظر لها باستفهام فقالت:
"بضحك على وضعنا و إنت أصلاً واحد مش معترف بالحب و المفروض تمثل، هتعرف تمثل إزاي إنك بتحبني و إنت متعرفش الإحساس بيبقى إزاي؟".نظر لها يطالعها و يجيبها بداخله:
"كيف لا أعلم شعوره و أنا غارق به و لم أعد أقوى على نكرانه".أجابها بنبرة هادئة:
"هحاول".أومأت موافقة و بعدما انتهيا خرج معها و اتجها للمطبخ يعدان شطائر و قال أدهم بجدية:
"عاوزك طول ما هما هنا لو مش ميرڤت اللي هتعمل الأكل أو إنتِ تعرفيني".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...