٢١-مفاجأة

1.1K 77 24
                                    

"و بي عطشٌ لقربكِ ليس يُروى
و لو أني شربتكِ مثل راحِ
و بي شغفٌ إليكِ يهز قلبي
و شوقٌ لا يكف عن اجتياحي
أحبكِ موطناً حُراً و أفقاً
بدا من ليلِ عُمري كالصباحِ
كأن القلبَ عصفورٌ حبيسٌ
وحبكِ جاءَ يُطلِقُ لي سراحه
"علاء سالم"

أجابته روسيل بحِدة:
"أسبابك متستاهلش كل اللي إنت عامله ده".

التقط بعينيه جهاز قياس مستوى السكر موضوع على الفراش و يبدو أنها كانت تستخدمه لذا شعر بأنها من الممكن أن عصبيتها رفعت لها مستوى السكر فقرر أن يهدأ و يعاملها بلطف قليلاً فهو لن يتحمل رؤيتها مريضة فقال بنبرة هادئة:
"عندك حق، أنا فعلاً إتعصبت زياده، عندي مشاكل في الشغل و متضايق و غصب عني إتعصبت".

نظرت له تشعر باليأس منه فهو لن ينطقها بينما أدهم تابع:
"يلا طيب إجهزي عشان نلحق صحابك".

أومأت موافقة و تحرك هو فأغلقت هي الباب، خرج أدهم و جلس ينتظرها فيما خرجت له بعد دقائق ترتدي ملابس شبابيه بألوان متناسقة تزفر بضيق و تتذمر فعقد حاجبيه و سألها:
"مالك في إيه؟".

"اللمبه إتحرقت مش شايفه حاجه".

إبتسم على تذمرها فيما أردفت بضيق و هي تقف أمام المرآة بالصالة تضع بعض مساحيق التجميل:
"معلش إستنى بقى شويه".

أومأ موافقة و أشعل لفافة تبغه و جلس يراقبها، وضعت زينتها و ارتدت حجابها ثم وقفت تضع أحمر الشفاه و هو مازال يتابعها و ينفث دخان لفافة تبغه و قد أشعلت النيران بصدره بهيئتها و زينتها رغم أنها لم تضع الكثير من مستحضرات التجميل و لكن يكفي أنها تكحلت مِمَ أبرز عينيها أكثر و ازداد سحرها، نفث الدخان بضيق و قال:
"مش كفايه بقى اللي عماله تحطيه ده؟".

نظرت له و سألته بتشكك:
"إيه وحش؟".

نهض و اقترب منها تعصاه عيناه و تسترق النظرات لقسمات وجهها و بالأخص عيناها ساحرته، إزدرد لعابه و قال بضجر:
"خلصي عشان زهقت".

أومأت موافقة و تابعت تعدل من وضعية حجابها و تتأكد من ثباته بينما أدهم وقف جانبها و كأن قدميه ترفضان الإبتعاد عنها و خفقات قلبه في ازدياد، نثرت من عطرها و هذا ما كان ينقصه و بمجرد أن داعب عطرها أنفه شعر بأن كل ما به يُعلن العصيان عليه و يتمرد حتى عقله قد توقف فقط يريدها بين ذراعيه الآن لتروي ظمأه، جاهد ليتحكم برغبته المُلحه باحتضانها و قال بجمود مصطنع و هو يتحرك يهرب منها:
"هستناكي في العربيه".

وضعت ما بيدها و قالت:
"خلاص أنا خلصت هاجي معاك".

تحركا معاً و دلفا المصعد و هو يهرب بنظراته عنها يحاول السيطرة علي رغبته المُلحة باحتضانها و أمسك هاتفه و هاتف شخص و تحدث معه بحديث مبهم لم تفهم روسيل منه شيء بينما روسيل كانت تسترق النظرات له أيضاً بهيئته الجذابة، شعره المنسق و لحيته المهذبة و قد خط بهما بعض الخصلات البيضاء، ملامحه الحادة و عيونه العسلية  تُذيبها رغم حدتها و قسوتها إلا أنهما يشعرانها بالدفء و رائحة عطره التي تُنهي على ما تبقى منها من ثبات.

شيروفوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن