الجزء الثاني(٢٢-ونس العمر)الأخير

1.1K 66 107
                                    

إصطحب أدهم وتين لموقعه مع روسيل أمام النيل، جلسا معاً و ابتسمت وتين:
"الله يرحمه عم محمد كان بيعمل روح للمكان".

قال أدهم بابتسامة:
"الله يرحمه".

غمزته وتين و سألته:
"بس إيه الحكايه، خطفتني كده و جيبتني هنا، دي حفلة وداع قبل الفرح و لا إيه؟".

"و إنتِ ناويه تودعيني، هتبعيني خلاص؟".

طبعت قبلة على وجنته و قالت بحب:
"أنا أقدر برضه؟ و الله أنا حاسه إني مخطوفه كده، مش متخيله إني هسيب البيت و أبعد عنكم".

حاوطها أدهم بذراعه و قال بمرح:
"طيب بلاش كلام في الموضوع ده عشان و الله هموت و أرجع في كلامي و إخواتك على تكه و يفركشوا الجوازه".

ضحكت وتين و قالت من بين ضحكاتها:
"يالهوي بجد مبهدلين آسر، مش هنسى و هو بيحكيلي لما راحوله بعد ما إنت وافقت عليه".

ضحك أدهم يتذكر ما فعلاه مراد و محمد و اشترك معهما أبناء إخوته، قبل عام عندما تقدم آسر لخطبة وتين كان قرار أدهم بالموافقة صعب جداً و لكنه وافق لأنه لم يجد سبب لرفضه كما حال أبنائه و لكنهما إتفقا و ذهبا لآسر، تحدث مراد بجدية:
"إسمع كده و ركز في الكلمتين اللي هنقولهم، مش معنى إننا وافقنا إنك كده عديت من تحت إيدينا خلاص، إنت هتفضل تحت عنينا و أي حركه مش هتعجبنا هنروقك".

تدخل محمد بجدية هو الآخر:
"أيوه، إوعى تفتكر إن مورهاش رجاله، شايف كل دول هيفرموك لو فكرت تزعلها بس".

كان يشير علي أبناء عمومته الذين إبتسموا بسماجه و آسر يطالعهم بدهشة فيما قال مراد:
"وتين تحط تحتها مليون خط أحمر، إوعى شيطانك يوزك لأي حاجه مش تمام".

تحدث آسر بدهشة:
"هو أنا عملت إيه، أنا مش....".

قاطعه مراد بجدية:
"لا ما إنت متقدرش تعمل حاجه، مش هتلحق أصلاً، ده عشان لو فكرت بس".

أومأ آسر موافقة وهو يطالعهم بريبة و خصوصاً أنهم يحاوطونه و كأنه إرتكب جرم بحقهم و لكنهم أصبحوا أصدقاء بعد ذلك و لكن مراد و محمد مازالا يشعران بالغيرة منه و يشاكسانه دائماً.

عودة للحاضر قال أدهم بنبرة هادئة:
"يستاهل بصراحه، جاي ياخدك مننا بسهوله كده....بس هو طلع إبن حلال، ربنا يحميه".

إبتسمت وتين بحب فآسر يعشقها و يدللها كثيراً و يهتم بها و يغدقها بعشقه، أردف أدهم:
"عاوزك تعرفي إن حضن بابا هيفضل مفتوحلك طول ما أنا عايش، إوعي تفتكري إنك عشان هتتجوزي يبقى خلاص كده كبرتي و هتبعدي عني، هتفضلي في قلبي تيتو بنوتي الصغيره و حبيبة قلبي، مهما كبرتي تيجي تترمي في حضني و تدلعي".

ضمته بقوة و قالت بتأثر:
"ربنا يخليك ليا".

ربت أدهم على كتفها بحنو و قال بنبرة نابعة من القلب:
"و يخليكِ ليا يا قلبي، إفرحي و إتبسطي و إبدأي حياة جديدة، مش هقعد أقولك نصايح بقى إتكلمنا كتير في الحاجات دي بس هقولك حافظي على روحك الحلوه، حافظي على جوزك و راعيه زي ما هو بيتقي الله فيكِ، خليكِ السند ليه...ربنا يوفقكم حبيبتي و يرزقكم بالذريه الصالحه و يفرح قلوبكم".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن