١٩-هلاوس

1.2K 81 33
                                    

"و أنتِ كزهرةٍ نَبَتت بقلبي
أُرَوِّيها من الأعماق عِشقاً
فإن ذبل الفؤاد أسىً و حزناً
تُرَوِّيني جذورُ هواكِ رِفقاً
كأنكِ لي حياةٌ فوق عمري
و وحيٌ يكتبُ الأشعارَ صِدقاً"
علاء سالم.

نظر محسن لروسيل و تلاقت الأعين بحديث خاص بينهما فهناك ما يخفيانه بينهما فتحركت روسيل بعدما وصلتها رسالة محسن و صعدت خلف أدهم تلحق به.

صعدت تهرول خلفه وجدته اقترب من باب غرفته فاقتربت منه و أمسكت به و هي تقول:
"خليني أبص على الجرح".

نفض يدها و قال بجمود و عيون تُشبه الدماء:
"إبعدي عني".

تحرك و دلف غرفته و حاول غلق الباب و لكنها أوقفته و قالت برجاء:
"أدهم عشان خاطري، الجرح أكيد إتأذى جامد أرجوك خليني أساعدك".

صرخ بها بغضب:
"مش عايز مساعده، إبعدي عني بقى، إبعدي مش عايزك في حياتي إفهمي بقى".

أنهى كلماته و دفعها للخارج ثم صفق الباب بوجهها فيما انهمرت دموع روسيل بحزن و ألم و لم يختلف حال أدهم عنها فبعدما أغلق الباب  جلس خلفه و انهمرت دموعه هو الآخر يبكي بقهر على ماضيه المؤلم و ذكرياته التي لا تُفارقه، يبكي بُعد شقيقه الصغير عنه و كرهه له، يبكي فراق والدته و يبكي طفولته التي سرقها والده منه، يتذكر شقيقته و كيف توفيت بسببه و قد اشتاق إليها كثيراً فهي الوحيدة التي أحبته بصدق و لكنه خذلها و يحيا بندمه و تعذيبه.

في الماضي عندما كان أدهم بعمر السابع عشر.

في منزل داغر الضخم يجلس أدهم بغرفته يشعر بوخز و ألم بجميع أنحاء جسده، أنفه تسيل و جسده يرتجف و أصابته حكة خلاف ألم رأسه الذي يفتك به و عينان تكسوهما الحُمرة مغرورقتان يتألم و يشعر أن روحه تفارق جسده.

طُرق باب الغرفة و دلف شخص ثم ألقى له بظرف يحتوي على مسحوق أبيض فالتقطه أدهم بلهفة و جلس أرضاً و أفرغه كاملاً على الطاولة  ثم استنشق منه عدة مرات و ارتمى يستند بظهره على الفراش يشعر بانتشاء و ارتخى جسده تماماً، رأسه تعج بالأفكار و داخله حرب مُشتعلة و من الخارج هادئ لا يُحرك ساكناً، أغمض عينيه يستمتع بانتشائه و ارتخاء عضلاته و انسحاب الألم من جسده و ذهب بعالم آخر.

دقائق و دلفت رنا شقيقته الصغرى التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وجدت أدهم على حالته حتى أنه لم يشعر بها، نظرت للمسحوق الأبيض و لمعت الفكرة بعقلها أن تجربه و قد رأت أدهم من قبل يفعل ذلك و يُصبح أفضل و رغم أنها لا تعلم ما هذا و لكنها تريد أن تجرب شعور شقيقها الحبيب لذا استنشقت المسحوق و بالطبع لم تكن تعلم كم تستنشق فاستنشقت ما تبقى من أخيها كاملاً.

لحظات و ارتمت على الأرض فانتفض أدهم و فتح عينيه و رآى أنفها ملطخ بالمسحوق تصارع الموت فأمسك بها بذعر و رجفة يحاول إفاقتها يصرخ ليساعده أحد ثم حملها و هرول بها و شقيقه الصغير يبكي بفزع لمظهر شقيقيه و لكن أدهم لم يستطع إنقاذها و لفظت أنفاسها الأخيرة بين ذراعيه، إرتمى أرضاً و هي بين ذراعيه يبكي و يضمها لصدره يعتصرها بقهر و صراخ لفراق صغيرته.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن