بالمساء في منزل العائلة بليلة العيد عاد أدهم مع سليم من الخارج وجدا عبد الله يجلس أرضاً في الحديقة و أمامه إبنته الصغرى يُطعمها و عمرو يحمل طفله ذو الأربعة أشهر يُمسك له زجاجة الطعام ليطعمه هو الآخر و محسن يجلس معهم و الأطفال يلعبون حولهم، ضحكا أدهم و سليم على مظهرهما و قال أدهم بمشاكسة:
"يا عيني على الحلو لما تبهدله الأيام".و شاركه سليم المشاكسة:
"يا دنيا طفيتي شمعي، الدنيا داست على وشهم بزياده".ضحكا معا و شاركهما محسن فيما نظر عبد الله و عمرو لبعضهما بنظرة ذات مغزى ثم نظرا لهما بامتعاض و لم يجيبهما فقال سليم بخبث:
"أنا طالع لمراتي حبيبتي تدلعني، آخد دش حلو كده و آكل لقمه".شاركه أدهم:
"آه و أنا يا سلام بقى على روسيل، زمانها محضرالي الأكل و عملالي الحلو كمان".قال سليم بخبث:
ؤيلا يا حبيبي نطلع إحنا ملناش دعوه بالناس دي".ضحكا لهما ليثيرا غيظهما ثم صعدا كل منهما لشقته، دلف سليم شقته وجد دينا تعبث ببعض الأغراض فقال بابتسامة:
ؤحبيبي، بتدوري على إيه كده؟".أجابته دينا بضيق و هي تعبث بالأغراض:
"البتاعه دي بتاعة الشعر......أهي لقيتها".إبتسمت و هي تمسك بها فقال سليم:
"طيب يلا حبيبي أنا جعان قوي"."عندك الجبنه و العيش، أنا نازله للبنات".
نظر لها سليم بحاجب مرفوع و سألها:
"يعني معملتيش أكل؟!، إنتِ مش عارفه إني هاجي و أبقى عايز آكل".أجابته دينا بنبرة هادئة:
"آه معملتش أكل و بعدين ما أنا بقولك في جبنه و عندك فول و فيه بيض هو ده مش أكل؟، بكره العيد يا سليم فكك مني و بعدين إنت مش فطرت مع أدهم بره"."أيوه فطرت بي ده من كام ساعه؟ و ده يمنع إني أجوع؟ و بعدين إحنا أكلنا تصبيره بس....بقولك إيه أنا نازل آكل عند أخويا مش عايز منك حاجه، يلا إمشي".
لوحت له دينا بضجر و قالت و هي تتحرك:
ؤخد بقى العيال في إيدك و إنت نازل".نظر في أثرها بذهول يهمس لنفسه:
"هو اللي بعمله في الناس هيطلع عليا و لا إيه؟".أبان ذلك دلف أدهم شقته وجد روسيل تمسك ببعض الأغراض بيدها و تتجه نحو باب الشقة فسألها بتعجب:
"رايحه فين كده و إيه الحاجات دي كلها؟".أجابته روسيل بابتسامة:
"نازله للبنات".ؤماشي، طيب ممكن تحطيلي آكل بس".
"آه يا حبيبي طبعاً جاي جعان، عندك بقى الجبن و الفول و البيض في التلاجه".
عقد أدهم بين حاجبيه و كاد يتحدث و لكن طرق باب المنزل ففتح أدهم وجده سليم الذي سأله بجدية:
"دينا معملتش أكل عندكوا أكل إيه؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...