"أنتِ جميلة كوطن مُحرر،
و أنا متعب كوطن مُحتل".
محمود درويش
وصلا مكان ما طلبت صف الدراجه و هي تضحك بسعادة و تقول:
ؤبجد ده حلو قوي، إزاي ممتع كده؟".
إنتبهت لصوت يرحب بها بنبرة حنونة:
"يا أهلاً بست البنات".
إقتربت منه بابتسامة صافية:
"عم محمد يا قمر، وحشتني قوي".
إبتسم الرجل بسعادة:
"إنتِ ليكِ واحشه و الله، بقالك كتير مبتجيش، الحاج عامل إيه؟".
إقترب أدهم منهما و أجابت روسيل الرجل بهدوء:
"الله يرحمه يا عم محمد".
حزن الرجل كثيرا و بكى فقالت روسيل بمرح:
"لا بقى ده أنا جايالك تروقني هتنكد عليا همشي".
كفكف الرجل دموعه و قال بصوت متحشرج:
"لا يا بنتي ربنا يراضيكِ و ما يبيت في قلبك حزن أبداً".
إبتسمت له و انتبه الرجل على أدهم فقال بابتسامة يرحب به:
"أهلاً يا أستاذ منورنا".
ثم نظر لروسيل و قال:
"مش تعرفينا".
نظرت لأدهم الذي تغيرت ملامحه و أجابه أدهم بدلاً عنها:
"أنا جوزها".
إندهشت روسيل من قوله فيما ابتسم الرجل بسعادة:
"الله أكبر، ألف مبروك ربنا يسعدكم و يهنيكم".
"الله يبارك فيك، يلا بقى جهزلنا كوبايتين حمص الشام على مزاجك خلينا ندوقه عمايل إيدك".
كان هذا قول روسيل و ابتسم الرجل:
"من عنيا، إقعدوا و أنا هجيبلكم، مكانك فاضي أهو".
تدخل أدهم باعتراض:
"لا شكراً متعملش حسابي".
تركهما و تحرك فقالت روسيل بغمزة للرجل:
"سيبك منه إعمله كوبايه هياكل غصب عنه".
ضحك الرجل و أومأ موافقة ثم تحركت روسيل نحو أدهم و اصطحبته لمجلسها المفضل، نظرت لملامحه الجامدة و قالت له بضجر:
"يخربيت كآبتك، مالك يا كئيب يا عدو الفرحه؟، يابني إستمتع".
نظر لها و لم يجيبها فسألته:
"هو إنت ليه قولت إنك جوزي مش إنت منبه عليا محدش يعرف؟".
"يعني لما واحد يعرفك و يلاقيكي جايه الساعه واحده و نص بليل مع واحد غريب هيقول عليكِ إيه؟، كان لازم أفسر طبعاً".
أومأت موافقة فسألها بحنق:
"إنتِ كنتي بتيجي هنا مع كريم؟".
"لا لا متقلقش محدش كان بيجي معايا هنا غير بابا، ده مكاني أنا و هو و ساعات كانت أروى بس مكانتش بتيجي كتير".
إقترب الرجل منهما بلأكواب فنهضت روسيل تأخذهما منه ببسمة:
"تسلم إيدك يا قمر".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
