نظرت لها لميس بذهول و قد فهمت أن فعلتهن كانت عن عمد للإيقاع بها و كشفها أمام محسن، لم تتفوه بحرف و تحركت بغضب للخارج و هي تشعر بالذل و الإهانة و قد أصبح الجميع يبغضها حتى والديها يعنفانها دائماً و يرفضان تصرفاتها حتى والدتها التي كانت تشجعها باتت تبغض تصرفاتها و خصوصاً بعدما تخلت عن أبنائها لذلك شعرت بالغيرة من سعادة الجميع و بالأخص أدهم الذي مازال له منزلة بقلبها فقررت أن تفسد سعادتهم مثلما أُفسدت سعادتها مع زوجها الذي قبلت به في محاولة منها أن تحيا بسعادة كما الجميع و لكنها فشلت.
غادرت لميس فتراقصت الفتيات بسعادة و روسيل مقابلهن تتراقص و تصفق و لكنها تفاجأت بمحسن يمسكها من ملابسها كما السارق ففتحت عينيها على وسعها تنظر للفتيات اللاتي صمتن بصدمة فيما محسن بجدية:
"إنتِ يا بت إنتِ مش هتتهدي، دماغك دي مش هتبطل خطط؟"
أجابته روسيل بتوتر تتصنع البراءة:
"إيه يا سنسن في إيه، هو أنا عملت حاجه؟".
قال محسن باستنكار:
"وحياة أبوكِ الله يرحمه، عليا أنا الشويتين دول؟".
"الله يرحمه و يحسن إليه، كان طيب و الله".
ضحك محسن و قال بقلة حيلة:
"ما هي دي المصيبه إنه كان طيب فعلاً معرفش إنتِ طالعه داهيه كده لمين".
كتمت روسيل ضحكتها فأردف:
"بس عارفه أنا هسامحك لسبب واحد بس".
نظرت له باستفهام فأجابها:
"إني كنت عاوز أخلص منها بس مكنتش عارف إزاي بس باللي عملتوه بقالي حِجة قدام أخويا".
ضحكن الفتيات فأردف:
"يا ولاد اللذين، أنا قاري الحوار من الصبح بس سيبتكم أشوف أخركم بس بصراحه فاجئتني و عصبتني بجد، عمري ما كنت أتخيل إني أعمل فيها كده و إنها تكون بالغل و الحقد ده".
ضحكت روسيل و غمزته:
"بس إيه رأيك؟، خلصت منها القديم و الجديد و خليتك أخدتلنا حقنا كلنا".
ضحك محسن و حرك رأسه يميناً ويساراً بيأس فتابعت روسيل:
"بقولك إيه خلصنا بقى من لميس ركز معانا بقى في حوار إبنك اللي هيموتني ناقصه عمر ده، إوعى تفضحنا يا سنسن".
خرجت ميرڤت تضحك و قد استمعت للحديث فيما قال محسن:
"و الله أنا الواد صعبان عليا، أنا اللي وقعته في إيدك يا مُفتريه".
تحدثت روسيل و هي تضيق عينيها:
"أنا برضه اللي مُفترية؟ و الله هو اللي يستاهل المجنون ده، المهم بقى ركزوا كلكم، ميمي إوعي قلبك يحن و تعترفي من قبل أول قلم".
ضحكت ميرڤت و قالت:
"عيب عليكِ، هنربيه".
قالت روسيل بتشكك:
"و الله أنا خايفه منك، يلا أنا همشي بقى أروح الشغل قبل ما يرجع، العيال أمانه في رقبتكم".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romansaتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
