"العشق شيء آخر غير الحب، فإن من الممكن أن يكون الإنسان عاشقاً مع شعوره بالكره".
دوستويفسكي.إنتهت الجولة و أعاد أدهم خيله للحظيرة ثم جلس هو و روسيل أرضاً يستمتعان، طال الصمت فتنهدت روسيل و قالت بنبرة هادئة:
"أعتقد إن دلوقتي من حقي أعرف إنت مين".نظر لها و قد شعر بغصة فهذا ما كان يخشاه أن تسأله عن ماضيه فتابعت روسيل:
"أنا معرفش عنك حاجه يا أدهم و فيه حاجات كتير محتاجه تفسير".تجهم وجه أدهم و هرب بنظراته منها يحاول التماسك ثم عاد بنظره لها و قال بنبرة هادئة:
"متسألنيش قبلك كنت إيه يا روسيل، اللي فات ده كله عاوز أنهيه من حياتي و مش عاوز أفتكره....أرجوكِ متسألنيش".نظرت له تطالع عينيه فأردف:
"حقك تخافي و تقلقي بعد اللي شوفتيه بس أوعدك إن كل ده هينتهي و هنبعد عن كل حاجه و أبدأ معاكِ من جديد".قالت و هي تطالعه بنبرتها الناعمة:
"أنا واثقه إنك مكنتش بتعمل حاجه غلط بس كنت بتإذي نفسك....مش عاوزه أعيش في الخوف ده يا أدهم".إبتسم لها بألم فهي الوحيدة التي وثقت به رغم ما عايشته معه و غموضه المخيف فقال بصدق:
"صدقيني هحاول بكل ما فيا إنك متخافيش و لا تتإذي طول ما إنتِ معايا، هحاول أبدأ معاكِ بأدهم جديد معرفتوش غير على إيدك".إبتسمت له و قالت بحب صادق:
"و أنا واثقه فيك".إبتسم لها و قال بتساؤل:
"إزاي قادره تبقي كده و تثقي فيا بالشكل ده؟".إبتسمت و أجابته بنبرة صادقه:
"عشان...حبيتك يا أدهم و شوفت جواك إيه، شوفت نضافة قلبك".نظر لها بعشق و تسارعت نبضات قلبه بعشقها ثم مال عليها يضمها لصدره يغمرها بعشقه و شغفه بها، إبتعد عنها قليلاً يطالعها ثم حملها و دلف بها للمنزل و صعد غرفتهما و ترك لقلبه العنان ليخبرها بعشقه و يدللها و كيف لا و هي ملكة تربعت على عرش قلبه، إصطحبها لعالم تلاحم به قلبيهما يروي كل منهما ظمأ الآخر و قد فاض الجوى منهما و أصبحت زوجته شرعاً و قانوناً.
ذهبت روسيل بثبات عميق بين ذراعيه بينما أدهم جفاه النوم قلبه يشعر بالسعادة و لكن كيف لها أن تدوم، كيف تمنحه الحياة كل هذه السعادة دُفعة واحدة و هو لم يعتد عليها من قبل و عاش حياته يعاني و يحترق؟، هل يستطيع الوفاء بوعده لها، هو يرغب و لكن هل يستطيع؟، هل ستتركه الحياة يحيا معها؟، أصبح على يقين أنها لن تخذله و تقتله و اطمأن قلبه بقربها و لكن هل يستطيع حمايتها من نفسه، هل ستظل معه إذا علمت الحقيقة؟، بالطبع سَتُذبح بخنجر الخذلان و لن يستعيد ثقتها التي منحته إياها دون جهد منه.
ظلت الاسئلة تعصف بعقله و يفكر كيف يُنهي إنتقامه و يسعى لأن يحيا حياة هادئة معها.
مرت ثلاثة أيام يحيا معها بسعادة غامرة و هو يحاول التوصل لطريقة لإنهاء ما بدأه و إتخاذ الحيطة لحمايتها من غدر أبيه، إتفق مع عبد الله أن يتقابلا لإنهاء الأمر و قد توصل لطريقة دون خسائر رغم عدم إقتناعه بها و لكنه سيسلم و يسير بهذا الطريق، جلسا معاً و قال عبد الله بجدية:
"تمام إحنا جمعنا المعلومات زي ما طلبت و هنوصلها لحد من البوليس من غير ما نظهر في الصوره و هنبلغ عن المخزن اللي وصلناله".

أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...