"أخاف الأشياء التي تلامس قلبي يا ميلينا،
لذا أهرب منها دائماً...و أهرب منكِ".
من رسائل كافكا إلى ميلينا.كفكفت روسيل عباراتها و أردفت:
"محتجالك تقولي أعمل إيه....أنا غلطت و عارفه إني غلطت بس مش هقدر أصلح غلطي و أرجع فيه، لو حاولت أصلحه قلبي هيوجعني و أنا مش حِمل الوجع ده بلاش يبقى وجعي بإيدي مش هقدر، و مش عارفه الطريق اللي أنا ماشيه فيه هيوديني لفين، أنا بقيت ماشيه كده مش عارفه أخطط لحياتي و لا عارفه أحسب بكره ممكن يحصل فيه إيه........الدنيا وحشه قوي من غيرك، رغم إن عمو محسن و طنط بيحاولوا يعوضوني و مش مخليني محتاجه حاجه بس إنت غير، محدش هيعوض مكانك، و أدهم......".يستمع لحديثها بألم و لم يفهم مقصدها بقولها أنها أخطأت و لكنه تكهن أن تكون تقصد شقيقتها و شعورها بالذنب و لكنه لم يقتنع بتكهنه و عندما إستمع لإسمه خفق قلبه يتشوق لمعرفة ماذا ستقول عنه و نسي تساؤلاته عن خطأها فيما صمتت روسيل قليلاً بعد ذكر إسمه ثم تنهدت و أردفت:
"أدهم تركيبه غريبه، ساعات بحسه حنين قوي و ساعات قاسي بس اللي واثقه منه إن قسوته دي قشره بيداري بيها اللي جواه، حاسه إن جواه حِمل تقيل قوي عليه، وجع بيدبح فيه محدش يعرف عنه حاجه بس حنيته اللي بتظهر دي هي دي أدهم الحقيقي، الشخصيه اللي رافض يظهرها بس غصب عنه بتغلبه....."صمتت قليلاً ثم أردفت:
"في الأول كنت مش فاهمه ده و متلخبطه بس لما عيشت معاه شوفت أدهم تاني غير اللي بيحكوا عنه و غير اللي شوفته في الأول، بتبسط لما بيقولوا إن أدهم ده مظهرش غير معايا أنا......حبيته يا بابا، حبيته قوي".تسارعت نبضات قلبه و أشعلت كلماتها الحرب بداخله فأغمض عينيه يستمع لحديثها:
"معرفش إزاي حبيته كده، في الأول كنت بنكر و بقول إنه مجرد شعور عشان الوضع اللي أنا فيه و إني خارجه من علاقه وجعاني و محتاجه لحد بس لأ إتأكدت من إحساسي، أنا....بحس معاه بالأمان، من يوم فراقك و أنا جوايا خوف مش قادره أسيطر عليه بس في وجوده بيروح إحساس الخوف، بقيت أحس إن العالم اللي بره كبير و مُخيف بس العالم بتاعي معاه مريح و فيه أمان".ضحكت و أردفت:
"تخيل إني بقيت عادي مش مضايقه من قعدة البيت؟، أه عاوزه أنزل و أعمل الحاجات اللي بحبها بس برضه مش مضايقه من قعدتي معاه، بحس إنه شايل عني الحِمل شويه، كان عندك حق الواحد فعلاً ساعات بيكون محتاج يسند على حد شويه عشان يقدر يكمل و أنا اتسندت عليه، هو خلاني أتسند عليه و ساعتها إكتشفت إني فعلاً محتاجه أتسند و أريح شويه، الحِمل تقيل قوي و أنا مش هقدر عليه لوحدي، إكتشفت إني ضعيفه قوي من غيركم و محتاجه أقوى، أول مره حد يكون مسؤول عني و مبقاش شايله أنا مسؤولية كل حاجه و بعمل كل حاجه لوحدي، عارفه إنك كنت دايماً بتحاول بس أنا مكنتش بديك الفرصه عشان كنت شايفه إني مسؤولة معاك و حتى مسؤولة عنك، عمري مافكرت أريح من المسؤولية".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Romanceتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...