إبتعد عمرو قليلاً يطالع والده و كأنه ينتظر تأكيده فأومأ نعمان موافقة و قال يؤكد حديثها:
"مش هسيبك تبعد عني تاني أبداً، كفايه العمر اللي راح و أنا بظلمك...سامحني يابني...سامحني".
عانق والده بقوة و سعادة لا توصف و قال باشتياق:
"وحشتني قوي....وحشتني يا بابا".
"هو بس اللي وحشك و أنا يعني بنت البطه السوده".
التفت عمرو نحو الصوت و ابتسم بسعادة لخديجة التي تقف مبتسمة بعيون مغرورقة لذلك المشهد و قد أقنعت روسيل الحاج نعمان بأن ترسل لها الحارس ليأتي بها و تكتمل سعادة عمرو بوجودهما و وافقها نعمان و هاتف خديجة و أخبرها و أرسل أدهم لها الحارس بالسيارة، ترك عمرو والده و نهض يهرول نحوها يعانقها بعدما إقترب الشباب يساعدون نعمان على النهوض و من فرط سعادة عمرو حملها بين ذراعيه و أخذ يدور بها و هي تضحك ثم أنزلها و وضع كفيه خلف رأسه يتنقل بنظره بين الجميع و بدأ يقفز بمحله و كأن قدميه باتت ترفضان ملامسة الأرض، تريدان التحليق به في السماء كطير تحرر من محسبه.
وقع بصره على زوجته فهرول نحوها و عانقها و لم يبالي بخجلها و لكن هذه المرة غلب شعورها بالسعادة لأجله على خجلها و شددت من عناقه و عباراتها تنهمر ثم إبتعد عنها قليلاً يمسك بوجنتيها بين راحتيه و يضحك من بين عباراته و يقول بعدم تصديق:
"سامحني يا فاطمه....سامحني".
إبتسمت من بين عباراتها و أومأت موافقة فبدأ يوزع قبلاته على وجنتيها و جبينها و هي تنكمش خجلاً مِمَ يفعله فشاكسه عبد الله:
"ما خلاص يا عم في إيه، إنت مصدقت لقيت فرصه تبوس؟".
ضحك الجميع و من بينهم عمرو الذي ترك فاطمة و اتجه نحو عبد الله و أمسك به يقبله عنوة و عبد الله يضحك و يحاول إبعاده:
"يابني بس كفايه....إنت محروم يلا.....".
إبتعد عنه و بدأ يشاكس و يقبل الشباب كل على حدى عنوة كما فعل بعبد الله و تابع عبد الله مشاكسه:
"الواد ده بقى خطر علينا..و الله يا حاج نعمان كان بعقله و محترم مش عارف إيه اللي حصل".
قال نعمان بمشاكسة:
"هو في الحقيقه يابني عمره ما كان عاقل و عنده مشاكل في موضوع البوس ده، كان ماشي يبوس في كل اللي في البيت و يكتف أمه و يفضل يبوس فيها و يغيظني".
كان عمرو قد إستقر جانب والده على الأريكة و جانبه خديجة يحاوطها بذراعه ينظر لهما بعدم تصديق و تذكر والدته و مشاكساته لها فابتسم فيما ربت نعمان على قدمه بحنو و سألهم عمرو بعدم تصديق:
"هو إزاي ده حصل، أنا مش فاهم حاجه....إنت إزاي صدقتني؟".
وجه آخر كلماته لوالده فابتسم والده و قال بعدما تنهد بعمق:
"الحقيقه البركه في الست روسيل، ربنا يباركلها عرفت تلعب عليا و تخليني أسمعها، لعبتها صح و لفت دماغي معاها لحد ما وصلت للي هي عايزاه و خلتني أقول رأيي كمان و أنا معرفش بتتكلم عن مين، قالت الكلمتين و سابت الكوره في ملعبي و سابتني أدور و أعرف الحقيقه من نفسي بعد ما خلت دماغي تلف و شككتني في كل حاجه".
أنت تقرأ
شيروفوبيا
Storie d'amoreتصفعنا الحياة دائماً وتقسو علينا فنصبح كالموتىٰ الأحياء، نسير بأجسادنا بِلا روح، ننطفئ و نفقد بريقنا ونغرق بعتمتنا وتصبح ملاذنا الآمن وهنا نصبح أسرىٰ لهذه العتمة، نَهَاب سطوع الشمس، نَهَاب بريقها الذي يعطي رونق للأشياء فتقر العيون و يضج العالم بالحي...
