الجزء الثاني(٧-عيد الأضحي)

1K 53 21
                                    

باليوم التالي بمنزل العائلة مساءاً يجلس أدهم مع روسيل في المطبخ يعدان طعام العشاء و يقص عليها ما مر به بيومه ثم بغيظ:
"و عبد الله الكلب هربان مجاش الشغل إنهارده عشان مقفشوش".

ضحكت روسيل و قالت من بين ضحكاتها:
"هيروح منك فين؟، أكيد هيظهر بس صحيح بيلا الفتره دي مش مظبوطه من ساعة الكلام اللي قالته البومه لميس عليها و حاولنا نتكلم معاها بس مش راضيه تتكلم و لا حتى مع عبد الله و هو مش عارف يعمل إيه".

تنهد أدهم و قال بنبرة هادئة:
"المشكله إنها عارفه و واثقه في نفسها بس غصب عنها بتتأثر زيي و خصوصاً لما فهمت الدين الإسلامي حست هي قد إيه كانت بتعمل حاجات حرام جداً و كبيره و مش مقبوله تماماً و برضه بتخاف عبد الله يتأثر، هو في النهايه راجل شرقي".

"بس عبد الله قابلها و عمره ما إتكلم معاها في حاجه زي كده و خصوصاً إنه شايف هي بقت إيه، الفكره يا أدهم بجد في علاقاتنا كلنا اللي هو إحنا اللي في البيت هنا يعني، كلنا خلاص بقينا عارفين و فاهمين كويس إننا كلنا غلطنا و عيشنا ظروف وحشه و قابلين بعض و بنساعد بعض نبقى أحسن فمينفعش حد فينا يفضل يجلد نفسه على أخطاءه ما هو في النهايه إحنا بشر و خصوصاً في وضعنا هنا سوا، كلنا متقبلين بعض بعيوبنا و أخطاءنا، عمر ما حد فينا عاير التاني و لا شاف التاني أقل منه، كلنا فاهمين إننا غلطنا و إتهنا و تعبنا و بنريح بعض و بنسند بعض، ليه بقى نتأثر بكلام ناس ملهاش لازمه؟".

إبتسم لها أدهم و أجابها:
"عشان مش كلنا زيك يا روسيل، إنتِ ما شاء الله عليكِ ربنا حط فيكِ الميزه دي و إداكِ قوه مش كلنا بنتميز بيها، صحيح إنتِ ساعدتينا كلنا و إدتينا من طاقتك دي كتير و بقينا أحسن بس غصب عننا بنرجع لنفسنا الضعيفه، غصب عننا بنضعف و ساعات بنتعمي عن الحقيقة بس إنتِ دايماً لما بتضعفي بتدوري على اللي يقويكِ و هي دي قوتك الحقيقية، إنك بتعافري و بيكون جواكِ إيمان إنك هتوصلي رغم ضعفك و بتوصلي فعلاً و بتساعدي اللي يقع في طريقك، إنتِ مختلفه عن الكل و حقيقي الكل بيحاول يتعلم منك و يتعافى".

إقتربت منه تستند على الطاولة أمامه فهو يجلس على المقعد أمام الطاولة يُقطع الخضروات و قالت بمشاكسة و إغواء:
"أعتبر ده غزل؟".

ضحك و اقترب منها يطالع عينيها و يشاكسها بقوله:
"لا غزل إيه؟، الغزل و الدلع بتاعي من نوع خاص....".

كاد يقبلها و لكن قاطعه دلوف أبنائه فكتمت روسيل ضحكتها على مظهر أدهم و ملامحه الممتعضه و تابعا ما يفعلانه ثم تناولوا وجبة العشاء جميعاً و دلف الأطفال لغرفهم و خلدوا في النوم.

بغرفتهما ضمها لصدره و صمت قليلاً يستمتع بقربها ثم قال بنبرة هادئة:
"موحشكيش عم محمد؟".

إبتعدت عنه تنظر له بابتسامة فغمز لها و تابع:
"الولاد نامت، تعالي أخطفك شويه و متقوليش هقلق عليهم إدي المفتاح لدينا تبقى تنزل تبص عليهم".

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن