٣٢-سأحارب

1.1K 61 15
                                    

"و المرأة العاشقة، أوه، المرأة العاشقة تعبد بعمى حتى عيوب الكائن المعشوق و رذائله، إنه نفسه لن يجد لرذائله المبررات التي تجدها له".
دوستويفسكي.

"اليوم أكتب لكِ يا من عشقتها حد الثمالة
و قد قرأتِ كم حاربت من أجلكِ بداخلي منذ البداية و لكني لم أعد ذلك المحارب و قد أُهلكت روحي، قلبي ممزق لم يتبقى منه شيء، ذبحتُكِ بكلماتي و قتلت براءتك بحماقاتي و طعنت قلبكِ بخنجر الخذلان،
أنا لا أطلب الغفران فأنا أعلم جيداً أن امرأة مثلكِ قوية و حادة و شديدة الكبرياء لن تغفر رغم رقة قلبها و أنا لا أستحق الغفران فأنا لست بالشخص الجدير بالثقة و لا أنا برجل يستحق إمرأة مثلك، أنتِ منحتيني روحك و أنا لطخت براءتك بقذارتي، إنتزعت طهارتك و تركتك بمهب الريح و لكنك قوية غرزتي جذورك بالقذرارة و صمدتي حتى أُزهرت ورودك و أصبحت بستان رائع يقر العين و ينشر السعادة و لكني لم أُخلق للسعادة عزيزتي وجودي سيفسد ما أبدعتي بصنعه فمازالت القاذورات عالقة بي و يداي ملطخة بالدماء،
أشكركِ كثيراً على ما منحتيني إياه، سأحتفظ بجذور عشقك وسط الحشا حتى تُفنى بقاياي من الوجود، تمنيت لو تنقطع أنفاسي بين يديكِ لكني تذكرت أني لا أستحق فاكتفيت برؤياكِ لتبقى عينيكِ آخر ذكرياتي و كم كنتِ كريمة معي، ظلِ كما أنتِ عزيزتي،
و بالأخير أقدم إعتذاراتي علها تضمد جزءاً من جروحك المُبعثرة، أشكركِ يا من هواها القلب و عصف عشقها بكياني".

تقرأ الرسالة و عباراتها تنسال على وجنتيها و الألم يُمزق ثنايا قلبها و عندما إنتهت من القراءة أجهشت في البكاء و هي تحتضن الدفتر و كأنها تحتضنه هو فبرغم إظهار ثباتها و قوتها إلا أنها خاوية من الداخل ممزقة جروحها تنزف و رغم قوتها المعهودة لم تقوى على إنتزاعه من أعماقها، مازال القلب مسكنه و الشوق يمزق روحها و العقل يأبى التخلي عن ذكراه و مازال يمرر أمام عينيها أدق تفاصيله و لكنها لا يجب أن تضعف، يجب أن تظل ثابتة و قوية و قد نفذت الخيارات.

إقتربت منها دينا و دموعها تنهمر حزناً على صديقتها و احتضنتها تربت على ظهرها بحنان و كأنها تحاول إزاحة الألم عنها.

أبان ذلك ذهب أدهم للمقابر عند والديها و وقف بانكسار ينظر للقبر ثم قال بنبرة متألمة يحدث والدها:
"أنا آسف مقدرتش أحميها...حاولت و الله حاولت بس إتهزمت و مقدرتش أحميها حتى من نفسي....مقدرتش أوفي بوعدي، أنا ضعيف و جبان و خواف و إنت شاهد على كل حاجه، كنت باجي أحكيلك و قولتلك أنا خايف بس إنت وثقت فيا و شجعتني و إدتني قوة لما سلمتهالي، إنت اللي خلتني أصدق إني أقدر ....بس أنا كنت عارف إني مش هقدر، أنا أصلاً ميت هقدر إزاي......و هي...هي خدتني ليها كانت بتسحبني و أنا مليش حيله قدامها....كنت بقاومها و الله بس كانت أقوى مني....كنت كل ماخد القرار نظرة عنيها تسحرني و تاخدني لعالم تاني  و أتوه.....خلتني أحس بحاجات أنا عمري ما حسيتها خلتني أشتاق ليها و أتمنى أفضل في حضنها....أنا حقيقي آسف".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن