مر يومين و اليوم هو موعد سفر الجميع للصعيد عدا ميرڤت و محسن لتجهيزات عُرس ورد و حامد و قد تبقى فقط يومين على الزفاف، وصل الجميع لمنزل عم روسيل و استقبلهم حامد بترحاب و عبد الحميد الذي ينظر للجميع بحنق و لكنه مُرغم على استقبالهم بمنزله لذلك تواجد حامد كي لا يرتكب حماقة و لكنه استقبلهم بوجه متجهم فيما اقتربت فاطمة من والدها و قالت بنبرة مهتزة:
"كيفك يا أبوي؟".أعرض بنظره عنها فاقترب عمرو و احتضن عبد الحميد يضغط عليه بقوة دون أن يلحظ أحد و قال:
"إزيك يا حمايا، عامل إيه؟، سلم عِدل و عدي اليومين دول على خير".أنهى كلماته بهمس ثم ابتعد عنه يرمقه بتحذير فيما كز عبد الحميد على أسنانه و قال بلاه مبالاة و هو يتحرك للخارج:
"أهلاً نورتوا".إبتلعت فاطمة غصتها و اقترب منها عمرو يحاوطها بذراعه و كاد يتحدث و لكن قاطعه
هبوط ورد فانطلقت الزغاريد ترج أرجاء المنزل بسعادة، اقتربت ورد منهم بخجل و سعادة و تم الترحيب و تقديم المباركات من الجميع ثم قرر الشباب مساعدة حامد بنقل الأثاث لمنزله و قررن الفتيات الذهاب لمنزل الزوجية لتجهيزه رغم إعتراض حامد و ورد فهم لم ينالوا قسطاً من الراحة بعد و لكن أصر الجميع و اصطحبوا ورد رغم أن ذلك خارج العادات و التقاليد فبالصعيد لا تذهب الفتاة منزل الزوجية إلا بعد الزفاف و لكن قرر الجميع ألا يتركوها بمنزل والدها و بالطبع حامد من شجعهم لفعل ذلك فهو لن يتركها لوالدها.في منزل الزوجية يحمل الشباب الأساس و الفتيات اشتركن مع السيدات بالغناء فبالصعيد كل خطوة تخص العُرس لها أغنية تُغني خصيصاً لهذه الخطوة:
"فين عزال العروسه فرجوني عليه، إن كان أبوها اللي نقى و لا أخوها اللي نقى، الله ينور عليه، وهيصه، هيصه و لمه و الخاله و العمه هيصه، عند العريس هيصه، عند العروسه هيصه، أيوه يا واد يا ولعه خدها و نزل الترعه، البت حبت المهندس و المهندس حبها و خدها و نزل الترعه، أيوه يا واد يا سُكر خدت البت الحلوه و سيبت الوحشه تفكر، أيوه يا واد يا واعي خدت البت الحلوه و سيبت الوحشه تراعي".تضحك الفتيات بسعادة فهن لم يعشن هذه الأجواء من قبل و اندمجن مع السيدات و بعد إنتهائهن من تجهيزات منزل العروس عاد الجميع لمنزل والد ورد و تقابلت فاطمة مع والدتها فهي قد عادت لزوجها بعدما توفت زوجته الثانيه، اقتربت فاطمة منها باشتياق و عيون مغرورقة:
"كيفك ياما؟، اتوحشتك قوي".تركتها زهرة و دلفت المطبخ حيث تجمع السيدات دون أن تلتفت لها غاقتربت روسيل من فاطمة و ربتت على كتفها و قالت:
"متزعليش يا فاطمة، إفرحي بورد و خلينا نفرحها بلاش حاجه تنكد علينا، ربنا يهديهم".أومأت موافقة و كفكفت عباراتها ثم تحركت مع روسيل نحو المطبخ و بدأت تجهيزات كعك العروس و أيضاً لم تخلوا جلستهن من غناء السيدات و مشاكسات الفتيات لورد و الغناء معهن:
"ياحنا، يا شربتات، ياحنا، في الكوبايات، ياحنا، يا بلح بريمو، ياحنا، يتباع بالكيلو، ياحنا، يا بلح أمهات، ياحنا، على العربيات، ياحنا......"
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...