"ثق أن هذه الآلام جميعها على قسوتها لن تدوم طويلاً، إني لعلى قناعة مطلقة بهذا
و إنما نحن بحاجة إلى القدرة على تحملها".
دوتسويفسكي.بعد إنتهائهما من الطعام جلست روسيل أمام التلفاز تحاول أن تُشغل عقلها بينما أدهم دلف غرفته و بعد قليل خرج و بيده دفتر ثم دلف الشرفة بالخارج حيث تجلس روسيل، جلس و أغمض عينيه يستنشق الهواء فيما نظرت له روسيل و بداخلها علامات إستفهام كثيرة حوله، أحياناً يتعامل بغلظة و أحياناً بلين، حياته غامضة لا تعرف عنه شيء، منعزل، هادئ، بيعينه حزن و ينكر وجود الحب رغم أنه يُحب من حوله رغماً عنه دون شعور، تتسآءل ماذا واجه بحياته ليصبح بهذه العتمة فهي ترى عتمته حوله بكل مكان حتى بملابسه فهو دائماً يرتدي اللون الأسود، سيارة سوداء، هاتف أسود، ساعة سوداء، دفتر أسود حتى الكوب المخصص له أسود و كأن عتمته فاضت من داخله و غمرت كل شيء حوله.
فتح أدهم عينيه و نظر نحوها كانت تشاهد التلفاز تتابع أحد الأفلام الكرتونية ترتدي ملابس بيتيه مكونة من بنطال باللون الزهري و كنزة باللون الأبيض عليها رسمه من الزهور و غطاء للرأس باللون الأبيض، سرقته ملامحها الهادئة الصافية للحظة بعيونها السوداء التي تخطف الأنظار رغم إحمرار جفونها و إنتفاخها إثر البكاء، وجنتيها تكسوها حُمرة خفيفة تُشعرك بالدفء، رغم حزنها و جرحها و ألمها تغطيها هالة غريبة بها طاقه تضج بالحياة و كأنها شمس تنير، نعم فهي كالشمس قوية تنير ما حولها و تزهره و لكن ماذا عنها هي، ألم يتسآءل أحد من قبل عما بداخلها فهي تشتعل و تحترق كي تنير العتمة.
إبتسم لوصفه لها و نظر للفراغ أمامه و تابع تفكيره بها:
"و لكنها حمقاء تحترق من أجل الأخرين ظناً منها أنهم سيهبونها الحب و لكن بالحقيقة لا أحد يحبها و لا أحد يُقدر إحتراقها من أجلهم، ستحترق حتى تنتهي و تُصبح رماداً و مازالت تنتظر الحب الذي لا وجود له".دون شعور منه خطت يده هذه الكلمات عنها بدفتره و نظر لِمَ خطت يده و شعر بالرضا و قد أجاد وصفها كما يراها.
في الصعيد يجلس أمجد مع والده و قال أمجد بحنق:
"وكإنها فص ملح و داب ملهاش أي أثر و لا حد عارف طريقها".تحدث والده بضيق:
"الفاجرة هتفضحنا وسط الخلج"."أنا بقول أكتب عليها و ساعتها ممكن أجيبها بالقانون لحد عندي".
صمت والده قليلاً يفكر بحديث ولده الخبيث ثم قال بخبث هو الآخر:
"لا وساعتها نجدر نجتلها و ملهاش ديه عندينا، حُرمه و هربت من زوجها و حجنا نخلص عليه"ا.إعترض أمجد بتوتر:
"لا يا بوي بلاش قتل كفايه بس نجيبها و أنا هربيهالك".نظر له والده و قال بحنق:
"إنت وجعت فيها و لا إيه يا واض، لاتكون خطفت عجلك؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Roman d'amourتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...