"بالبوح أم بالصمت أكبح دمعتي؟!
شاخ السؤال و سيطر الإشكال!
البوح...ويل، البوح..يفضح لوعتي!
و الصمت رغم أمانهِ قتالُ".
فواز اللعبون.
قضى أدهم يومه مع روسيل و ميرڤت و عاد محسن من عمله و تناولوا الطعام معاً و حل المساء و مازال أدهم يشاركهم و قد اشترك مع روسيل و ميرڤت بتحضير بعض الأشياء ليفاجئوا محسن و يحتفلوا فاليوم عيد زواجهما الثلاثون.
دلف أدهم و روسيل المطبخ ليأتوا بِمَ صنعت روسيل من حلوى للإحتفال و قد انصرفت العاملة و سألته روسيل بتفكير:
"تفتكر ممكن يكون ناسي و يبوظ الليلة عليها؟".
أجابها أدهم بلا مبالاة:
"عادي يعني و لو ناسي إيه المشكله؟".
رفعت حاجبها و قالت بامتعاض:
"إزاي بقى، تبقى هي محضره حاجات و عماله تفكر تفرحه و هو ميفتكرش أصلاً؟".
إبتسم أدهم بسخرية و قال بتهكم:
"إنتِ ليه محسساني إنهم مراهقين؟، و عادي ينسى بني آدم يعني".
قالت باستنكار:
"إيه ده هو عشان كبروا في السن خلاص يعني ميحتفلوش و يتبسطوا إنهم حبوا بعض و عاشوا ثلاثين سنه سوا على الحلوه و المُره و عدوا بحاجات كتير و لسه سوا و حبهم موجود و ماسكين في بعض؟، المشاعر و الحب ملهمش سن، إنت ممكن تشوفها حاجه تافهه بس صدقني بتفرق في الإحساس و بعدين ده هما دول اللي يستحقوا الإحتفال مش المراهقين اللي ما شافوش ربع اللي شافوه و عاشوه سوا".
أمسكت بالأطباق و وضعتها بيده بامتعاض و أردفت:
"إمسك يا مُحبط يا كئيب".
سألها أدهم باستنكار:
"هو أنا ليه حاسس إنك بتعايريني".
أجابته بجدية مصطنعة:
"إطلاقاً أنا بواجهك بحقيقتك".
ضحك و ضحكت معه ثم قالت و هي تنظر بعمق عينيه:
"بس فيه بصيص أمل، في نور كده شايفاه جاي من بعيد أكيد هيجي يوم و يقرب و يغطي على الضلمه و ميبقلهاش وجود".
طالعها و قد تمردت عيناه و أفصحت لها بعشقه فهي فقط من تعطيه هذا الأمل أو بمعنى أصح هي ذلك الضوء الذي بدأ ينير عتمته".
هربت من نظراته و قالت بابتسامة:
"يلا نخرج إتأخرنا عليهم".
تحركت و تحرك هو خلفها و بداخله مشاعر لم يعد يقوى على صدها فكلما حاول تجاهلها خفقات قلبه تُذكره.
خرجا معاً نحو محسن و ميرڤت وجدا محسن يحتضن ميرڤت و يربت على كتفها ثم قبل رأسها و هي مبتسمة و مستسلمة له ينظران لبعضهما بعشق.
وقفت روسيل جوار أدهم و ابتسمت لِمَ رأت ثم نظرت لأدهم الذي كان يراقب ابتسامتها و سعادتها لهما و قالت:
"واضح إنه فاكر، طيب إيه نرجع و نسيبهم و لا إيه؟".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Lãng mạnتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
