١٧-صفعة

1.2K 69 23
                                    

"يذيبني شوقي إليكِ حتى أن قلبي يتمنى أن يطير نحوكِ و لكن....كيف للطير كسير الجناح أن يطير؟!"
جلال الدين الرومي.

إستعد كلا من أدهم و روسيل لتقديم واجب العزاء و قبل أن يتحركا وقف أدهم و أعطاها علبة من القطيفة و أخذتها روسيل بتعجب فقال بهدوء:
"المفروض إننا متجوزين و مفيش عروسه بتتجوز من غير شبكة".

فتحت روسيل العلبة وجدت بها دبلة و خاتم مرصع بالألماس راقي جداً، تفحصتهما روسيل بإعجاب شديد بينما أدهم كان ينظر لها يراقب ردة فعلها التي أسعدته كثيراً فيما ،رفعت روسيل عينيها تطالعه ببسمة:
"حلوين قوي، ذوقك حلو جداً بس ده كتير كان كفايه الدبله و حتى الدبله كان ممكن ألبس دبلة ماما من غير متكلف نفسك".

تجاهل حديثها و قال و هو يتحرك:
"يلا عشان منتأخرش".

تلاشت بسمة روسيل و نظرت له بحنق بينما أدهم إستدار لها و قال بتحذير:
"إعملي حسابك مش هنقعد كتير هو ربع و هنقوم، خلي الليلادي تعدي على خير".

تركها و تحرك و هي تنظر في أثره بعدم تصديق من تصرفاته المتناقضة و المزعجة، هبطا سوياً للمرآب و رأته روسيل و هو يتحامل على نفسه فقالت بهدوء:
"أنا بعرف أسوق على فكره، هات أسوق أنا و إنت إرتاح".

نظر لها بجمود و لم يجيبها و دلف السياره فزفرت بضيق و اتجهت للجهة الأخرى و جلست بالمقعد المجاور للسائق و لم يوجه أحداً منهما كلمة للآخر يتجاهلان بعضهما، وصلا لوجهتهما و صف أدهم السيارة ثم نظر للمكان يتفحصه بعينيه حتى وقعت عينيه على رجاله متفرقون بأماكنهم يراقبون المكان لحمايتها، هبطا و صعدا سوياً لمنزل كريم و دلفا و كان المكان مقسم بين النساء و الرجال.

وقع بصرها على محمود و كريم الذي يجلس بتيه و شرود حتى أنه لم ينتبه لمجيئها فأشارت لأدهم نحو محمود و تحركت معه حتى وصلا أمامه، إنتبه محمود لها فوقف فوراً فهو لم يتوقع مجيئها خصوصاً بعد ما علمه فيما مدت روسيل يدها له و قالت بهدوء و تأثر:
"البقاء لله ربنا يرحمها و يغفرلها".

صافحها محمود بحزن و خذي و قال:
"و نعم بالله يا بنتي، صاحبة واجب طول عمرك".

ثم نظر نحو أدهم الذي يقف جانبها بثبات فقالت روسيل تُعرفه به:
"أدهم جوزي".

مد محمود يده له و قال بحزن:
"أهلاً يابني، مبروك".

صافحه أدهم هو الآخر و قال بهدوء:
"شكراً، البقاء لله".

"و نعم بالله إتفضل اقعد".

أبان ذلك عندما إقتربت روسيل من محمود إنتبه كريم لها فهو يجلس بجانب والده و نظر لها بشوق و حزن يتمنى لو يرتمي بأحضانها و تداوي أوجاعه كما كانت تفعل دائماً و لكنه إنتبه لأدهم الذي رمقه بنظرة فهمها فوراً فأخفض بصره عنها بانكسار.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن