نظرت لها روسيل بتشكك فنظرت لها زهرة بنظرة تشجعها بأن ذلك في مصلحة الجميع و قالت:
"محدش غيرك يقدر يعمل كده من غير ما حد يحس بحاجه، إسمعي مني و حاولي تتصرفي بسرعة...من غير شوشره عشان ماتإذيش و لا حد فيكم يتإذي، أبوس إيدك يا بنتي لازم كلكم تمشوا دلوقتي".
نظرت لها روسيل بذعر و يبدو أن هناك أمر خطير على وشك الحدوث، وقفت روسيل تفكر سريعاً كيف تُنهي ذلك الحفل دون التسبب في الذعر للجميع و انتبهت لمراد يمر من جانبها فأمسكت به و قد أتتها فكرة و قالت بنبرة هادئة كي لا تُظهر توترها:
"مراد حبيبي تعرف تروح لعمو حامد و توشوشه و تقوله بص على تليفونك ضروري؟".
عقد بين حاجبيه بتعجب فقالت مفسرة كي لا يعتقد أن هناك أمر و يبلغ والده:
"أصل خالتو ورد عايزاه في حاجه ضروري و مكسوفه فمش عايزه حد ياخد باله، يلا بسرعة".
أومأ موافقة و كاد يتحرك فقال زهرة بجدية:
"قوله و ادخل على طول و هات إخواتك و كل العيال".
نظرت لها روسيل بتشكك و لكنها أشارت لمراد لينفذ فوراً ثم التفتت لزهرة تقول بجدية:
"أنا عايزه أفهم في إيه بالظبط؟".
أجابتها زهرة بذعر و حزن:
"مش هقدر أقول بس حياتكم في خطر".
لا يوجد متسع من الوقت لاستجواب زهرة فأمسكت روسيل بهاتفها و بعثت برسالة لحامد:
"حامد فيه حاجه غريبه بتحصل و فيه خطر على الكل، الفرح لازم يتفض حالاً من غير ما حد يحس بحاجه و خصوصاً الشباب و متسألنيش عن السبب، نفذ بسرعه لو سمحت".
أبان ذلك بالخارج أخبر مراد حامد ما قالته روسيل فأمسك بهاتفه و قرأ الرسالة فخفق قلبه بذعر فهو يعلم أن روسيل لن تعبث معه بأمر كهذا أبداً و يبدو أنها تعلم شيئاً لذا تحرك و أوقف الموسيقى معلناً عن إنتهاء الزفاف ثم قدم تحياته للجميع و استقبل المباركات سريعاً ثم انسحب ودلف ليصطحب العروس لينفض الجمع.
أبان ذلك دلفت الفتيات الغرف و بدلن ملابسهن كما فعل الرجال ثم هبطوا جميعاً و قد تبقى القليل من الحاضرين، هبطت العروس بفستان زفافها حيث ينتظرها حامد ببهو المنزل و استقبلا المباركات ثم انصرفن السيدات و لم يتبقى سوى بعض الرجال في الخارج و في الداخل الفتيات و الشباب و أبنائهم مع حامد و ورد و الجميع قد تجهز للرحيل فهم لن يمكثون بهذا المنزل دقيقة واحدة.
كاد يتحرك حامد بورد للخارج بعدما ودعت زهرة و الجميع خلفهما و لكن أوقفهم عبد الحميد بقوله:
"وجف عندك، كلمتين تسمعوهم كلكم جبل ما تغوروا من إهنه، إنت عملت اللي في راسك يا حامد و أخدتها بمزاجك و إنتِ وافجتيه".
كان يقصد ورد بنهاية حديثه ثم أردف بحنق:
"من إنهارده ملكيش مكان إهنه يا ورد، تنسي البيت ده و رجلك ماتعتبوش تاني و إنتِ كمان يا فاطنة مش عايز أشوف خلجت واحده فيكم تاني، أني ولادي التلاته ماتوا".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romantikتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
