الجزء الثاني(٩-مواجهة)

805 47 17
                                    

بصباح اليوم التالي إصطحب أدهم روسيل لزيارة أسرتها بالمقابر، إبتاعا بعض الزهور وتابعا الطريق بصمت، وصلا وجهتهما وصف أدهم السيارة ثم نظر لروسيل و قال بنبرة هادئة:
"إنزلي إنتِ أقعدي معاهم شوية عشان تعرفي تتكلمي براحتك و بعدين هدخلهم".

نفت روسيل برأسها و قالت بنبرة هادئة:
"لا يلا تعالى معايا، إنت عارف إني خلاص بقيت أتكلم براحتي، متقلقش مش هشتكي منك".

أنهت حديثها بمشاكسة فابتسم أدهم و هبط من السيارة ثم توجه معها للداخل، ألقيا تحية الإسلام و وضعا الزهور الجديدة كما قامت روسيل بريّ جميع الزهور ثم جلست بجانب أدهم، تنهدت ثم قالت بنبرة هادئة:
"وحشتوني، عاملين إيه؟....يا رب تكونوا مرتاحين و مبسوطين....أنا كويسه الحمد متقلقوش عليا، مش ناقصني غير وجودكم بس، الحمد لله حياتي زي الفل".

نظرت لأدهم و ابتسمت فابتسم لها ثم نظر نحو القبر و قال بنبرة هادئة:
"و أنا كمان كويس الحمد لله بس أنا بقى جاي أشتكي...".

عقدت بين حاجبيها بتعجب فتابع أدهم بجدية:
"يعني إنت يا عمي إدتهالي و سلمتهالي في إيدي و كانت غلبانه و مُسالمه و أتفاجئ بعد كده بواحده تانيه؟، إنت خدعتني على فكره و بعدين أقول معلش كانت ظروف و بتحاول تساعدني بس يرضيك بقى إنها تعمل خطط و كمان تشرك العيال معاها، خلتني ملطشة و العيال تضحك عليا و مسكنهالي ذِلة".

ضحكت روسيل و قالت من بين ضحكاتها:
"يا بابا هو يستاهل، يعني يرضيك اللي بيعمله فيا....".

صمتت قليلاً ثم توجهت بحديثها لأدهم:
"أهو بيقولك مش راضي عن تصرفاتك و بيشكر في أخلاقي".

أدهم بضحك:
"إنتِ نصابه، هتلاقيه هزقك أصلاً".

"يهزق مين يا حبيبي ده أنا دلوعته، إستحاله.....أروى صحيح نسيت أقولك مش أنا إكتشفت إن وتين عامله دفتر و حاطه فيه كل صور شخصيات الكرتون و مجمعه أقوالهم زي ما إنتِ كنتِ عامله، أنا حتى وريتها الدفتر بتاعك و كانت مبهوره بيه قوي و ملوناه بقيى و حتى راسمه إسمها زي ما كنتي بترسمي إسمك، تخيل يا أدهم و الله أنا إتخضيت بجد إزاي إتعلمت تعمل نفس طريقة رسمة الإسم؟، سبحان الله".

"وتين أصلاً فيها شبه من أروى".

أومأت موافقه و قالت بابتسامة:
"أيوه و فيها من تصرفاتها كتير....إدعولها بقى تعدي البطوله على خير عشان هي خايفه قوي و أنا كمان بصراحه".

ظلا يتحدثان مع عائلتها و يقصان عليهما جميع الأحداث و كأنهما بزيارة عائلية و أبان ذلك بشركة سليم تجلس دينا تتابع عملها و لكنها إنتبهت لفرح تلك الفتاة التي كانت على علاقة بسليم تحاول الدلوف لمكتبه و لكن السكرتيرة منعتها و أخبرتها أن لديه إجتماع و لن يستطيع مقابلة أحد رغم أنه لا يوجد إجتماع و ما شابه فابتسمت دينا بداخلها لفعلته و لكنها رأت إصرار فرح لمقابلته فنهضت و قد أثارت حنقها.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن