"أُحبُكِ
في زمان الخوف و الغُربة
أُحِبُكِ رغم أحزاني
و رغم ظروفنا الصعبة
و إن أصبحت لا أهل و لا أحباب
أراكِ الأهل و الأحباب و الصُحبة
أُحِبُكِ".
عبد العزيز جويده.قُطع حديثها و قد أصيبت بتشنجات بجميع أنحاء جسدها تنقطع أنفاسها و تصارع الموت حتى أنه سقط بها من على الفراش أرضاً من شدة إنتفاضتها، مددها أدهم بذعر و عدل من وضعيتها كي لا تتأذى ثم فتح باب الغرفة يصرخ بعمرو ليأتي بالطبيب و لكنه وجد الطبيب قد حضر بالفعل يتجه نحو الغرفة، دلف الطبيب و فحصها و حقنها ببعض العقاقير كما وصل محلول وريدي بيدها بينما أدهم كان يجثو جانبها أرضاً و عندما إنتهت تشنجاتها إحتضنها بين ذراعيه و جذبها على قدميه و استند على الحائط و دموعه لم تفارقه و لم يبالي بأنه يبكي أمام الجميع.
إنتهى الطبيب من عمله و ألقى بتعليماته ثم انصرف و جثت دينا مقابل أدهم تبكي و تمسد على خصلات روسيل و تمسك يدها تقبلها و ميرڤت تجلس على طرف الفراش تبكي على حال أبنائها كما هربت دموع محسن أيضاً رغماً عنه لم يتمالك نفسه.
مر الوقت و روسيل مازالت فاقدة للوعي و قد أعطاها الطبيب مهدئ بعدما اطمأن على وعيها فذهبت بثبات عميق بين ذراعي أدهم، قالت ميرڤت بنبرة هادئة:
"حبيبي طيب نيمها على السرير عشان ترتاح".لم يجيبها أدهم و مازالت دموعه تنهمر ينظر لوجه روسيل و كأنه بعالم آخر فقال محسن بإرهاق:
"تعالي يا ميرڤت إنتِ إرتاحي شويه قعدتنا كده مش هتفيد بحاجه الدكتور قال هتفوق الصبح و إنتِ كمان يا دينا قومي يا حبيبتي إدخلي أوضة روسيل ريحي شويه".قالت دينا بنبرة متحشرجة إثر بكائها و مازالت على وضعها جانب روسيل:
"لا سيبوني شويه جنبها، إرتاحوا إنتم و أنا شويه و هروح أرتاح".أومأ محسن موافقة و قال لميرڤت:
"يلا يا ميرڤت مش هينفع كده لازم حد يريح عشان يقدر يبقى معاها لما تفوق، يلا يا حبيبتي".وافقته بقلة حيل و انصرفت معه و قد تمكن الإرهاق منها بالفعل كما الجميع، نظرت دينا لأدهم و سألته:
"بتحبها يا أدهم؟".رفع بصره لها فأردفت:
"ليه سيبتها تروح لوحدها، ليه سيبتها تواجههم لوحدها؟".أخفض بصره بألم فهو فعل ذلك ليثبت للرجال حُسن نيتهما و لكن سببه الأساسي كان ليثبت لنفسه أنه يستطيع نسيانها و الإبتعاد عنها و لكن إنقلبت الأمور عليه و انهارت حصونه تماماً و كما قال محمود درويش
"كل الطرق تؤدي إليكِ حتى تلك التي سلكتها لنسيانك"
و كان هذا حال أدهم فعل كل شيء ليبعدها عنه و لكن كل طريق وجدها بنهايته تنتظره، لم يجيبها فأردفت ببكاء:
"لو بتحبها يا أدهم حافظ عليها و رجعها روسيل تاني و لو مبتحبهاش و اللي إنت فيه مجرد إحساس بالذنب أرجوك تسيبها و تبعد عنها، بلاش توجعها أكتر من كده".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romantikتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...