حلقة خاصة

366 14 25
                                    

بصباح يوم مُشرق يُعلن عن يوم جديد و إشراقة جديدة بنسمات سعادة و بهجة يتمدد أدهم بفراشه جواره روسيل التي تغط في ثبات عميق يتأمل ملامحها و يداعب خصلاتها المبعثرة برفق كي لا يوقظها و قد ازداد به الشيب و أصبح خليط بين الرمادي و الأسود بشكل منمق و لون رائع يعشقه كما يعشقها و يعشق كل ما بها، مر بهما العمر و مازال عشقها ينمو بقلبه يوماً بعد يوم، تململت روسيل و فتحت عينيها و تقابلت المُقل فابتسم لها يتأمل عيونها الناعسة تطل عليه بسوادها الخلاب من بين أهدابها فابتسمت روسيل بحب لفعلته و كم تعشق صباحه الندي بابتسامته العذبة و بالأخص و هو يتأملها و يُشعرها بأنوثتها و أنها مازالت فتاة مراهقة و قالت بحب:
- صباح الخير.

- صباح النور يا روحي.

قالها بابتسامة ثم مال يُقبل وجنتها و لكنه استمع لصوت أحد يعبث بباب الغرفة فقال بضحك:
- فيه محاولة إقتحام.

ضحكت روسيل فأردف بسعادة:
- مهمة الإقتحام صعبة...قومي انضمي للغزو و ساعديهم على ما أظبط الحاجه.

ضحكت روسيل و همت بالنهوض بينما هو اعتدل يفتح الخزانة جوار فراشة و أتى ببعض الأغراض و بدأ يدس بها في أماكن متفرقة بالفراش و روسيل تتابعه بضحك حتى انتهى و غمز لها بضحك ثم اعتدل يتصنع النوم فيما توجهت روسيل نحو الباب و فتحته بتروي فانتفض الغزاة و لكنهم اطمأنوا حين أشارت بسبابتها على فمها في علامة للصمت ثم فتحت الباب و أشارت نحو أدهم الذي استمع لصوت أقدام و همهمات مصحوبة بضحكات مكتومة ثم شعر بقرب الدخلاء يقتربون منه و يقفون جوار فراشه و منهم من اقترب من وجهه يتأكد من نومه و من ثم شعر بالغزو يتسلل لفراشه و هو يُجاهد ليتماسك و يتابع تمثيله بينما الدخلاء يتهامسون و يكتمون ضحكاتهم و من ثم شعر بأصابع صغيرة تقتحم أسفل وسادته و أخرى أسفل جسده و أخرى أسفل عنقه، أصابع تتسلل بسلاسة و رفق حتى توقف كل شيء و هناك أصوات حماسية بهمس مصحوبة ببعض الهمهمات و يبدو أن الغزاة يضعون خطة و بعد الإتفاق تفرق الغزاة و صعد أحدهما على الوسادة جوار أدهم واضعاً قدمه على كتف أدهم ليدعم جسده و الآخر من الجهة الأخرى كان يحاول الصعود على الفراش و كاد يسقط فتمسك بخصلات أدهم الذي يجاهد ألا يضحك و هناك أنفاس تداعب وجهه و ظِل فوق رأسه مباشرةً و كاد صاحب الظل أن يسقط فاستند على صدر أدهم و من ثم بدأت المهمة الصعبة و هي لحظات و نجح الغزاة في الإستولاء على الغنيمة و لكن قبل الهروب فتح أدهم عينيه و أمسك بهم جميعاً و حينها صدح صوت صراخ مخلوط بضحكات طفولية تدغدغ أوصاله و تجعل قلبه يُرفرف من فرط سعادته.

انفلتوا الأحفاد من قبضته يركضون في محاولة للهرب بعدما أخذوا الحلوى و البالونات التي خبأها أدهم أسفل وسادته و شرشفه خصيصاً لهم، يركضون كقطط صغيرة بصراخ و ضحكات تشق السكون و أدهم يركض خلفهم حتى أمسك بهم واحداً تلو الآخر و انقض عليهم يدغدغهم بسعادة غامرة و هو يقول مدعياً الزمجرة:
- هو أنا مش هعرف أخبي منكم حاجه أبداً، كل مرة تعرفوا مكان الحاجات و تاخدوها مني و إنتِ يا سوسه يا زعيمة العصابة أعمل فيكِ إيه ده أنا هاكلك، هاكلكم كلكم مش هخلي فيكم ولا فتفوتة.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن