٢٧-عودة الحق

1.1K 69 23
                                    

"كان يُخيل لي في بعض اللحظات أنني لعبة في يد حلم شيطاني!
و أسفاه! إن الأمر أمر شيطاني حقاً!
و لكنه لم يكن حلماً بل كان واقعاً لا سبيل إلى تفاديه".
دوستيوفسكي.

قال عبد الحميد بخبث:
"أبوها زوجها لولدي جبل ما يموت بيوم و عشان إكده ملحجناش نعلن و بعدها هربت و مجدرناش نتكلم عشان الفضيحه و دلوك جايه و جايبه العار معها، دي تستحج الجتل".

قال أدهم بغضب:
"قسماً بالله كلمه كمان عليها و هقتلك".

تقف روسيل مستندة بجبهتها على صدر أدهم تستمع للحديث و تشدد من قبضة يدها على قميص أدهم و قالت بخفوت و هي تغمض عينيها:
"كدابين، كدابين، كله كدب".

تعالَ صوتها شيئاً فشيئاً حتى إستدارت فجأة تصرخ بهم و قد أعطتها قطعة الحلوى القليل من الطاقة:
"كله كدب، كدابين أبويا ممضاش على حاجه".

قال عبد الحميد بحِدة:
"كيف يعني ممضاش أمال إمضة مين دي؟، و بعدين إنتِ أصلاً فاجده ذاكرتك و مش فاكره حاجه".

أمسكت بحقيبتها الملقاة على الأرض و أتت بورقة ثم قدمتها لسيد بغضب و هي تصرخ بعمها:
"التاريخ، أبويا مات اليوم ده".

نظر عمها يطالعها يتبين إن كانت مُتذكرة أم تتظاهر فقد علم منها أنها فقدت جزء من ذاكرتها و لم تتذكر عندما سألها كيف توفى والدها فيما أردفت روسيل:
"أنا فاكره كويس كل اللي حصل، الحادثه كانت يوم...الساعه ١١ الصبح و قبلها بابا كان مسافر مش موجود في مصر أصلاً و رجع ليلتها بعد الفجر يعني حتى ميلحقش يسافر الصعيد و يرجع.

قرأ سيد شهادة الوفاة و تقرير المشفى و الأوراق تثبت صحة حديثها، تابعت روسيل:
"بابا إدفن تاني يوم عشان أنا كنت في غيبوبه مفوقتش غير تاني يوم".

سأل صابر بجدية:
"مين اللي كاتب عجد الجواز ديه؟".

أجابه سيد و هو ينظر في عقد الجواز:
"عواد يابوي".

صرخ صابر بصرامة لرجاله:
"هاتوه".

يقف أدهم يراقب كل شيء عن كثب و قد أعد كل شيء على نحو جيد يتبادل النظرات الحاقدة مع أمجد الذي جلس على مقعد بضعف و والدته تقف جانبه تنظر لهما بحنق و قال صابر لأدهم:
"إجعد يا ولدي على ما عواد ياجي".

قال عبد الحميد باستنكار:
"إنت بتكدبني يا حاج صابر و بتصدج كلام عاهره، مشيت معاه و واجفه في حضنه من غير خشا و لا حيا جدام الرجاله".

تركها أدهم و اقترب بغضب و أمسكه من تلابيبه فوقف سيد يفصل بينهما و قال عبد الحميد بغضب:
"كمان هتمد يدك عليا في داري، هي دي الأصول يا حاج صابر؟".

قال أدهم و هو يرجه بغضب:
"أنا قولتلك هقتلك لو جيبت سيرتها تاني على لسانك".

كاد صابر أن يصرخ بهما بغضب و لكن قاطعهم دقة عصا علة الأرض و صوت جهوري:
"وجف منك ليه".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن