حل المساء و الشباب مازالوا مجتمعين معاً و لم ينفكوا عن مشاكسة بعضهم و قد إندمج معهم كلا من أدهم و سليم وقد جاهد أدهم ليتحكم بمشاعره و ذكرياته، دلفوا معاً للداخل و انتبه سليم لخزنة داغر فقال:
"تصدقوا أنا ناسي الخزنه دي خالص، تفتكروا فيها إيه؟".نظر الجميع بعدم معرفة فتحرك و معه عبد الله عبثا بها حتى إستطاعا فتحها، نظرا بتعجب فقد إعتقدا أنه يخبئ بها أغراض مهمة و لكن المفاجأة أن جميع ما بها صور خاصة بالعائلة و بالأخص والدة أدهم و سليم و رنا شقيقتهما و ملف كامل خاص بأدهم بمفرده بجميع مراحله العُمرية و لا توجد صورة واحدة لسليم فابتسم سليم بسخرية و هو يمسك بالأغراض و هتف لأدهم:
"أدهم...تعالى بص".إتجه أدهم نحوهما كما الجميع و تفاجأ أدهم بالصور، أمسك بصور والدته و رنا يتأملهم و بدأ الجميع يمسكون ببعض الصور يتفحصونها ثم ابتسم أدهم و هو يمسك بصورة و قال:
"سليم خد دي بتاعتك".أخذها منه سليم بلهفة يتفحص الصورة و قد كانت صورة لوالدته و هي تحمله و تنظر له بابتسامة فسأل سليم بعدم تصديق:
"هو اللي في الصوره ده أنا مش إنت؟".أومأ أدهم بالنفي و قال وهو ينظر للصورة معه:
"ده إنت، أنا فاكر اليوم ده، ماما أخدتنا و ودتنا جنينة و كنت بلعب أنا و رانا و هي قابلت باباك و هو اللي مصوركم....بص في إنعكاس الإزاز اللي ورا".إنتبه عبد الله فاتجه نحوهما يتفحص الصورة بلهفة كما سليم و وجدا إنعكاس صورة ثروت والدهما و هو يبتسم و يلتقط الصورة، شعر عبد الله بالحنين لوالده و اغرورقت عيني سليم و ها هي ذكرى وحيدة تجمعه مع والدته و والده الحقيقي، يرى الحب بعينيهما له.
جلس الجميع يتابعون تفحص الصور و أدهم يجلس جانب روسيل يتأمل صور والدته وشقيقته باشتياق يمزق نياط قلبه و صور خلدت طفولته و برائته، قالت روسيل بابتسامة:
"مامتك كانت حلوه قوي هي كان إسمها إيه؟"."نوره".
أجابها بابتسامة فيما قالت روسيل و هي تتأمل ملامحه بالصور مع و ملامح والدته:
"إنت عارف إنك واخد منها كتير، فيك شبه منها و واخد عينيها العسلي القمر".نظر لها يطالعها فأردفت هي مازالت تتأمل صورته:
"بحب عينيك قوي، بيحسسوني بالدفى و الأمان".كان لازال يطالعها و لم يجيبها فانتبهت له و أردفت:
"مالك، بتبصلي ليه كده؟".أجابها بابتسامة خفيفة:
"عشان أول مره أعرف إنك بتحبي عينيا كده، مكنتش أعرف إنهم بيخلوكِ تحسي كده".إبتسمت روسيل بخجل و قالت بتردد:
"أعترفلك إعتراف؟".أومأ موافقة فتابعت:
"زمان لما إتكتب كتابنا و عيشنا سوا كنت دايماً بحس بالخوف من بعد بابا و كنت إنت تفضل تزعق و تعمل الحركات بتاعتك دي بس كنت أبص لعينيك أطمن و أبقى و لا كإني سامعه الهبل اللي بتقوله كنت دايماً بشوف فيهم طيبتك و حنيتك، عيونك كانوا بيطمنوني".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...