"في بحر عينيكِ هامت كل أشواقي،
يا ملكة الحسن هل تنوين إغراقي؟،
ما كنت أؤمن بالعيون و فعلها،
حتى دهتني في الهوى عيناكِ!
عيناكِ بحرٌ تاهت به سُفني
تزعزعت به نبضاتُ قلبي و أنفاسي
أنا الذي لا يهزني برقٌ و لا رعدٌ
أعينين متلألئةٌ تهزمُ ثباتي؟"أبو فراس الحمداني.
خرج أدهم من غرفته بعد عدة ساعات وجدها غافية على الأريكة فوقف قبالتها يتأمل ملامحها الهادئة و خصلاتها الهاربة على وجنتيها، لحظات و رُسمت ابتسامة على ثغرها فاقترب منها أكثر ليتحقق من نومها وجدها بعالم آخر و يبدو أنها تحلم بشيء جميل يُسعدها فابتسم رغماً عنه لبراءتها و جلس مقابلها و لا يعلم لماذا فعل ذلك و لكنه يستمتع برؤيتها و تأملها كما يشعر بالإرتياح و السكينة بجوارها دائماً، جلس يتأملها و يُفكر بِمَ تحلم و يسعدها.
لحظات و همست روسيل:
"ماما......بابا....."بدأت تظهر ملامح الحزن على وجهها و بدأت تبكي و هي غافية فنهض أدهم و اقترب منها يتفحصها، تردد قليلاً ثم مد يده و بدأ يمسد على خصلاتها بحنو يحاول طمأنتها فيما أردفت روسيل ببكاء و همس:
"متسيبونيش".أغمض عينيه بألم و شفقة عليها و قرر أن يوقظها ليتوقف ألمها فأمسك يدها بحنو و همس بإسمها أكثر من مرة ففتحت عينيها و نظرت له ثم جالت بنظرها في المكان و أغلقت عينيها فهربت دموعها العالقة بأهدابها بينما أدهم همس لها يطمئنها:
"ده حلم متخافيش".أومأت موافقة بألم و مازالت مغمضة الأعين تحاول كبح عباراتها ثم فتحت عينيها و تنفست بعمق و كفكفت عباراتها الهاربة ثم نظرت له و اعتذرت منه و قد جلس مقابلها على الطاولة الصغيرة:
"أسفه قلقتك".أومأ بالنفي و قال بهدوء:
"المهم إنتِ كويسه؟".أومأت بالإيجاب و أخفضت بصرها ثم حاولت النهوض فنهض و ساعدها بينما روسيل حين نهضت تركت يده و حركت رأسها بمعنى أنها بخير و ستسير بمفردها، خطت عدة خطوات و هو يتابعها ثم شعرت بدوار و ترنحت فأسرع إليها و التقطها على صدره بين ذراعيه، لم تفقد الوعي و لكنها فقدت قوتها حتى أنها لم تستطع الإبتعاد عن صدره.
يحكم أدهم ذراعيه حولها و حاول جذبها برفق إلى أقرب مقعد، أجلسها و تأكد من وضعيتها و هرول للمطبخ و أتى بقطعة حلوى وضعها بفمها و ذهب ليأتي بجهاز قياس مستوى السكر، لحظات و عاد به ثم جثى أرضاً أمامها و حاول استخدامه و لكنه لا يعلم كيفية إستخدامه، نظر لها بقلق فأومأت بإماءة بسيطة تطمئنه، لحظات و استعادت روسيل بعض من قوتها و تحدثت بخفوت:
"أنا كويسه".قال بقلق و تيه و هو ممسك بالجهاز بين يديه يقربه منها:
"قوليلي طيب أستخدمه إزاي؟، أنا مش عارف".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romantikتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...