الجزء الثاني(١٤-غدر)

888 57 11
                                        

نظرت لها روسيل بتشكك فنظرت لها زهرة بنظرة تشجعها بأن ذلك في مصلحة الجميع و قالت:
"محدش غيرك يقدر يعمل كده من غير ما حد يحس بحاجه، إسمعي مني و حاولي تتصرفي بسرعة...من غير شوشره عشان ماتإذيش و لا حد فيكم يتإذي، أبوس إيدك يا بنتي لازم كلكم تمشوا دلوقتي".

نظرت لها روسيل بذعر و يبدو أن هناك أمر خطير على وشك الحدوث، وقفت روسيل تفكر سريعاً كيف تُنهي ذلك الحفل دون التسبب في الذعر للجميع و انتبهت لمراد يمر من جانبها فأمسكت به و قد أتتها فكرة و قالت بنبرة هادئة كي لا تُظهر توترها:
"مراد حبيبي تعرف تروح لعمو حامد و توشوشه و تقوله بص على تليفونك ضروري؟".

عقد بين حاجبيه بتعجب فقالت مفسرة كي لا يعتقد أن هناك أمر و يبلغ والده:
"أصل خالتو ورد عايزاه في حاجه ضروري و مكسوفه فمش عايزه حد ياخد باله، يلا بسرعة".

أومأ موافقة و كاد يتحرك فقال زهرة بجدية:
"قوله و ادخل على طول و هات إخواتك و كل العيال".

نظرت لها روسيل بتشكك و لكنها أشارت لمراد لينفذ فوراً ثم التفتت لزهرة تقول بجدية:
"أنا عايزه أفهم في إيه بالظبط؟".

أجابتها زهرة بذعر و حزن:
"مش هقدر أقول بس حياتكم في خطر".

لا يوجد متسع من الوقت لاستجواب زهرة فأمسكت روسيل بهاتفها و بعثت برسالة لحامد:
"حامد فيه حاجه غريبه بتحصل و فيه خطر على الكل، الفرح لازم يتفض حالاً من غير ما حد يحس بحاجه و خصوصاً الشباب و متسألنيش عن السبب، نفذ بسرعه لو سمحت".

أبان ذلك بالخارج أخبر مراد حامد ما قالته روسيل فأمسك بهاتفه و قرأ الرسالة فخفق قلبه بذعر فهو يعلم أن روسيل لن تعبث معه بأمر كهذا أبداً و يبدو أنها تعلم شيئاً لذا تحرك و أوقف الموسيقى معلناً عن إنتهاء الزفاف ثم قدم تحياته للجميع و استقبل المباركات سريعاً ثم انسحب ودلف ليصطحب العروس لينفض الجمع.

أبان ذلك دلفت الفتيات الغرف و بدلن ملابسهن كما فعل الرجال ثم هبطوا جميعاً و قد تبقى القليل من الحاضرين، هبطت العروس بفستان زفافها حيث ينتظرها حامد ببهو المنزل و استقبلا المباركات ثم انصرفن السيدات و لم يتبقى سوى بعض الرجال في الخارج و في الداخل الفتيات و الشباب و أبنائهم مع حامد و ورد و الجميع قد تجهز للرحيل فهم لن يمكثون بهذا المنزل دقيقة واحدة.

كاد يتحرك حامد بورد للخارج بعدما ودعت زهرة و الجميع خلفهما و لكن أوقفهم عبد الحميد بقوله:
"وجف عندك، كلمتين تسمعوهم كلكم جبل ما تغوروا من إهنه، إنت عملت اللي في راسك يا حامد و أخدتها بمزاجك و إنتِ وافجتيه".

كان يقصد ورد بنهاية حديثه ثم أردف بحنق:
"من إنهارده ملكيش مكان إهنه يا ورد، تنسي البيت ده و رجلك ماتعتبوش تاني و إنتِ كمان يا فاطنة مش عايز أشوف خلجت واحده فيكم تاني، أني ولادي التلاته ماتوا".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن