"شممتُ عطركِ حتى كدتُ أفقدُني،
كأن عطركِ كان مني ينتقمُ!
لقد سلمتُ....و كانَ الأمرُ معجزةً،
ما كلُّ من عبروا من عطرها سَلِموا !".
حذيفة العرجيظل محتضنها يضمها لصدره بقوة دون شعور و تعالت الهتافات بأن يحملها فابتعد عنها قليلاً و ابتسم و حملها و دار بها و تعالت الزغاريد و هي تضحك بسعادة تغمر قلبها كما قلبه الذي يحتضن قلبها.
فجأة إنقلب كل شيء عندما ظهر والد أدهم و شقيقه و عبد الله مساعد داغر الشخصي و ذراعه اليمنى، إقترب داغر من أدهم الذي تغيرت ملامحه فوراً و انقلبت سعادته:
"ألف مبروك يا حبيب أبوك".لم يجيبه أدهم بينما داغر إحتضنه و قابل أدهم إحتضانه بفتور ثم بارك داغر للعروس و هي تشعر بالقلق و الخوف من نظرات أدهم فيما إقترب سليم بابتسامة صفراء من أدهم و قال باقتضاب:
"مبروك".قالها ثم تحرك دون أن ينتظر إجابه و اتجه نحو روسيل و قال بتهكم:
"مبروك يا عروسه".إقترب يهمس لها:
"غبيه متلوميش غير نفسك".نظرت له روسيل بتحدي و حنق فيما نظر هو لها بتهكم و ابتعد.
أبان ذلك إقترب عبد الله بنظرات حانقة لأدهم و ملامح جامدة كما أدهم يُلقون بسهام النظرات لبعضهما، إقترب عبد الله منه و قال:
"مبروك يا عريس".رمقه بنظرة حاقدة ثم إقترب يهمس له و ملامحه كما هي و قال:
"و رحمة أمي حبيتها يا كبير".يقصد بقوله روسيل و لكنه مازال يتصنع الجمود و الحقد كما بادله أدهم بمثيلها و ابتعد عنه و قدم المباركة لروسيل و انصرف، جذب أدهم يدها و سألها بخفوت:
"سليم قالك إيه؟".أجابته روسيل بتوتر:
"قالي مبروك".رمقها بنظرة محذرة و قد لاحظ أن سليم همس لها بشيء و لكنها أصرت على قولها فصمت و هو على يقين بأنه يحذرها منه.
فجأة تعالت الأغاني و التف الجميع حولهم يرقصون و قد تفاجأ أدهم بذلك فمن المفترض أنها حفلة هادئة ليس بها رقص و ما شابه فهو لا تروقه هذه الأشياء و لكن بالطبع هذا من صنع أصدقائها الذين يملأون المكان.
توقفت الأغاني و فجأة ظهرت راقصة مشهورة لم يتعاقد أدهم معها فيما إقترب منه عمرو و همس له:
"عبد الله بيمسي عليك".تصنع أدهم اللامبالاة و بداخله يتوعد عبد الله على فعلته و كلماته بينما عبد الله جلس جانب داغر يتصنع الجمود و الحقد هو الآخر و بداخله يتراقص فرحاً لسعادة صديقه و قد وقع بالعشق أخيراً و يرى ذلك بوضوح رغم إعتراضه على تواجدها ببادئ الأمر إلا أنه شعر بِمَ أدخلت من سعادة و تغير على قلب صديق طفولته رغم إنكاره و قد زهد هو الإنتقام و ما شابه عندما رأى أنه من الممكن أن يحيا صديقه براحه و تمنى لو يجد الراحة هو الآخر و يبتعد عن الحروب.
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Lãng mạnتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...