"هناك شيء قد انطفأ في قلبي للأبد، شيء لن يعود كما كان مهما حاولت".
فيكتور هوجو.ولته ظهرها و تمسك هو بملابسها من الجانبين و بدأت هي تتحرك و بفضل العجلات يتحرك هو معها، زادت من سرعتها بعدما تأكدت أنه قد اعتاد الأمر و بدأت تسير بأريحية أكثر و عندما زادت من سرعتها أكثر وضعت يديها على يديه حول خصرها لتتأكد أنه لن يفلتها و يسقط و بدأت تضحك بسعادة و مرح تتشاكس مع بعض الفتيات و الشباب في سباق فقد خرجوا مجموعة سوياً يجوبون الشوارع.
إبتسم هو لضحكاتها و مرحها و عندما زادت سرعتها أغمض عينيه و بدأ يستمتع بالهواء الذي يداعبه و قد حمل رائحة عطرها نظراً لقربه منها.
و فجأة شغل أحد الشباب أغنية كعاداتهم يستمعون لها و يتناسون الحياة و يستمتعون:
"عيش حب الناس و عيش تلقى الناس بيوت
فاتحه قلوبها فوت، حب متتنسيش،
دور سافر في القلوب، دوَّر في الزحام هتدوب الآلام و الأحلام تعيش..و إزاي يا دنيا ماشوفتكيش قبل إنهارده معشتكيش، أنا كنت مين و فين و ليه و إزاي زماني محسكيش".بدأت روسيل تغني كما الشباب و فردت يديها بسعادة وكأنها تُحلق و رفعت رأسها فلامست صدره دون قصد فتوترت للحظة و كادت تسقط و هو معها و لكنهما تمسكا ببعضهما و انفجرا في الضحك معا و لأول مره تستمع لرنين ضحكته و كان وقعها مختلف و كم شعرت بالسعادة.
عادا للمكان المخصص و خلعا الأحذية و مازال أدهم على وجهه ابتسامة لم تفارقه لأول مرة و لم تُعلق روسيل كي تعطيه المجال ليكون على راحته، خرجا من المكان و قالت روسيل بسعادة:
"يا ربي على كمية الطاقه الحلوة، اتبسط صح؟".أومأ بالإيجاب بابتسامة فأردفت:
"طيب بقولك إيه بقى تعالى نكمل الإنبساط، في واحد في الشارع ده بيبيع أيس كريم عالمي، تعالى أدوقهولك".وافقها دون معارضة لأول مرة و ذهبا سيراً و بداخله سعاده لم يشعر بها من قبل فالحياة غريبة عنه لا يعلم عنها شيء و لم يتذوق ملذاتها من قبل، وصلا للمكان و وقفت روسيل تنتقي ما ترغب و قالت:
"أنا هاخد فراوله و ڤانيليا، إنت هتاخد إيه؟".حرك كتفيه بعدم معرفه و قال بهدوء:
"إختاريلي إنتِ".إبتسمت له و سألته:
"ماشي هختارلك بس على الأقل قولي بتحب أطعمة إيه؟"."مش عارف، إختاريلي على ذوقك أو هاخد زيك".
و بالفعل طلب من الرجل مثلما انتقت له و لها و جلسا يتناولانه و قالت روسيل بهدوء:
"ممكن أسألك سؤال؟".رفع بصره لها يعطيها الإذن فتابعت:
"هو إنت أول مرة تاكل أيس كريم؟*.أجابها بهدوء:
"لا كنت باكله و أنا صغير بس اللي هو الجاهز ده عمري ماكلته كاسات كده و في الشارع كمان".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...