بعد مرور عشرون عاماً يجتمع الأبناء بالحديقة معاً و تحدثت وتين بمشاكسة لسليمان إبن عبد الله و بيلا بعدما لاحظت ضيقه:
"شكلك كده إتزحلقت جامد المره دي".
نظر لها بحاجب مرفوع فأردفت:
"قول قول ماتتكسفش إحنا ستر و غطا عليك، عادي يعني هي أول مره يا سولي".
تدخل محمد و هو يكتم ضحكته:
"عادي يعني المفروض إنت نحست خلاص، ما إنت طول عمرك ملكش حظ مع البنات".
يطالعهم سليمان بحنق فيما قالت مليكة شقيقة سليمان بجدية:
"بس بقى إيه السخافه اللي إنتوا فيها دي؟".
نظر لها بابتسامة فربتت على كتفه و تابعت:
"هو هيحكي لوحده من غير ضغط".
تلاشت إبتسامته و الجميع يكتمون ضحكاتهم فتدخلت تاليا إبنة عمرو:
"ماتخلص يا سولي، إحكي خلينا نتسلى شويه".
كاد يتحدث سليمان ليلقي بكلمات حانقة و لكن قاطعه قول مراد بجدية و حزم:
"ما تتلموا بقى، بطلوا تستهزقوا بيه، إيه قلة الأدب دي هو إكمنه عبيط و سوابق تعملوا فيه كده؟".
طالعه سليمان بحاجب مرفوع ودهشة فيما أردف مراد:
"لامؤاخذه متزعلش دي عيال مهزقه بس إنت شكلك زعلان بجد، إيه اللي حصل؟".
إنخدع سليمان بكلمات مراد الجدية المزيفة فهذه كانت حيلة من مراد ليجعله يتحدث فتنهد سليمان مطولاً و أجابه و الجميع ينصتون إليه باهتمام:
"طلعت متجوزه و عندها عيلين".
إنفجر الجميع في الضحك فهو منذ أشهر يحاول التقرب من هذه المرأة و كالعادة يفشل كجميع محاولاته السابقة، مراد بضحك و قال:
"شوفوا ال creativity، الواد متنوع برضه، كل واحده أنقح من التانيه، أداء مُبهر".
طالعهم بحنق و امتعاض و هم يضحكون فبدأ عمر إبن عمرو بالغناء و تمثيل الكلمات و هم معه يشاكسون سليمان:
"كل يوم نتلاقى و الأشواق مشتاقه...و الغرام في عيونا و ندوب ليله و ليله غرام...الفراق مش لينا و الحنين مالينا...حتى الدمع في عينينا جوا عيونا و طول ليلي...".
يطالعهم سليمان باشمئزاز و هنا بدأ مراد يقرع على الطاولة و الجميع يصفق و أطلقت وتين و تاليا الزغاريد و كأنهم بحفل:
"ذكريات كدابه...و الأشواق كدابه...أدي الليل بجراحه و ناره....".
ضحك سليمان و اشترك معهم بالرقص و الغناء يسخر من فشل جديد بحياته، خرجن بيلا و دينا و روسيل و فاطمة عندما إستمعن للضوضاء و قالت روسيل بجدية:
"بس بس إيه الدوشه دي مش عارفين إن جدو تعبان".
قال مراد بضحك:
"بنحتفل بسولي، القطه طلعت متجوزه و معاها عيلين".
دهشن و قالت بيلا بدهشة:
"يا واد هو إنت طالع أهبل لمين نفسي أعرف، بتجيب الستات دي منين يا مفضوح؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Roman d'amourتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
