"عند معاشرتك لبعض الناس،
ستدرك لماذا خلق الله جهنم".
دوستويفسكي.
في المساء عاد الرجال من العمل و سأل محسن ميرڤت:
"هي روسيل فين؟".
أجابته ميرڤت بحزن لأجل تلك الفتاة المسكينة:
"نايمه يا حبيبتي من الصبح، كلت لقمتين و طلعت نامت و كل شويه أبعتلها إيمان عليها تقولي رايحه في النوم خالص".
"معقول كل ده لتكون تعبانه؟".
"لا أنا استأذنت أدهم إن إيمان تطلع و بتقولي نايمه و كويسه معقول يكون فيها حاجه و مش حاسين؟".
أنهت كلماتها بقلق فقال محسن:
"أنا هطلع أشوفها".
تركها و صعد فتعجب أدهم من تواجده في طابقه و سأله:
"إيه اللي مطلعك السلم؟".
أجابه محسن و هو يتجه لغرفة روسيل:
"هطمن على روسيل نايمه من الصبح".
تحرك أدهم ليدلف غرفته فيما طرق محسن باب غرفتها و بعد لحظات أجابته روسيل و وضعت حجابها على خصلاتها ثم فتحت له، سألها محسن بقلق:
"حبيبتي إنتِ كويسه؟".
أومأت بالإيجاب و قالت بصوت متحشرج إثر نومها:
"أنا كويسه بس نمت محستش بنفسي، هي الساعه كام؟".
"الساعه ٨ بليل".
روسيل بذهول:
"معقول نمت كل ده؟!".
ربت محسن على كتفها و قال بابتسامة:
"معلش يا حبيبتي من كتر التعب بس يلا بقى لازم تاكلي فوقي كده و إنزلي نتغدى سوا".
أومأت موافقة و تركها محسن فيما توجهت هي للمرحاض اغتسلت و عدلت من وضع حجابها ثم خرجت و تقابلت مع أدهم و هو يخرج من غرفته فغرفته مقابلة لغرفتها، قالت روسيل بتوتر:
"مساء الخير".
أدهم بهدوء:
"مساء النور".
صمتت و وقفت بتوتر فأردف:
"نازله؟".
أومأت بالإيجاب فأردف:
"طيب يلا".
تحرك من أمامها و اتبعته للأسفل ثم جلسوا جميعاً يتناولون الطعام، سألتها ميرڤت بابتسامة:
"إرتحتي شويه؟".
"أه الحمد لله، أنا نمت محستش بنفسي".
"معلش من كتر التعب أكيد منمتيش الفترة اللي فاتت كويس".
كان هذا قول محسن و أومأت روسيل بالإيجاب فأردف:
"معلش خدي وقتك و ريحي خالص الفترة دي".
يتابع أدهم الحديث و هو يتناول طعامه في هدوء و قالت روسيل:
"لا كفايه راحه لحد كده أنا لازم أنزل الشغل و أشوف اللي ورايا".
"روسيل مفيش نزول دلوقتي".
هكذا قال محسن فعقدت بين حاجبيها فأردف يوضح:
"حبيبتي لو سمحتي إنتِ محتاحه ترتاحي، طول الفترة اللي فاتت و إنتِ مش رحمه نفسك شغل، بابا كان بيحكيلي بس يا حبيبتي كده غلط، إدي نفسك فرصه يا روسيل لازم ترتاحي و تاخدي وقتك مينفعش حياتك تبقى كلها شغل بالطريقة دي بطلي تهربي و سيبي جسمك و عقلك يرتاح".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
